اتسألت كتير عن سر حبى الشديد للنبىﷺ .. كنت دايما بتهرب من الإجابة لأنى شايفة إن مش سهل أتكلم .. مواقف كتير منها اللي ينفع يتقال و اللي صعب يتقال .. أكتر من ٣ سنين بحارب عشان أطلع اللى في قلبي بوضوح لحد .. وعدت بنت من يومين إنى هستخير وأفكر في الأمر .. وقد كان .. أنا صدقا نِفسي الناس كلها تحب النبي ﷺ حب غير عادي .. حب مليان شغف .. نفسي أقابله يوم القيامة وأنا معايا ناس أمام الله عز وجل حبوا النبى بسببى .. وأنا معايا حاجة تشفعلى تقصيرى في حق سنته وتعبه اللى تعبه فيها .. نفسي يوم ما أقابله يبقي فخور بيا وبإنى واحدة من أمته حتى لو بـ عمل بسيط .. الكلام عن النبي ﷺ يعتبره ألمى اللذيذ .. بحس بسعادة غامرة وأنا بتكلم عنه .. وفي نفس الوقت بتوجع إن بتكلم عنه عشان مش موجود ..
كنت زي الناس و بحبه « عادي » .. أيوة النبي و له فضل علينا و أحسن واحد فينا .. بس الحب اللي هو مفيهوش الشغف الرهيب بتاع الحب دا .. من وقت للتاني كنت بقرأ و أسمع عنه من قبل حتى ما أبصرنى الله عز وجل بالهداية .. كنت بحب أقرأ في سيرته أصلاً لحد ما بدأت أتعمق في شخصيته أكتر و أشغّل مشاعري جامد .. عشان أحس بالحاجات اللي كان بيعملها ..
الحوار دا بدأ يزيد عندي كل ما أقرب من ربنا أكتر و دا الطبيعي .. اللي بيحب ربنا هيحب النبي و اللي يحب النبي هيحب ربنا .. فا بدأت اتأثر جامد بفكرة إنه تعب عشاننا .. يوم الطائف مثلاً اللى بيقطع قلبي كل ما أفتكره .. فكرة إنه يمشي هو وزيد بن حارثة لوحدهم .. صفين يمين وشمال ويترموا بالحجارة ويستهزأو بيه وبدعوته .. ومن كتر الألم يغمى عليه ومايفوقش غير عند قرن الثعالبة! .. و أيام وفاته اللى بحس فيها بوجع الصحابة .. يعنى إيه ناس متعودة تصحى عَ نور وجه النبى وتنام عَ صوته وفجأة يتحرموا منه .. بتوجع معاهم كل ما أقرأه! .. أذى الكفار و اليهود و المنافقين طول حياته .. حتى شايل همنا يوم القيامة و ع الصراط فا بقيت شايفة المواقف دي بنظرة مختلفة عن زمان .. انبهار و تعظيم .. اللى هو دا بيحبنا قوي يا جماعة ..
بدأت أهتم بالسنن أكتر عشان أعملها بمحبة .. و بعملها و أنا مستحضرة عظمة فكرة إنى بعمل حاجة النبي ﷺ كان بيعملها .. نظرتي للدين ما كانتش مجرد فرض و سنة .. لأ نظرتى كانت النبي عمل يبقا أنا هعمل .. و دا منهج الصحابة أصلا في حبه و التعامل معاه .. منار ماتشربيش العصير قبل البلح عَ الفطار عشان دى سنة .. منار اهتمى بشعرك عشان سنة .. قسمى ورد القرآن كل أسبوع زى النبى ﷺ .. أول ما تبدأى قيام ليل ابدأى بركعتين خفاف زى النبى .. بقيت بتخيل نفسي كأنى طفلة صغيرة و ماشية في الطريق لربنا سبحانه وتعالى و بتعلم منه .. دايما كنت مستشعرة حتة «كان قرآنا يمشي على الأرض» .. اللى هو عايزين نطبق القرآن شوفوا النبى ﷺ .. بس في مشكلة ..
كان عندي أزمة من زمان عشان مش عايشة معاه هو و أصحابه و دا كان خانقني قبلها .. كنت بستمتع جدا باللحظات اللى أتخيل فيها إنى هناك معاهم .. فا لما حب النبي زاد في قلبي الأزمة زادت الأزمة دى جدا .. و بقيت بحلم أصلي وراه ركعتين فِـ المنام .. أسمع صوته .. طَب أشوفه حتى .. بقيت أمشي فِـ الشارع و أتخيل النبي بينده عليا من قدام خالص و بيشجعني .. بما أنه قائد البشرية وكدا .. و أتخيل نفسي و أنا بقع بسبب ذنوب و تقصير .. فا أتخيله بينادي عليا عشان أقوم تاني و أكمل .. و أستشعر خوفه عليا و حبه ليا فا أتأثر أكتر .. لما بقرأ أو بسمع عنه وعن مواقفه مع الصحابة بندمج لدرجة إنى ممكن ماسمعش أى حد جنبى .. قلبي بيروح معاهم فعلاً ..