استيقظ الرمادي صباحا في وقت مبكر كعادته فشرد في السماء قليلا ليهمس "لن أسمح لنفسي أن أكون عالة ... لقد تعبت من كل ذلك الضعف ... سأعمل كي أعيش من الآن فصاعدا"
بدل ثيابه سريعا و نزل إلى كبير الخدم هامسا بابتسامة "صباح الخير عم جون ... أريد أن أساعدكم في العمل اليوم ... سأعمل هنا من الآن فصاعدا"
توتر الأكبر و أمر الخدم بإعطائه بعض الأعمال البسيطة بينما يتناقش مع سيد القصر حول جعل طفل صغير يعمل مثل هذه الأعمال ...
أنهى الصغير تحضير الفطور مع الخدم و عندما استيقظ جيمس و والده وضعه أمامهما على الطاولة ليتراجع للخلف بهدوء. ..
قطب فيدريك حاجبيه بتركيز ليشهق ناظرا للفتى الذي تورد خداه فخورا بنفسه فتنهد بحزن قائلا بهدوء "صباح الخير صغيري هارلين ... ما الذي تفعله هناك ... هيا لتفطر"
ارتبك الصغير عندما سمع نبرة التهديد في صوته فهمس بتوتر "سـ سأعمل كخادم ما دمت ... سأبقى هنا عم فيدريك"
لم يدرك الأكبر ما مر به الصغير فظنه يمزح لينهض متجها نحو الفتى الخائف و يحمله قائلا بحنان "الجميع يشكرك على مساعدتهم صغيري ... لكن على الأطفال أن يدرسوا جيدا فقط اتفقنا؟!"
غمز له في نهاية كلامه ليضحك الصغير ثم يبدأ في تناول فطوره بهدوء تحت أنظار صديقه الأشقر الحزينة ...
أخذ هارلين يقلب الطعام بشرود مفكرا 'ترى هل سأعود يوما إلى والدي ... هل سيحبانني كما أحبا أختي ... أم أنني مهما فعلت سأظل عالة .. لا أريد أن أكون عالة على العم فيدريك ... أنا ... أنا' نزلت دموعه بينما يعبس مهددا بنوبة بكاء كبيرة فصدرة شهقة و اثنتان ... انتبه الأب له ليحتضنه و يجهش الفتى في حضنه باكيا بينما يطلب عائلته ... تمنى من كل قلبه لو أنه لم يولد ... هو يعاني منذ اللحظة التي فتح فيها عينيه في أحضان جده ...
غفى الفتى في حضنه لينام بسلام فاحتضنه الأكبر بعمق بينما يأخذه إلى غرفته و يغلق عليه بالمفتاح مع ملاحظة صغيرة كي لا يخاف ...
نزل إلى ابنه الحزين قائلا بحنان "لا تخف جيمي ... اذهب الآن إلى المدرسة و قل للمعلمة انه متعب قليلا ... سيكون هارلين شقيا جدا في الايام القليلة القادمة لذلك لا تغضب منه"
...
.......
............ابتسمت الصغيرة بسعادة محدقة في صورة الأبوين الخياليين التي رسمها أخوها و هو فقط في الثالثة لتهمس بصوت خافت كي لا يحزن والدها "ربما لو كنتما أنتما والداه ربما كان أخي بخير ... لقد احببته فهو اول صديق لي"
أنت تقرأ
أقدار من رماد || Fates of ashes
Açãoمعاني الدفئ تجتمع كلها في عبارة "والدان محبّان" لكن ماذا لو كان حبهما و حمايتهما السبب الرئيسي لكل أنواع العذاب الذي تعيشه على مر سنين حياتك هارلين التوأم الذي ولد بجينات العائلة المعادية لعائلته التي نبذته بسبب ذلك و ذاق الألم من نعومة أظفاره من أ...