الفصل التاسع : وعاد الماضي

12.8K 382 6
                                    

بشقة هانا ( ستيفن ) : اخيرا انتهينا من الصور والتحضيرات ، انا جد سعيد ومتشوق ليوم عرسنا مع ان التحضيرات للزفاف انهكتني ولكن لا بأس.
ابتسمت لستيفن وعانقته: لا أصدق حبيبي اننا بعد يومين سنصير زوجين رسميين وبعدها بثلاث ايام زفافنا..كم انا سعيدة .
هل كنت فعلا سعيدة ام أكذب ع نفسي ...كان هنالك خوف بقلبي لا استطيع التعبير عنه كأن شيء سوف يحدث ويغير خططي ومجرى حياتي ...لا لا توقفي عن التوهم هانا كل شي بخير وسوف تصيرين رسميا زوجة ستيفن بعد يومين من الان .لأنه سنمضي عقد الزواج بعد يومين والعرس بعد ثلاث ايام فمالذي يمكن أن يحدث .بالتأكيد لا شي لا شي .
علي الذهاب الان حبيبتي : صوت ستيفن اخرجني من عمق أفكاري.
هانا : إلى المطار ؟؟؟ ستيفن : اجل فوالداي سيصلان قريبا ولا بد أن استقبلهما.
هانا : استطيع مرافقتك؟ لا أريد البقاء بالمنزل وحيدة.
ستيفن : بل أفضل أن تتجهزي.العشاء الليلة احتفالا بوالداي وقرب زفافنا .
هانا : حسنا كما تشاء.
قبلته و اوصلته لباب الشقة واحسست كانني أودعه...شعور غريب يا إلهي.
حاولت أن اخرج هذه الأفكار السوداوية من راسي بأن اخذ حماما ساخنا يلهيني ويغسل راسي من أفكاره الغريبة .
بينما استحم سمعت صوتا كان أحدهم يحاول فتح باب الشقة .هل عاد ستيفن ولكن لماذا ربنا نسي شيء .
لففت المنشفة على جسمي المبلل و توجهت لأرى مالذي يريده ستيفن ولكنني وانا اقترب من الباب المكسور رأيت من كنت اظنه ماضي لن يعود .
اليساندرو
لم أستطع الحراك ولا التفوه بكلمه .انه أمامي الان ينظر الي بغضب وكراهية .يتنفس بصعوبة بالغة لأنه يحاول التحكم بأعصابه .اعرف هذه النظرة القاتلة المخيفة انه عاد لينتقم .
ابتسم بتهكم وسخرية وهو يتفحصني وقال : الن ترحبي بي amore mio .( يا حبيبتي ) .
ورجعت خطوتين للوراء عندما رأيته يتقدم باتجاهي فاتحا ذراعيه كأنه ينتظر أن أركض إليه واعانقه.
كلما تقدم تراجعت للوراء وانا امسك المنشفة بقوة مخافة أن تسقط .ورأيت وراءه الحرس الخاص به عند باب الشقة ولكنهم لا ينظرون باتجاهي .اليساندرو كان يمنع أن ينظر أحدهم الي .
لم أنتبه للكنبة وانا أتراجع للوراء إلى أن اصطدمت رجلي بها ووقعت على الكنبة .
اليساندرو : اوووه انتبهي صغيرتي والا سوف تؤذين نفسك وانا لن اسمح لك بذلك ...قالها بسخرية وهمس بعدها باذني قائلا: انا وحدي من له الحق باذيتك وعقابك ولا أحد له هذا الحق غيري وبالأخص انت .
ونظر بعدها إلى عيني ووجهه قريب مني ..لازال وسيما فقط لو كان أقل قسوة وجبروتا لما تركته ولا هربت أبدا لكنه لم يتفهمني يوما ولا اظنه سيفعل الان .
باصابعه الدافئة تلمس وجهي وانا انظر اليه بخوف للان لم أتكلم ولو كلمة واحدة من جراء الصدمة .
أصابعه تتلمس وجنتي أنفي عيني وشفتاي كما فعل اول مرة عندما اقتحم شقتي وهو مصاب وبعدها تلمس وجهي بنفس الطريقة .
بطريقة لا إرادية أبعدت وجهي من يديه ..بعدها أمسكني من فكي بقسوة وهو ينظر إلى عيني بغضب هذه المرة قال بغضب : لا تتحركي الا عندما أسمح لك بذلك .
شعرت بالدموع تتجمع بعيني واظن أنني ع وشك البكاء من الصدمة ، الخوف ، والترقب لما سيحدث لي .
تبكين حقا ...هنا ابتعد قليلا وهو يضحك عندما رآني أبكي ...انه يضحك على حالي وانا ابكي خوفا منه وهو يضحك اي متوحش هذا .
تبكين الان بعد ماذا ؟ أين كنت عندما ذرفت انا الدموع لسنين طويلة وانا ابحث عنك وأتساءل يا ترى ما اللذي حصل ؟ هل خطفت ام هربتي ..وان خطفت فمن الخاطف ولماذا ؟ هل اذاك أحدهم؟ لا بد انك تشعرين بالخوف وتنتظرينني ان اخلصك منهم . هذا ما كنت احاول ان أقنع نفسي به. كنت اترجى وادعو ان تكوني بخير وانا ابحث عنك بكل مكان ..لكن أتدرين ما الذي أكد لي انك غير مخطوفة؟؟؟ جواز سفرك وبطاقات الائتمان المفقودة واسمك على شركة الطيران من ميلان إلى باريس بنفس الليلة اللتي اختفيت فيها ..كل هذا أكد لي انك خططتي ورتبتي للهرب .تراجع خطوتين وهو ينظر الي وانا بالكنبة ممسكة بمنشفتي والدموع تنهمر من عيني .
نظر الي وهو يصفق بيديه وقال : bravo حقا أنني معجب بذكائك و مهارتك حقا بالأول كنت مبهورا بجمالك ورقتك اما الان فأنا مفتون ومغرم بتفكيرك ودهاءك. انت اول شخص استطاع خداعي والهرب من قبضتي.
اخيرا تجرأت على النطق وقلت : كيف ..كيف عثرت علي ؟ و ماللذي تريده مني ؟؟
شششششش ردا ع سؤالي واصبعه ع فمه دليلا على أن اصمت .انا اللذي يسأل هنا وانا اللذي يحاسب و يعاقب اما انت يا عزيزتي فليس لك اي خيار سوى الرضوخ .
هنا أحسست بالغضب يتصاعد و قمت من مكاني وانا اتحداه: لسنا بإيطاليا ولست زعيم المافيا الإيطالية واللذي يخافه الكل ..انت هنا ببلد غريب عنك وانا لي حقوق والناس تعرفني ولو حدث لي مكروه فإن خطيبي يعرفك وسوف يبلغ عنك الشرطة ولن تستطيع الهرب أو النكران .
هل انتهيتي ؟؟؟ ضحك بملء فمه ومد لي هاتفه الجوال وقال : اتصلي هيا بخطيبك وبعدها بالشرطة ..عندما لم اتحرك اخذ يدي ووضع الهاتف بين يدي وجلس بمكاني بالكنبة وهو يردد : هيا اتصلي ليس لدي وقت ام تراك نسيت رقم خطيبك.
نظرت إليه باستغراب والهاتف بين يدي ، إذا اتصلت بخطيبي فإنه سوف يتم القاء القبض عليك بتهمة التعدي على ممتلكات الغير والتهديد.
لا يزال ينظر الي ببرود : حقا ...لقد اخفتني أنني حقا مرعوب الا ترين كم أنني خائف.
كفاك تهكما وارحل قبل أن يحدث ما لا يحمد عقباه أجبته بفظاظة كعادتي لانني الوحيدة التي تتجرأ وتكلمه بهذه النبرة .
قبض على كتفي بخشونة جعلتني اشهق : ما لا يحمد عقباه لمن ...لستيفن أليس هذا اسمه ؟؟؟ بطلقة واحدة ينتهي أمره اما بالنسبة للشرطة فصدقيني ما ان تذكري لهم اسمي بالكامل فلن يبالي أحد بمساعدتك ...لماذا ؟ لماذا ؟ لاني اكون اليساندرو أنطونيو فالسيتي ولست رئيس أو زعيم المافيا الإيطالية فحسب بل عضو بارز بالمجتمع الأمريكي كذلك وانصحك بالتفكير قليلا قبل أن تتهوري وتكلمي خطيبك لانني صراحة ليس لدي مزاج لقتل أحدهم اليوم لا سيما شابا في بداياته . فلا تجبريني amore mio .
ارتعبت لفكرة ان يؤذي اليساندرو ستيفن ..انه رجل خطير لا يعرف الرحمة ولا يعرف الحب .
ابتلعت ريقي بصعوبة وقلت : حسنا مالذي تريده الان ؟؟؟
رفع حاجبيه وابتسم ابتسامة كشفت عن أسنانه البيضاء وأجاب: تعلمين جيدا ما اريد او بالاحرى من أريد.
ترك كتفي اخيرا وقال : معك 15 دقيقة لتجهزي للرحيل .
الرحيل يا إلهي انا من ظننت أنني قد نجوت من السجن اللذي كنت فيه هاهو قد عاد من الماضي ليسجنني مرة اخرى ولا أظن أنني ساستطيع الفرار منه بكل سهولة .
إلى أين؛ اوقفني سؤاله عندما كنت متجهة إلى غرفتي .
الم تقل يجب أن أجهز للرحيل ...ساجمع حاجياتي .
لن تحتاجي شيء. فقط جواز سفرك واوراق الرسمية هذا كل ما نحتاجه.
جواز السفر ؟؟؟؟ لماذا ؟؟
تنهد وأجاب: لاننا سنعود للمنزل ...بميلان والآن اسرعي وغيري ملابسك ولا تجعلني أغضب لانني إلى الآن متمالك اعصابي.
أغلقت باب الغرفة وانهرت بالبكاء ، كيف عثر علي ومالعمل ...لا استطيع العودة لا أريد يالهي ساعدني.
غيرت ملابسي بسرعة ، لبست تيشرت ابيض وجينز ازرق و حذاء رياضي ابيض ونظرت إلى النافذة وخطرت لي فكرة الهرب منها أنني اسكن بالطابق الأول اكيد لن أصاب بشي اذا قفزت من النافذة ..فتحت النافذة وانا على أهبة الهروب حتى شعرت بذراعيين تحضنناني من الخلف وترمياني بي إلى السرير .
كان اليساندرو.
وبسرعة البرق اقفل النافذة ودفعني إلى السرير عندما حاولت الهرب نزل علي بثقل جسمه ونظراته المليئة بالغضب والحقد ، تكورت قبضتي وحاولت دفعه عني وانا اقول بياس : ارجوك أنطونيو دعني اذهب ارجوك دعني .
اخرسي ..ليس لك الحق بالنطق باسمي ولن تذهبي إلى اي مكان إلى أن تدفعي ثمن سنوات الأسى اللتي عشتها والجحيم اللذي ذقته ..اذا كنت تريدين الامور ان تسير بسلاسة فلا تعاندي و الا فإنني أقسم لك ساجعلك تتمنين الموت كل يوم ولن تناليه أبدا.
وهنا انهمرت دموعي وبكيت بحرقة ..اما اليساندرو فلم يبالي وأخذ يبحث بالغرفة عن جوازي سفري واوراقي الرسمية إلى أن وجدها ووضعها بجيب سترته ومن تم أخذني من ذراعي وانا لازلت أبكي وهو يجرني خارجا إلى أن ركبنا سيارته باتجاه المطار كما اخبرني ومد لي هاتفي المحمول وقال : ابعثي له رسالة على الأقل واخبريه بأن لا ينتظرك وان الزفاف التغى .
نفذت ما قاله وانا ارتجف ونظرت له وسألته: احتاج حجة لالغاء الزفاف فماذا أقول؟؟ اقترب مني لدرجة أحسست بأنفاسه تداعب وجهي وأجاب: اخبريه ان الماضي قد عاد ...وهو يقهقه ضاحكا .    

لا مفر منه الا اليه No escape حيث تعيش القصص. اكتشف الآن