#الجزء_22
☆قالَت التي عن يميني : أنا الصلاة
☆قالت التي عن يساري : أنا الزكاة
☆قالت التي بين يدَي : أنا الصيام
☆وقالت التي خَلفي : انا الحج والعُمرة
☆وقالت التي عند رجلَي : أنا البِّر والاحسانثم قالت الصُوَر الخمس جميعاً وبصوتٍ واحدٍ : ومن أنتِ، فأنتِ أحسننا وجهاً، وأطيبنا ريحاً، وأبهانا هيأةً ؟
✨قالت أنا #الولاية لآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين .💫كنتُ أشاهد وأسمع ما يجري من حديث هذه الكائنات النورانية..
حقاً كان إجتماع أُنسٍ مع هذه الكائنات، لكنّه انقضى سريعاً لحلاوته إذ استأذنوا بمغادرة المكان بعد سُوَيعاتٍ من جلوسنا، فأجبتهم مستغرباً :
- أحقاً ما تقولون ؟ وهل سأبقى وحيداً غريباً هنا ؟🔹أجاب أحدهم :
إنّ لكل منّا طاقة محدودة في الدفاع عنك ومرافقتك، وذلك يتبع مدى أدائك لنا في الدنيا واخلاصك لله حين الأداء، لذلك سوف يغادرك بعضنا ويبقى البعض الآخر، وبعد سويعاتٍ أخرى يغادرونك أيضاً، وسيكون مِنوالنا هكذا خلال مسيرتك في عالَم البرزخ، لكننا قد نلتقي بين مدّة وأخرى، ولا بدّ من قَطع أشواطٍ وأشواط ومراحل قد تكون صعبةً وموحشةً في بعضها، وقد تكون ممزوجةً بنعيم أعمالك حتى تستقرّ لك درجة ومرتبة تكون عليها إلى يوم الحشر والحساب الأكبر.🔸 وهل سيكون بإمكاني الرقيّ خلال مدّة البرزخ ؟
🔹 إنّ ذلك مرتبط بأعمالك أيضاً.
🔸 وكيف ؟
🔹 قد يكون رقيِّك بسبب صدقةٍ جاريةٍ لم تزل آثارها ومنفعتها مستمرةً على أهل الدنيا، فكل يومٍ يمضي عليك ترقى درجة تتناسب معها،
ومنها الولد الصالح الذي ترعرعَ في أحضانك وقد بلغ رُشده فخدم الإسلام وأهله، أو قد يكون رقيّك بسبب دعاء خيرٍ يأتيك من أهل الدنيا، أو من صلاةٍ أو صيامٍ أو عمل خيرٍ يُهدَى ثوابه إليك .ساد صمتٌ قليلٌ ثم عاد ليقول :
🔹والآن لا بدّ من الفراق وسيبقى معك الصلاة والصيام إلى وقتٍ آخر .ذهبوا وعيني تلاحقهم، ثم بعد سويعاتٍ غادرني الصلاة والصيام فبقيتُ وحيداً فريداً.
◼️سادَ ظلامٌ لكنني ما زلتُ أرى، فهناك أنوارٌ ثابتةٌ وأخرى تشّع بين الحين والآخر، وما زالت رائحة الورود العطِرة تخالط النسيم النقيّ الذي كان يهبّ برفقٍ وهدوءٍ، لكنّي مع كل هذا لم أكن أحس بلذّةٍ ولا بالرغبة فيه بسبب ألم العقرب الذي لم يزل عالقاً بقدمي..
وبين ساعةٍ وأخرى تتطاير شرارات عينَيْه المخيفة نحوي لذا تنحيتُ جانباً وجلست حزيناً مستوحشاً على سريرٍ دلَّني عليه نوره المشع وبريقه الجذاب..🙏🏻قلتُ مع نفسي أهذه الجنّة التي طالما تأملتها وسعيتُ لها وكنت أحلم بنعيمها؟!
لكنّي لا أرى فيها الآن غير الغُربة والوحشة!
وفي هذه الأثناء سمعتُ نداءً من شجرةٍ قريبةٍ فتوجهتُ نحوها، وأطرقت لكلامها فإذا بها تقول...#يتبع
#تحت_أجنحة_البرزخ