الفصل 21 : اصبحت افهمك

10.2K 329 4
                                    

بالمستشفى :
لازلت اتذكر وهي بين ذراعاي تتألم بسبب الطلقة التي تلقتها من الأحمق انجلو ؛ لا أزال اتذكر انها كانت تنظر إلي كأنها تودعني والدموع بعينيها وبدت صادقة وهي تعتذر عما فعلته .
اغمي عليها قبل أن تكمل كلامها وان جن جنوني عندما أغمضت عينيها خفت ان تكون قد رحلت و تركتني للابد .
لم أشعر بنفسي الا وانا اهزها بعنف لكي تستيقظ: لا تنامي ، لا تغلقي عينيك ، كلميني هيا اين هو لسانك الذي يخرج سما منه ...تكلمي لا تتجاهليني...
لم تفتح عينيها،  يدي لا زالت على الجرح الذي ينزف وانا اهزها سمعت أصواتا قادمة باتجاهي و احدها كان والدي الذي دهش عندما  رأى ما حصل و انا هانا بين ذراعاي مغمي عليها ومصابة. 
جيوفاني: بني مالذي حصل ؟؟؟
تطلعت به وقلت : لقد انقذتني ، تلقت الرصاصة عني و انقذتني يا أبي...لا أريد...انا أرفض أن اخسرها ليس الان و ليس هكذا ..
جيوفاني تنهد وقال : لا تقلق باذن الرب لن يحصل لها شيء هيا بنا إلى المستشفى .
حاول أحد الرجال اخذ هانا مني لانهم لاحظو مدى تعبي لكنني رفضت لن يمسها أحد غيري .
الحمد لله وصلنا المستشفى و أدخلت ع الفور غرفة العمليات و انا واقف خلف الباب ادعي ان تنجو و دمائها على يداي و قميصي .
بعد 3 ساعات تقريبا ، خرج طاقم الطبي ...
اليساندرو : قل لي انها بخير ارجوك ...
الطبيب بدا منهكا وتنهد بعدها قال : اخرجنا الرصاصة ولكن هذا لا يعني انها عدت مرحلة الخطر للان .
اليساندرو : ما الذي تقصده انها لا زالت بخطر .؟
الطبيب : ما أقصده انها تحت الرعاية الان و نتمنى أن تستجيب للعلاج .
اليساندرو أمسك بياقة الطبيب و هدده قائلا  : لا تتمنى بل يجب أن تكون بخير و الا يا عزيزي فأنت و من معك بهذا المستشفى اللعين سوف تتمنون لو لم تولدوا اصلا ...
اطبقت الخناق عليه لدرجة الخنق وهنا تدخل ابي و ابعدني عنه : توقف بني ما تفعله لن يجدي نفعا ، أن هذه المستشفى هي احسن وافضل مستشفيات ميلان و الأطباء من أكفاء النخبة فلا تقلق ولا تحدث اي فوضى..
اليساندرو : أريد رؤيتها ...
نظر الي الطبيب بخوف هذه المرة : المفروض ان لا نزعجها
رفعت جاجبي مهددا اياه و هنا اكمل بتلعثم: لكن ....لكل قاعدة استثناء...سوف يتم نقلها إلى غرفة بالعناية المركزة و بعدها يمكنك رؤيتها.
انتظرت مدة قليلة لكن بدت لي كدهر من الزمن ، اخيرا ثم السماح لي برؤيتها ...وضعوا لها عدة أجهزة و من بينها جهاز للتأكد من نبضات القلب ، بيديها مصل و بانفها جهاز التنفس ...اوجعني منظرها هكذا أمسكت يديها و قبلتهما و قلت : هانا ، انا أنطونيو اتسمعينني...
لم تجبي ، وأكملت حديثي : سأحكي لك اليوم ما حدث لوالدتي و لماذا لا أحب التحدث بالموضوع ولا تذكره ...
كنت أبلغ من العمر 12 سنة عندما ذهبنا انا ووالدتي لمدينة الملاهي وحدنا كما اصريت ع ذلك...والدي لم يكن له خبر بالأمر لأنه لو علم ما كان سمح لنا بالذهاب وحدنا ...كان يوما رائعا و استمتعنا معا ..بالطريق إلى المنزل رصدتنا مافيا معادية لوالدي حاولوا النيل مني و لكن والدتي حمتني بجسدها لانها خباتني و غطتني بجسمها عند أطلقت النيران علي ...تلقت عدة رصاصات و كانت تضع يديها ع فمي لكي لا اصرخ و انا أراها تحتضر أمام عيناي...جاء بعد ذلك والدي ورجاله و ثم انقاذي ولكن والدتي قتلت ...بعدها انتقم والدي لموتها و كانت اول جريمة قتل لي عندما أمسك ابي بزعيم المافيا و أعطاني المسدس و أخبرني انه هو من أعطى الأمر لكي اقتل ..لم ارحمه و لم ارتعش وانا اصوب نحوه المسدس ، قتلته وانا ابن 12 سنة فقط .
امي حاولت حمايتي من هذا العالم المظلم وعندما خسرتها تغوصت فيه أكثر...صحيح أنني احب والدي كثيرا لكن الام تظل اما و قيمتها لدي أكبر...إلى أن رأيتك اول مرة و استدرت ورأيت عينيك..لديك نفس لون عيناي والدتي ..لا أعرف ما الشيء الغريب الذي يربطني بك معك احس بأنني انسان يستطيع أن يحب و يحب ..لم أستطع التخلي عنك ولا تركك لأنك بكل بساطة جعلتني احس بما كنت أظن أنه غير موجود ..
لطالما كان والداي متحابان و كنت أعشق علاقتهما معا بعد وفاة والدتي صار ابي بلا مشاعر و يعيش حياته لاجلي فقط و لا يبالي ان قتل غدا و كنت مثله إلى أن دخلتي حياتي .مرتين انقذتني اول مرة كانت عندما خيطت جرحي والآن عندما تلقيت الرصاصة عني .
تنهد وقال : أنا لا أحب أن أكون مدينا لأحد،  لذلك استيقظي لارد لك الجميل . بصوت خافت متالم قال : لا تتخلي عني..
وانا أحدثها سمعت صوت الجهاز الخاص بالقلب يتغير وإذا به يصدر صوتا موحدا استدرت و رأيت التخطيط القلبي تابث كان قلبها توقف .
أسرعت أركض انادي الطبيب : النجدة ، فليساعدها احدكم  ...
أسرعوا إلى الداخل و رأيتهم يقومون بحركة تدليك القلب و بعدها بصعقها كهربائيا وانا مصدوم و بعدها تنبهت الممرضة بوجودي و طلبت مني الرحيل .
لا لن اذهب الى اي مكان ، انها زوجتي ...
ارجوك سيدي لا بد أن تغادر ...
قلت لك لن اذهب اهتمي بها فقط .
راتني مصرا وانصرفت لعملها...لا يزال الطبيب يصعقها محاولا إعادة انعاشها لم أستطع التحمل و شعرت برجلاي ترتعشان فجتوث على الأرض انتظر واترقب . 
لم يتوقف الطبيب عن محاولة انعاشها ولكنها لا تستجيب و لا أظنها ستستجيب...اخذت قراري بلحظتها و تركت الغرفة متوجها نحو ابي و رأيته جالسا بترقب.
رأى حالتي المزرية وقال : بني ما الأمر،  هل كل شي على مايرام ...  
اليساندرو و دموعه بعينيه قال : كل شيء انتهى ابي ، لم يعد لشيء قيمة ..
مالذي تقصده بني .
لم اجبه و باغته و سرقت مسدسه الذي يحمله دائما معه و وضعته على راسي .رأيت الخوف يتملك ابي و هو يقول...لا..لا بني ارجوك تمهل ،، 
حركت راسي رافضا و قلت: لن استطيع ابي العيش من دونها وخصوصا أنني السبب فيما هي فيه الان ...لن استطيع ..انا ..انا ..اسف ابي .
أغلقت عيناي و ضغطت على الزناد لكن والدي كان أسرع باخذ المسدس مني و سمع دوي إطلاق النار ولكن لم يصب أحد.
كنت على وشك الدخول بعراك مع والدي و اخذ مسدسه مرة ثانية عندما سمعت الطبيب وراءي يقول : حمدا لله على سلامتها،  لقد تم انعاشها ..لا زالت ع قيد الحياة ...
قهقهت ضاحكا و الدموع بعيناي كالمجنون و قلت : هذه المرأة سوف تقتلني يوما ما حتى وهي مصابة لا زالت تتلاعب بمشاعري.
مرت عدة أيام و بدأت صحة هانا بالتحسن ، لم تستفق للان لكن الطبيب كان جد سعيد بتقدم حالتها .
نقلت إلى عرفة أخرى و انا امضي اليوم بطوله معها أحكي لها عن طفولتي و حياتي بالخمس سنين الماضية..
بإحدى المرات و انا احدثها فتحت عينيها فجأة و نظرت الي ، لم أصدق انها استفاقت اخيرا ...ابتسمت ابتسامة واسعة و قبلت راسها و شفتيها ...حمدا لله على سلامتك amore اخيرا فتحت عينيك. حمدا لله .
ناديت الطبيب بفحصها واكد لي انها بخير و لا تحتاج غير الراحة و العناية و انه يمكن أن يتوفر لها ذلك بالمنزل .
استفقت اخيرا و رأيت اليساندرو ممسكا بيدي يحدثني و ما ان رأى أنني فتحت عيناي حتى نور وجهه و ابتسم و قبلني و هو يردد حمدا لله حمد لله .
سمح لي بالخروج من المستشفى اخيرا ...كان اليساندرو جد حنون معي وهو يحملني بين ذراعيه ليقعدني بالسيارة و يتوجه لي إلى قصره يميلون حيت عشت قيل خمس سنوات.
أخذني إلى غرفة جميلة وواسعة و كان هنالك ممرضة تهتم بأدق تفاصيلي .
لم يكن اليساندرو يوما بهذا الحنان من قبل ..ياكلني بيديه و ياخذني خارجا في نزه و لا يامرني أن أقوم باي شيء أبدا...
ما لا يعرفه هو أنني كنت اسمعه وهو يكلمني بالمستشفى و سمعت كل ما قاله عن موت والدته و قلبي وجعني لذلك .
صرت متعلقة به و أريد الغوص في أعماقه،  ليس ذنبه انه ولد لعائلة مرموقة و لها صرت المافيا و لا ذنبه موت والدته ولا أنني لم افهمه و تخليت عنه. انه يريد فقط ان يشعر بالأمان و الحب الذي فقدهما يوم قتلت والدته.  اخيرا أصبحت افهمه الان و استوعبت لماذا هو ما عليه اليوم .
انا اسفة ستيفن لان مشاعري خذلتني و لانني خدعتك وخدعت نفسي كل هذه المدة .
لكنني لن أهرب مجددا و قبل أن اعترف أنطونيو بما احسه علي مواجهة ستيفن والاعتذار منه . 

لا مفر منه الا اليه No escape حيث تعيش القصص. اكتشف الآن