15

65 9 0
                                    

#امــــل
.
#الحلقة 15
.
.
مرَّ اسبوعاً على لقاء عامر بآيات نسي خلالها ما حدث فقد شغلته عودته لعمله عن كل شيء كان يشعر بأن شيئاً ما ينقصه فهو لم يعتد البقاء في المنزل هكذا لذا قرر الاتصال بمسؤوليه ليخبرهم بأنه اصبح جاهزاً للالتحاق برفاقه قريباً .
اما حوراء فقد تجنبت فتح الموضوع مع آيات لانها ارادت ان تحادث اخيها اولاً وفعلاً اتفقت مع جهاد ووالدتها ان الوقت قد حان لمفاتحته بالامر بشكل واضح وصريح فأستغلت عطلة نهاية الاسبوع ودعتهم الى منزلها لتناول العشاء :
_ امي يتوجب علينا ان نفاتحه بالموضوع فليُحضرك  هذه الليلة الى منزلنا سأُعدُّ لكم العشاء .
_ حسناً سأبلغه الان والله ولي التوفيق .
كان جهاد يتناول الشاي ويصغي لحديثهما وعندما اغلقت حوراء الخط نظرت اليه عبر الطاولة :
_ جهاد ، لابد من انهاء هذا الامر الليلة لن ندع له فرصة للرفض آيات انسانة مؤمنة وتتبنى المبادئ التي يعتقد بها اخي فضلاً عن معرفتي بها وبطباعها اللطيفة المشابهة لطباعنا لن نجد افضل منها صدقني ليس تحيزاً لرفيقتي ولكنها فعلاً فتاة رائعة .
ابتسم جهاد وقد ادرك مخاوفها من ردة فعل عامر :
_ لا تقلقي ياعزيزتي سنحاول الليلة ان نُقنع عامر بالامر ، ندعو الله ان يوفقه لمراضيه فالزواج سنة الله ورسوله .
بعد صلاة المغرب توجه عامر برفقة والدته الى منزل اخته وليس لديه ادنى فكرة عما ينتظره في هذه الليلة فقد كان كل تفكيره منصباً على العمليات الجديدة التي ستدخل حيز التنفيذ حال اعلان ساعة الصفر قريباً .
كانت رائحة الطعام الذي اعدته حوراء تفتح الشهية ، ورائحة الفطائر تملأ الارجاء ، نظر اليها عامر بعد ان اتم صحنه وخاطبها بنبرة عدم رضى :
_ لابأس به انه طعام جيد .
ضحك جميعهم من تعليقه المرح فقد كان واضحاً انه احب طعامها , استغلت حوراء الموقف واعلنت بنبرة متحدية :
_ فلننظر كيف سيكون طعام من ستتزوجها ، ارجو من الله ان تكون خبيرة بأعداد ما لذ وطاب .
نظر اليها بمرح :
_ انا متأكد بأنها ستكون افضل منك .
اضحكهم قول عامر فقد كان واضحاً انه يمارس لعبة المرح مع اخته ولم يخطر له انها ستجره الى حيث لايدري فاستغلت مزاجه المرح واعلنت مازحة :
_ الحمد لله على حد علمي فأن آيات طباخة ماهرة .
قالت عبارتها ونهضت من كرسيها متظاهرةً بجمع الاطباق الفارغة ، ثم نظرت صوب اخيها فرأته يحدق بها و قد اختفت ملامح المرح من وجهه وحلَّ محله الوجوم وخاطبها بهدوء :
_ ماذا تقصدين بقولك هذا ؟
اجابته والدته :
_ قصدها واضح يا بني .
تركتهم حوراء واتجهت ناحية المجلى لتضع الصحون ، فناداها عامر بانزعاج :
_ حوراء ، ماذا .. لم يدعه جهاد يكمل كلامه فقاطعه بلطف :
_ عامر عزيزي احتاج ان اتحدث معك  ، من بعد اذنكم خالتي سنخرج الى الحديقة قليلاً ، حوراء عزيزتي لو سمحتِ احضري لنا الشاي هناك .
بعد ان استقرا في الحديقة بادر عامر الى سؤال جهاد :
_ جهاد مالذي تعنيه حوراء بكلامها ؟
ما الذي يحصل دون علمي ؟ بدأت اشعر انكم تخططون لشيء خلف ظهري .
ابتسم جهاد ورد بهدوء :
_ عامر نحن نحبك كثيراً ويؤلمنا عزوفك عن الزواج بهذا الشكل واقعاً انا لا افهمك بتاتاً يفترض بك ان تسارع الى الارتباط من تلقاء نفسك .
ظهرت علامات الحزن واضحة في عيني عامر الذي شعر بالثقل يغزو صدره فسارع الى الوقوف واستنشاق الهواء بعمق و لبِثَ بُرْهَةٍ صامتاً همس بعدها :
_ يبدو ان حوراء لم تخبرك عما حدث معي سابقاً عندما اردت الارتباط من تلقاء نفسي .
.
.

امــــلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن