#الجزء_25
🔹 هل تَرى هذا الكتاب ؟
🔸 نعم أراه، ولكن ليس بكتابٍ كما أعرفه
🔹 ليس بالضرورة أن يكون كتاب البرزخ بنفس صورته في عالَم الدنيا بل يكفي أن يؤدي وظيفة مشابِهة لِما كان يؤديها، فيُطلق عليه هذا الإسم،
توقفَ قليلاً ثم استأنفَ كلامه فقال:إنّ كلّ إنسان يدخل هذا الوادي مقداراً معلوماً من العذاب وفترة تتناقص مع كل فترة تمضي عليه، وهذه المدّة لا تزيد ولا تنقص إلّا بإذن الله، كما أنّ ذلك مرتبط بما تركتَه في دنياك من صدقةٍ جاريةٍ أو أعمالٍ سيئةٍ لم يزَل أثرها في الدنيا قائِماً.
🔸قُل لي بالله عليكَ كم سأبقى أسيراً عندكم في هذا الوادي المُرعِب ؟
نظرَ إلى الكتاب وتمعَّن فيه، ثم قال :
🔹 إننا مأمورون طِبق هذا الكتاب بحبسِك مدّة إحدى وخمسين سنة وثمانية أيام و ...
لم يُكمل الملك حديثه بعد أن إلتفَت حولي لأنه رآني قد أُغشِيَ عليّ، ولولا تماسُك الكرسيّ لسقطتُ منه!ثم أفقتُ وقلت له بصوتٍ ضعيفٍ متقطِّع ولهجة آيسٍ معترِض :
🔸 بأيّ ذنبٍ كل هذه المدّة فإنني تبت إلى الله توبةً خالِصةً قبل خمس سنين، وسعيت جاهداً في طاعة الله ورعاية حقوق الناس و ...قاطعني الملك وقال :
🔹 صحيحٌ ما تقول ولولا توبتك هذه لكان لا بدّ لك من اللَّبثِ هنا آلاف السنين! بل وقد يمتدّ عذابك الى يوم الحشر الأكبر!
ولكن بسبب #توبتك_الخالصة سُجلَت لك هذه المدّة القصيرة جداً!🔸 إحدى وخمسون سنة تقول عنها مدّة قصيرة ؟!!
🔹 نعم قصيرةٌ جداً نسبةً إلى فترات غيرك، ولولا علمي بدرجة ايمانك وتقواك ما أجبتك على أسئلتك ولا أظهرت لك هذا الإحترام، وبسبب ذلك الإيمان ستكون درجة عذابك قليلة لو قارنتها بغيرك..
🔸 وبماذا سوف تعذبونني ؟نظر مرةً أخرى إلى الكتاب وقال :
🔹نحن مأمورون طِبق هذا الكتاب بإدخالك في مئة وسبعة وثلاثين نوعاً من العذاب، و أنا أشاهد فيه صفاتٍ سيئة لم تزل فيك وإن كانت بدرجةٍ ضعيفة، من قُبَيل التكبّر والعُجب والرياء وصفاتٍ مختلفة أخرى.توقف قليلاً ثم استمر في حديثه فقال:
❗️ كان عليك #مراقبة نفسك في الدنيا و #محاسبتها قبل أن تُحاسب الآن، كما أنك تستهين بذنوبك الصغيرة ولم تتب منها، وكان يصيبُك شيءٌ من العُجب في طاعتك، ولديك أعمال حسنة أديتها لله لكن خالَطها الرياء دون أن تشعر به..توقف مرةً أخرى وتمعَّن في الكتاب وقال :
🔹 وأرى في أعمالِك أيضاً ظُلمَك لولدك خمساً وأربعين مرة ولزوجتك سبعاً وخمسين مرة، وإسرافاً في نِعَم الله أربعاً وتسعين مرة، وأكلك مال حرام خمساً وستين مرة و.....قاطعته معترِضاً:
🔸 عن أيّ مالٍ حرامٍ تتحدث ؟! إني سعَيْتُ جاهداً على عدم أخذ دينار واحد حرام، فمن أين أتَيْتَ بذلك ؟ إنني أرى الخطأ في كتابكم هذا!!أجابني بهدوءٍ رُغم جرأتي على إتّهامِهم بالخطأ في كتابهم هذا!
🔹 إنّك كنتَ تعمَل مهندساً وتتقاضى راتباً شهرياً مقابل ثمان ساعات عمل يومياً ، ولديك خمس وستون حالة انشغلت فيها بأمورٍ شخصيةٍ أثناء وقت عملك وبدون رخصةٍ من صاحب العمل وقد أثر ذلك على إنتاجية الشركة وإن كان بشكل غير ملحوظ .توقف قليلاً ثم قال :
لا أرى من الضروري ذِكر تفاصيل أكثر! فلا بدّ من قضاء هذه المدّة بأي حال كان!
ولكن لعلّه يصِل إليك شيئاً من أهل الدنيا يُخفّف عنك العذاب ويُنقِص من مدّة مُكوثك، أو لعلّ لديك من الأعمال الحسنة ما تسمح لك بنيل شفاعة الشافعين..سلَّمتُ أمري الى الله طوعاً أو كرهاً، و قلت لهم: إحملوني إلى حيث يشاء ربّي ....
#يتبع
#تحت_أجنحة_البرزخ