الجزء ٢٠

50 10 0
                                    

#الجزء_20

قال أحد الملكيْن :
🔺إنّ توحيدك لم يكن خالِصاً لله بصورة كاملة.
لقد كنت في بعض الأحيان تعلّق الرزق أو النجاة من مصيبة وقعت فيها بأشخاصٍ مخلوقين مثلك، كما أن بعض أعمالك يخالطها الرياء وحب الشهرة والسمعة..
غافلاً عن أن ذلك مخالف للتوحيد الخالص لله الذي بيده أسباب الكون ومسبباته، لذلك لم تتمكن من الإجابة إلّا بعد مساعدة الولاية ورفقائها من الصلاة والصوم والزكاة والحج والعمرة والبر والإحسان، و لولاها لفشلتَ ولأحرقنا عليك القبر وجعلناه باباً إلى جهنم التي توعدكم الله بها.

نظرتُ إلى الكائنات النورانية وقلت بصوتٍ متعجبٍ مندهشٍ :
- إذاً أنتم .. أنتم كما قال ..

ثم إلتفتُ إلى الملكيْن و عرفتُ أنّ الذي على يميني منكر والذي على يساري نكير .

قال منكر :
🔹 بقيَت أمامك أسئلةً إن نجحت في الإجابة عنها نجَوت، وإلّا هلكت وبقيت في عذابٍ وبلاءٍ إلى ما شاء الله.
والآن أخبرنا من هو الرسول الذي أرسله الله إليكم وبأي دين جاء فأطعتموه ؟

✅ كان لديّ اليقين الكامل بنبوة النبي محمد صلى الله عليه وآله وبرسالته، فقد طالعتُ الكثير من الكتب التي كانت تثبت ذلك، وتعطي الأدلة الشافية على صحّة رسالته التي جاء بها، لذا لم تكن هناك صعوبةً في الإجابة إذ قلت وأنا أُظهرُ الإتّزان والإطمئنان في كلامي :
🔸 إنّ نبيّنا محمّد بن عبد الله صلى الله عليه وآله آمنتُ به بالدليل دون أن أراه، واتبعتُ رسالته دون أن أكون معاصراً له، واتبعتُ خليفته من بعده علي بن أبي طالب الذي كان حجة الله على خلقه، ثم تلاهُ في الإمامة أحد عشر كوكباً معصومون من الزلَل، أمرنا بطاعتهم، فكانوا هم سفينة للنجاة سبيلاً للهداية، و إذا شئتَ ذكرتُ لك أسمائهم واحداً تِلوَ الآخر.

كنتُ خلال حديثي مع الملكين أنظر لمن حولي فرأيت القبيح يشتعِلُ غضَباً ويمتلئ غيظاً لدرجة أنه لم يحتمل البقاء، فترك موضعه واختفى فلا أثر له !

أمّا منكر ونكير فبعد إنتهاء كلامي سمعتُهما يتحدثان بصوتٍ خافتٍ لم أفهمه، بعدها توجّه نكير بالكلام لي وقال :
🔹 إنّك سبقت سؤالنا حول الإمامة بحديثك فلا نسألك عنها، ولكن قُلْ لي بأيّ دينٍ جاء نبيكم وأيّ كتابٍ وأيّ قِبلةٍ أوصاكم بالتوجه إليها ؟

✅ كنتُ في الدنيا أحب قراءة القرآن وأءنسُ به، إذ كنت أشعر بأن الله تعالى هو الذي يخاطبني، وكلّما تدبرت في آياته إزددت يقيناً وبدَت لي معجزات عظيمة فيه، وظهرَت لي حقيقة الدين الذي إعتنقتُه وهو الإسلام، ولشدّة حبّي لتلاوة القرآن كنت أحمله معي إلى موقع عملي، فأتلوا ما تيسر منه في وقت فراغي، وبسبب هذه العلاقة بيني وبينه تمكنت من النطق بطمأنينة فقلت :
🔸 نبيّنا الكريم جاء بدين الإسلام وهو أكمل الأديان وخاتمها، وكتابنا القرآن وهو { كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ }
وقِبلتنا الكعبة فهي محور توجه المسلمين إلى الله الذي أمرنا بها بقوله { وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهَُ }

كنت سعيداً جداً لتمكني من الإجابة، وانتظرت أن يبادراني بالسؤال مرةً أخرى...

#يتبع
#تحت_أجنحة_البرزخ

#قصة_تحت_أجنحة_البرزخحيث تعيش القصص. اكتشف الآن