Part twenty four

961 67 29
                                    

يقفون بالمطار منتظرين رحلة الأخوين إلى مطار باريس ... كانت جيسيكا تحضن هارين تارة و تارة أنتوني بينما هي تبكي بشدة و تحاول اقناع ابنها بالتراجع ... أمسك بكفيه وجه والدته الحزين قائلا بابتسامة "لا بأس أمي ... يمكنكم زيارتنا كما أننا سنتصل بكم و لدي ما يكفي من الأموال لنعيش في رخاء فلما البكاء الآن؟ ألم تخبرينِ أنك تريدين سعادتي ... إنه حلمي"

عاودت احتضانه محاولة الهدوء ليبادلها بقلة حيلة مخاطبا والده "سأتصل بطم حالما أصل أبي ... لا داعي للقلق علينا أنا جاد"

بعثر له خصلاته ليقترب حاملا طفله ذا السادسة قائلا "أنا ايضا أريد عناقا منك هالي ... لقد حرمت منك لأكثر من ثاثة عشر سنة و أنت لم تعترف بي سوى منذ يومين ... هيا لا تخجل"

زفر بحرج و عانقه هامسا "أعدك سأجعلك فخورا بي. ... أبي" ... تفاجأ الأكبر من تلك الكلمات فاعتصره بقوة هامسا "كنت و لا زلت فخورا بك طفلي ... كنت فخورا بك منذ أن كنت في المهد"

أقلعت الطائرة عند موعدها لينظر الرمادي من السماء إلى المدينة التي نشأ فيها مفكرا في أنه سيبدأ حياة جديدة الآن و عليه التفكير جديا في قراراته ...

نظر إلى أخيه الذي يلعب و يغني بصوت منخفض ليمسح على رأسه قائلا بحنان "خذ قسطا من الراحة كي نتجول عندما نصل" ... أومأ الصغير بحماس و نام من فوره ليرمش هارلين بتعجب متمتما "هذا كان مخيفا ... هل نام في ثانية واحدة"

غطاه ببطانية خفيفة و وضع له قطعة العينين للأطفال مع مانع الأصوات على أذنيه ... ابتسم لشكله اللطيف و التقط بضع صور بآلة التصوير ليعود لقراءة كتابه ...

...
.........

حطت الطائرة رحالها في مطار باريس حيث يقف فيدريك منتظرا وصول لطفليه الحبيبين ... بدأ الركاب ينزلون فحاول البحث بينهم عن فتاه المميز بخصلاته الفضية و حالما لمحه صرخ بسعادة "هــارلـــيـــن!"

التفت المعني للخلف و ابتسم حالما رآه ليتوجه نحوه حاملا الصغير و الحرس قد تكفلوا بنقل الأمتعة ... حمل الأشقر عنه الصغير قائلا بحنان "لا بد أنك كنت تفكر كثيرا لذا ستتعب ... علينا الذهاب إلى البيت الآن"

ركبا مع السائق ليستمر الأكبر في الشرود ناظرا إلى الأحياء الراقية التي يمرون بها فأكد لوالده "أنت تذكر جيدا أني طلبت شقة ... صحيح عمي؟!"

أومأ الأكبر دون مبالاة و استمر بالعبث بخصلات الصغير الشقراء ليبتسم على انزعاجه فصورهما لداران الغارق في الملفات ...

وصلت الرسالة إلى هاتف الأشقر الذي نزع نظاراته و أمسك الهاتف قبل أن يتمتم بغضب "سأنتقم منك فيد"

أقدار من رماد || Fates of ashesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن