استيقظ الصغير باكرا فوجد أحد الخدم هو من يوقضه ليستغرب ذلك و يسأل بتوتر "ما الأمر يا عم؟"
ابتسم المعني بخبث قائلا "أتعرف أن هذين الزوجين اختطفاك .... والداك قلقان عليك فقد علما أنهم يضربونك و طلبوا مني انقاذك مع الفجر ... إلبس ملابسك بسرية سنذهب باكرا"
أومأ الصغير ليلبس اول ما رآه ... عدل شعره الفضي جيدا ثم وضع في جيبه قطعة النقود الوحيدة التي يمتلكها كي يشتري بها حلوى لهما ...
رفعها أمام نظر الخادم الذي استغرب ثم نطق بطفولية "أيمكننا التوقف في الطريق كي اشتري لهما حلوى ... ربما سيسعدان بذلك"
ابتسم الأكبر بعبث ثم أدخله السيارة ليقود بصمت مستمعا لدندنات الصغير الفرحة ... همس لنفسه بشيء من الشفقة 'سيصدم حقا إذا آذى مشاعره ... او أخبره عن هوية والديه'
وصلوا أمام قصر كبير لينزله الخادم بقسوة استغربها الفتى الذي حاول مواكبة سرعته بيأسٍ حتى سقط على وجهه ...
مسح أنفه الصغير ثم شعر بذلك الخادم يجره من ذراعه مجددا حتى وصل إلى القبو ليرميه فيه قائلا "عليك ألا تثق بالغرباء أيها الصغير"
أغلقه عليه بالمفتاح ليصدم الفتى و يعتصر قبضتيه بحزن ثم جلس على أقرب صندوق رآه ضاما قدميه إلى صدره بينما يجهش بالبكاء بمرارة حتى غفى هناك ...
استيقظ بسبب صرير باب القبو المهترئ ليعتدل في جلسته بنعاس ... أخذ منه الأمر بضع ثوانٍ فقط حتى استوعب وضعه فخاف كثيرا و لحظة رؤيته لجده استنكر ذلك هامسا "جد ويندي!!"
اختلطت الأحداث في عقله الصغير ليتذكر ما حدث قبل انهياره ... تراجع للخلف خائفا ليتقدم جده و يحمله قائلا ببرود "سنتحدث قليلا و إن أعجبتني سأسمح لك بالحياة"
سكن جسد الفتى ليشحب كالموتى ... كانت أفكاره مشوشة فهو طفل و سيحاول التفسير لنفسه ... تساءل بحزن هل حياته عديمة القيمة حتى يقرر الآخرون كيف سيعيش ...
تبع جده بصمت حيث توقف الآخر في الطريق ليصطدم جسد حفيده به ... رمقه بقرف ثم أشار لخادمه قائلا "عدل شكله فهو يثير اشمئزازي"
كان الفتى يحدق بهم صامتا حتى جذبه الخادم من يده و أدخله غرفة جميلة كان بها كرسي مكتب يدور .. قيد الصغير عليه و بدأ يصبغ له شعره ثم تركه ... ما إن بقي الصغير لوحده حتى همس بسخرية "إذا كان والداي اللذان أنجباني يخافان من محبتي فمن سيحبني ... ترى هل سمعت خطئا"
غسل له شعره و جففه جيدا ليجبره على وضع عدسات وردية على عينيه ... نظر الفتى للمرآة بصدمة مردفا "أبدو كويندي تماما" قهقه بسخرية و اتجه مع الخادم إلى الجد الذي كان يتناقش مع ابنه و ما إن دخل الصغير حتى تقدم والده منه بغضب قائلا "من سمح لك بصبغ شعرك و عينيك أيها الفتى اللعين"
أنت تقرأ
أقدار من رماد || Fates of ashes
Actionمعاني الدفئ تجتمع كلها في عبارة "والدان محبّان" لكن ماذا لو كان حبهما و حمايتهما السبب الرئيسي لكل أنواع العذاب الذي تعيشه على مر سنين حياتك هارلين التوأم الذي ولد بجينات العائلة المعادية لعائلته التي نبذته بسبب ذلك و ذاق الألم من نعومة أظفاره من أ...