#الجزء_33
أقبل علينا ملك في غاية الجمال فسلّم علينا وقال :
🔹 لقد أتيت لكما بالإذن لدخول وادي السلام، تعالوا معي .
سألته مستغرباً :
🔸 وأين هو وادي السلام ؟
🔹 أنتم الآن على مشارفه، تقدموا قليلاً..تقدمنا خطوة بعد خطوة وقدم بعد قدم فإذا بباب عظيمة شفافة وقد اصطفّت الملائكة عن يمينها ويسارها وهم ينتظرون قدومنا..
تقدمنا نحوهم، واقتربنا منهم فسمعنا أولهم يقول:
(( تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيّاً ))تقدمنا أكثر فقال آخرهم : ((ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ آمِنِينَ))
دخلت أنا وعملي.. بسم الله الرحمن الرحيم..
يا إلهي ماذا أرى ؟؟ أهو حقيقة أم خيال ؟؟ ما هذه الخضرة الواسعة المطعّمة بأجمل الألوان! يا لسعتها وجمالها! وما هذه الأشجار والبساتين الرائعة! وما هذه الأنهار الجارية والأنوار المضيئة! ومن هؤلاء الجالسين مجاميع مجاميع ووجوههم تشع نوراً وبهاءً ؟! يبدو أنهم من جنس البشر ! نعم إنهم سكان جنان البرزخ جالسين مجتمعين.. ليتني أصل إليهم فأسألهم عن أهلي وأحبتي..سألتُ الملك المرافق لي :
🔸 ماذا نفعل الآن ؟
قال :
🔹علينا ان ننتظر حتى يأتي أمر الله .
سمعت إسم الله فأحسست بحب عظيم له وشوق للقائه، ورغبة في رضوانه.. وتذكرت الآية الكريمة: ( وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )
فقلت في نفسي ليتني أصل إلى رضوان الله.. وهل صحيح أنه أكبر من كل هذه الجنان والنعيم والصفاء؟!
سألتُ الملك، فقال :
🔹 إن رضوان الله ليس بالشي المستقل عن جنان البرزخ حتى تصل إليه، فهو يرافق وجودك ويمنحك السعادة والطمأنينه في تلك الجنان، وتختلف درجته باختلاف منزلة العبد ومقامه..سُررتُ كثيراً عندما رأيت الدابة التي أتت بنا قد عادت بشكلها الجذاب ونورها المشع وابتسامتها البهية، وعندما وصلت إلينا قالت :
ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا
قلتُ لها :
🔸 بالله عليك أخبريني من انت؟
قالت :
🔺 أنا تجسم مساعداتك للناس وقضائك لحوائج المؤمنين في الدنيا، وقد خلقني الله لأقضي حوائجك وأكون وسيلة تنقلاتك في عالم البرزخ .
🔸وكيف استدعيكِ عند الحاجة إليك ؟
🔺 إن من خلقني أودع لدي القدرة على الحضور أمامك بمجرد حصول نية استدعائك لي .انطلقت بنا وحلقتْ فوق الجنان وأي جنان ! قلت لعملي :
🔸 إلى أين المقصد هذه المرة ؟
قال :
🔹 إلى مسكنك البرزخي، إلى مثواك ومقرك الذي طالما كان في انتظارك.. إلى ما غرزته في الدنيا ونمى لك في الآخرة .. إلى (( جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيّاً ))لحظات لا توصف، ومشاعر لا تقاس بشيء و أنا في طريقي إلى ما وعدني به ربي ..
قال عملي :
🔹 لديّ ما يسرّك أكثر، هل أخبرك به ؟
🔸 نعم وهل هناك من لا يرغب في سماع ما يسره .
🔹 اعلم أن الانسان الذي يدخل السرور في قلوب المؤمنين سوف يخلق الله له من يسره في الآخرة وهذا المخلوق سوف تلاقيه وقد أعد لك الكثير مما تقر به عينك!
🔸وهل تعلم ماذا أعدّ لي ؟
🔹 إن المستقبل سوف يكشف لك ذلك .....#يتبع
#تحت_أجنحة_البرزخ