#الجزء_21
قال منكر وقد بدَت عليه ملامح التبسّم الممزوج بالهيبة والوقار:
🔹 إنّ أجوبتك كانت مِصداقاً للآية الكريمة { يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةُِ }
وهي إنما كانت حصيلة جهودك في البحث عن الحقيقة وتحصيل العقائد الحقّة خلال سنين عمرك الأخيرة، كما أنّ تلقين صديقك "مؤمن" حين نزول بدنك في القبر كان له الأثر في ذلك، إضافةً إلى مساعدة بعض الأعمال والأذكار التي أديّتها في الدنيا.. من قبيل صيام شهر شعبان، وإحياء ليلة الثالث والعشرين من شهر رمضان وصلاة مائة ركعة فيه..إنتهى كلامه فسألته قائلاً:
🔸 يبدو أن لدَيْكما العِلم والإطلاع بدرجة الإيمان في قلبي وصدقه من كذبه، وما هي العقائد القوية والضعيفة لديّ، إذاً فما وجهُ تساؤلاتِكما هذه ؟أجابَ قائلاً :
🔹 إنّ أسئلتنا كانت لِغَرض إظهار مستوى عقائدك إليك لتطّلع عليها، حينها سوف لا تعترض على أيّ أثر نرتبه طِبقاً لذلك، وهدف آخر منها هو أنّ هذه الأسئلة والأجوبة تكون سروراً للمؤمن إن أجاب عنها وعذاباً للكافر إذا تعثر فيها، كالطّالب الذي يفرح عندما يجيبُ عن أسئلة معلمه، وبعكسه الكسول الذي يخجل ويحزن لتعثره فيها، وما ذلك إلّا ضربٌ من ضروب الثواب والجزاء.لم يترك الملك مجالاً لسؤال آخر فبادر قائلاً :
🔹 إنّ روحك سوف تترك بدنك الدنيوي المادي بصورة كاملة، وتستقر في قالب مثالي لطيف يُشابه من حيث الصورة والشكل قالِبك الأول..قال ذلك واختفى مع صاحبه فجأةً، فإلتفتُ يميناً ويساراً أبحث عنهما ولكن لا أثر لهما قط..
وكما قال الملك وأخبر فقد أحسست بعد إختفائه بتفكك كل القيود التي كانت تربطني ببدني المادي، وكأنّ حِبالاً كانت تجرّني نحوه قد تقطعَت، وقيوداً قد تمزقَت، فأصبحت خفيفاً لطيفاً، ولم أشعر بإلتحاقي بالعالَم المثالي إلّا بعد إستقراري فيه لِخفّته ولَطافته.زالَت همومي وآلامي بنجاتي من أسئلة منكر ونكير إلّا همّ العقرب وألمه فهو لا يرضى المفارقة ولا يقبل المساومة، لذا عاد أنيني وصراخي منه..
بينما أنا كذلك لاحظت إتساعاً في القبر وإنفتاح باب منه نحو حديقةٍ واسعةٍ كبيرةٍ، حينها قال لي أحد الكائنات النورانية وهو يجرّني نحوه :✨ لِنخرج إلى الحديقة التي فُتح باب القبر إليها
تحركنا جميعاً وإتجهنا نحو الباب، فخرجنا منها وجلسنا وسط حديقةٍ واسعةٍ، كانت سعته بِمَد البصر، وجماله ملفتٌ للنظر، قد وُزِّعت فيه الورود بشكلٍ منسَّق ومنتظم، كما أن ألوانها تتغيَّر بين الحين والآخر لتعطي جمالاً باهراً ورائحةً خلابة..كانت الكائنات النورانية على شكل ستّ صُوَر بينهُنَّ صورة أحسنَهُنَّ وجهاً وأبهاهُنَّ هيأةً وأطيبهُنَّ ريحاً، قد إستقرَّت فوق رأسي، أما الآخريات فكانت واحدة عن يميني والثانية عن يساري والثالثة بين يدي والرابعة من خلفي والخامسة عند رجلي، فقالت أحسنهُنَّ صورة:
من أنتم جزاكم الله خيراً ؟؟#يتبع
#تحت_أجنحة_البرزخ