part twenty five

798 50 22
                                    

كان يعمل باجتهاد على علاج جرح رجل خطير و فد يؤدي النزيف بحياته .... انتهى منه بشق الانفس ليبتسم متذكرا تشجيع شقيقه له و يعطي التوصيات للممرضة و يرحل ...

نظر إلى الساعة ليبتسم فقد انتهى دوامه منذ ساعة و لا بد أن أخاه وحيد و يبكي الآن .....

استقل السيارة مسرعا نحوه ليصدم به يجلس بين عدة اطفال و يتحدث معهم بإرياحية عكسه هو في الطفولة فهمس "يسعدني حقا أنك لست منبوذا مثلي أخي ... لم ينظر لي أحد بعد اختطافي عدى جيمس سوى بعدما تبناني والده انتبهوا لوجودي ... أنا ... أنا حقا آسف لأنك تمتلك أخا ذا ماض سيء مثلي ... آسف لأنني لا أشبهك و لذلك يعايرك الأطفال بكونك متبنى ... آسف صغيري ... أنا آسف و لكن أخاك جشع و يريد بيأس الحصول على عائلة لذا لا يريد إعادتك!!!"

انتبه الصغير من بعيد لدموع أخيه ليبعد كل شيء عنه صارخا بلهفة "هـــــــالـــــي!!" .... قفز يحتضن خصره ليلوح بمرح لرفاقه و يحمله شقيقه ليتناولا الغذاء معا ...
ز
نظر لساعته بقلق قائلا "سيأخذك العم فيد الى المنزل سأتأخر عن دوامي!!!" ... اخبر النادل و سيوصلك الى المدرسة"

اعطى النادل المال و ركض مسرعا ليعبس الصغير بحزن هامسا "أخي أتى هنا ليدرس و أنا أثقل عليه برعايتي منذ كنت في الثالثة و هو حقا صغير على مسؤوليتي ... ربما هو أيضا لا يريدني و ماما و بابا من أجبراه"

عاد بوجه حزين إلى المدرسة بينما ذلك النادل المسكين لا يفهم شيئا فلماذا حزن فجأة ... لوح له عندما دخل ثم عاد لعمله بينما كان الصغير يرسم صورة لأخيه في ورقة الرسم عندما أخبرتهم المعلمة أن يرسموا اكثر من يحبون ...

خرج بحزن نحو البوابة ينتظره ليجده قد أتاه ركضا ليحمله بقلق قائلا "صغيري!! ... قالت المعلمة أنك كنت حزينا ... هل حصل لك شيء ما ... عليك اخباري دائما انتوني!!"

عانقه بقوة بينما يبكي ليحدثه "آسف ... أنا آسف لأنني مزعج لك ... أنت لا تستطيع الراحة بسببي أبدا و أظنك لم تعد تحبني لأن ماما و بابا أجبراك على أخذي ... أنا أحبك أكثر منهما و أخاف عليك أن تبكي لوحدك هنا كما تفعل في الليل لذا أردت الذهاب معك!! ... سامحني هالي!! ... أحبك أخي!!"

صدمة كبيرة ارتسمت على ملامح الأكبر الذي ضحك بقوة ليعانق شقيقه اللطيف قائلا "لم يجبرني أحد على أخذك معي يا صغيري بل أنا الأناني الذي لا يستطيع الابتعاد عنك و منعتك من البقاء مع أبي و أمي ... أتمنى حقا لو أستطيع أن أجعلك تتوقف عن شعورك هكذا!"

ابتسم الصغير ببهجة و مسح دموعه قائلا "اذا ... إذا أنا أريد أن أبقى معك إلى الأبد!" ... ضحك و أومأ له ليحمله و يسير به نحو الشقة يحضر له الطعام حتى غفى ...

أقدار من رماد || Fates of ashesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن