الفصل الخامس عشر : العنك كل ليلة

11.8K 322 10
                                    

PRESENT DAY :
توقفت عن البكاء اخيرا ، لممت نفسي و حاولت أن اجد اي شيء البسه لكنني لم أجد أي ملابس ، كل الدواليب فارغة . كنت أشعر بالبرد بسبب الحمام البارد اللذي اجبرني على أخذه ولكنني على الأقل اخذت منشقة كبيرة تسترني وتكفيني .
ما العمل الان ؟؟؟ وبينما أفكر مع نفسي ، دخل اليساندرو مرتديا ملابسه. جينز اسود وتي شيرت رمادي اللون .
أمسكت المنشفة جيدا مخافة أن تقع ، رما علي ملابسا كان يحملها بيده وهي عبارة عن سروال فضفاض و تيشرت قديم مهتري وبالي.
اليساندرو : غيري ملابسك بسرعة واكملي عملك .
وخرج من الغرفة .
غيرت ملابسي بالفعل و أكملت كل الأعمال التي كانت على القائمة الا إطعام الكلاب لأنني مع حبي للحيوانات الا انني اخافها. والكلاب الموجودة بالحديقة كانت غير أليفة ، لذلك لم اطعمها.
جهزت الاكل ووضعته له بالطاولة وتوجهت إلى الغرفة اللتي غيرت بها ملابسي لارتاح لانني تعبت حقا .
ما ان تمددت حتى جاءني اليساندرو مرة ثانية وقال : انت ...من قال انه يمكنك النوم هنا .
قمت من مكاني وانا لا انظر اليه وقلت : انا متعبة اذا لم يكن لك مانع ارغب بأن ارتاح ، أين هي غرفتي .
ابتسم بتهكم وقال : الحقي بي .
لحقت به إلى آخر الرواق حيت فتح باب غرفة ليست بالجميلة ولكنها تفي بالغرض ، احسن من القبو المظلم .
دخل قبلي الغرفة وقال : من الان هذه غرفتك .
حركت راسي دليلا على الموافقة لانني لم أرد التحدث إليه نهائيا و أغلقت باب الغرفة ورائي وهو ينظر الي .
توجهت نحو الحمام ووجدت كل ما احتاجه من مناشف، شامبو وغيره .
اخذت حماما ساخنا و فتحت الدولاب لأحد ملابس من نفس النوعية البالية ولكنني لا أهتم ما دام لي مكان انام فيه وملابس تدفيني.
لم اكل منذ الافطار وبسبب التعب ، نمت بلا اكل .
استيقظت مبكرا وجهزت الاكل له و توجهت للقيام باعمالي غير مكترثة بأنه يراقبني.
كنت انظف مكتبه عندما وقف عند الباب وقال : لماذا لم تطعمي الكلاب ؟؟؟
تجمدت مكاني خوفا من أن يعرف أنني اخاف من الكلاب ويستعملها ضدي لأنه بالتأكيد يتلذذ بتعذيبي وذلي .
هانا : سوف اقوم بذلك بعد إكمال التنظيف .
اليساندرو : الآن وحالا فمنذ الامس لم يأكلوا شيئا.
تنهدت وتوجهت للباب عندما اوقفني وقال : لم لا تنظرين الي ؟؟؟ ولا تكلمينني بطريقتك المعهودة ؟؟ هل بلعت لسانك؟
لم اجبه ولم انظر اليه ، أكملت بطريقي إلى الحديقة عندما جرني من ذراعي وامسك بذقني و هو يصرخ : انظري الي عندما أحدثك.
لم أفعل ولم احرك عيني وانا انظر إلى أسفل فما كان منه إلا أن استشاط غضبا وصرخ غاضبا : تبا لك انظري الي .ورفع ذقني غصبا نظرت إليه و الدموع اجتمعت بعيني .
اليساندرو : أكره أن تلغي وجودي أو تتجنبينني ، عندما اكلمك انظري الي وردي علي ،انت لست بدمية ولا روبوت بلا مشاعر ، مفهوم؟
حركت راسي موافقة لاغضابه أكثر ولم أتكلم فما كان منه غير أن امسك المزهرية الموجودة بقربه وكسرها لكي يخفف غضبه .
اليساندرو : لماذا لا تتكلمين ولا تنظرين الي ؟؟؟ انا من يجب أن يمقتك و يتحاشاك لا انت ...فلماذا ؟؟؟
اخيرا نظرت إليه وعيني مليئة بدموع تهدد بالانهمار والبغض كذلك وقلت : لا انظر اليك حتى لا ترى الكره والمقت اللذي احسه باتجاهك ولا أحدثك لأنه لا ينفع الكلام مع باب مقفل ..انت لم ولن تتفهمني أبدا فلماذا أضيع وقتي ووقتك .
حررت ذراعي من يده وهرولت للخارج ، مسحت الدموع السخيفة و توجهت نحو الحديقة الطعام الكلاب وانا أشعر بدوار لانني لم اكل منذ صباح الأمس.
كالعادة ما ان راتني الكلاب حتى صارت تنبح وتكشر على انيابها ، انها مثل مالكها. ابتسمت لنفسي على التشبيه .
حاولت الاقتراب حتى ولو أنني اخافها ، وضعت الطعام قريبا منهما( كانوا كلبين) وفجأة لاحظت أنهما بلا سلسال قيدهما ، أحسست بالذعر لانني منحنية امامهما وكانت الكلاب حقا غير أليفة ولا لطيفة ...حاولت التراجع قليلا فكشر احدهما عن أنيابه..لم أفكر جيدا عندما هرولت اجري هربا منهما لان أحد الكلاب انقضت علي وعضني برجلي اليسرى فصرخت بأعلى صوتي من الألم، هناك شاهدت اليساندرو ووراءه الحرس يأتون باتجاهي . كان الكلب لايزال ممسكا برجلي بين أنيابه عندها رأيت الفزع والذعر ممزوجا بالغضب بوجه اليساندرو و ماكان منه الا ان اخرج مسدسه وصوب نحو الكلب وقتله ثم قتل الكلب الثاني وكان يصرخ بالإيطالية على حرسه .
حملني بين ذراعيه ووضعني بالسيارة و هو يحاول إيقاف النزيف ثم امر الحرس بالذهاب إللى اقرب مشفى .
اليساندرو كان لا يزال ممسكا بالمنشفة الصغيرة التي وضعها على الجرح لإيقاف النزيف و نظر الي بحنان افتقدته وقال : لا تقلقي ستكونين بخير ، انا اسف حقا لم أكن أعلم أنك تخافين.
أحسست بأن عيني صارت ثقيلة وكأنه سيغمى علي ليس من ما حصل بل لانني كنت ضعيفة بسبب قلة الاكل والنوم.
أغلقت عيني قليلا و اليساندرو قلق أكثر فما كان منه إلا أن صرخ للسائق ان يسرع و ربت على وجنتي لكي استيقظ: لا تنامي ، لا تنامي مفهوم ، اصحي افتحي عينيك .
هانا : انا متعبة ، فقط بضع دقائق.
اليساندرو : لا ليس الان بعد أن أطمئن، افتحي عينيك وحدثيني.
بالفعل لم يدعني اغمض عيناي الا حين وصولنا المشفى وبعد أن أعطاني الطبيب حقنة و أطمئن على وضعي فقط عندها تركني انام اخيرا .

انها تبدو كملاك وهي نائمة، أدخلت أصابعي بشعرها وانا انظر إليها، كدت أصاب بنوبة قلبية عندما رأيتها بالحديقة والكلب يعض ساقها وهي تتألم.
لي الحق بعقابها ولكنني لا أريد أذيتها أبدا، أريدها فقط ان تشعر بما أحسست به عندما خدعتني وهربت ...اكاد اموت من التفكير . كيف خططت ؟ من ساعدها؟ أين كانت كل هذه المدة ؟ ولماذا هربت ؟؟؟ والأهم هل حقا شعرت بشىء تجاهي ام مثلت علي ؟؟
ستيفن هذا هو اسم خطيبك أليس كذلك ؟ ( يكلمها وهي نايمة ) اين التقيتما؟ وكيف قبلت ان تكوني له وانت تعلمين انك زوجة رجل آخر؟؟ مالذي حدث بينكما ؟؟ لماذا تفضلينه هو وليس انا ؟
أتدرين هانا كنت على استعداد للتغير من اجلك ، كنت سأترك عالمي المظلم لو فقط قبلتي بي ..لكنك جعلت مني مجرد جسد بلا روح، رحلتي واخذتي روحي معك .
واحسست بالدموع تنزل ، انا من لا يبكي أبدا..هانا استطاعت تحقيق المستحيل ..جعلتني أبكي.
تكرهينني؟؟ تشعرين بالمقت؟؟ تريدين الهرب مرة ثانية ؟؟ ماذا اقول انا ؟ انت على الأقل استطعت أن تكرهيني اما انا فلا استطيع حاولت وأحاول ولا استطيع، أريد خنقك كلما أفكر بما فعلته بنا ..5 سنوات وانا ابحث عنك ..صورك بكل مكان بالمنزل ،بمكتبي، غرفتي ...لم انم بغرفتنا منذ هروبك لانني كلما دخلت الغرفة اشم عطرك و اشعر أنني ساجن ( مسح دموعه وأكمل وهو يكلم نفسه ) اليساندرو لا تضعف انها لا تستحق دموعك ولا ان تحزن بسببها .انها خائنة وانت اقوى من هذا الشعور .
انحنيت قبلتها بفمها قبلة خفيفة و همست وانا لازلت قريبا من فمها : اقسم لك بأنك سوف تندمين على كل دمعة ذرفتها بسببك وعندما يحدث ذلك ، فقط عندما تندمين و تتمنين لو الزمن يعود للوراء فقط عندها سأحررك.
حملتها وتوجهت نحو السيارة متجها إلى المنزل الريفي ، الطبيب طلب مني أن أتركها الليلة بأكملها لكنني أخاف أن تحاول الهرب مجددا .
ادخلتها غرفتي ووضعتها على السرير و رفعت الأغطية فوقها .
توجهت نحو الكنبة و قربتها من السرير وأغلقت باب الغرفة احتياطا ان استيقظت ليلا وانا نائم فلن تستطيع فتح الباب والهرب .
تمددت على الكنبة وانا انظر إليها، لازالت نايمة ، شبكت أصابع يدي بيديها واغمضت عيني وانا العنها ككل ليلة لما فعلته بنا .

لا مفر منه الا اليه No escape حيث تعيش القصص. اكتشف الآن