عقارب الساعة تشير إلى الثالثة فجرا ... الشتاء لا يزال في أقصى شدته و في ذلك المشفى ...
يجلس متوترا بجانب والديه و والدي زوجته أمام قاعة العمليات ... سيحضى اليوم بأول مزلود له .. كلا بل مولودين ... سيحصل على وريثه و ابنة تزين له حياته لتعطيها البهجة ...
ابتسم الكبار و هم يلاحظون خجله و توتره فهو في النهاية لم يتزوج سوى منذ سنة و قد استقلّ بشركته و أملاكه قبل بلوغه الواحدة و العشرين ...
أضاء نور العمليات الاخضر ليخرج الطبيب قائلا بابتسامة "مبارك لكم عائلة روكر و ويلتون .. إنهما طفلان آية في الجمال"
لم ينتظر داران لحظة و دفع الطبيب ليركض نحو الممرضة التي تحمل طفليه حملهما معا صارخا بسعادة "أخبروا جيسيكا أني فزت بالرهان و حملتهما أولا"
ضحك الجميع عليه و أخذوا يهنئونه قبل أن يلاحظ والده عيني الفتى الرماديتين ليقطب حاجبيه بغضب و يحمله صارخا "هذا لن يكون فردا منا أبدا ... فقط كيف أتت جينات أولئك اللعناء بين أحفادي ... داران ستتبرأ منه و ترميه في أقرب ميتم فورا"
أعتم المكان في وجه المعني الذي أبعد ابنته و حمل الإبن بحذر ليضعه على فخذيه و ينزع اللفاف عن رأسه ... لقد امتلك صفات شخص أصيل من عايلة اندرسون ...
رفع بصره إلى والديه قائلا ببرود "سنعيش منفصلين عن العائلة الرئسية و لكن في قصر قريب منكم ... وجوده بين الجميع قد يحدث سوء فهم و يؤذي ابني .. الذي كرهته من أعماقي"
كان ذلك الصغير يحدق به بتعجب واضح و هو يرى نظراته الغريبة .. ابتسم ببرائة و أطلق ضحكة خافتة جعلت قلب الأب يحنو عليه قليلا ...
حمل داران كلا ابنيه بهدوء ناطقا "أمي ... سأعتمد عليكي في إرسال مربية لويندي اليوم حتى تشفى جيسيكا ... سأرى حلا لهذا العالة ... اللعنة"
دخل السيارة بغضب ليأخذه السائق نحو قصره الجديد ... كان طوال الطريق يحدق بابنه الذي يبادله بابتسامة بريئة ... احتضنه بهدوء بينما يبكي لأنه سيجبر على القسوة على ابنه الوحيد .. نظر له السائق بشفقة فهو قد طار سابقا من الفرحة لكن تقاليد عائلته و عداوتهم السابقة ستجعله يتخلى عن ابنه ...
علمت جيسيكا بالأمر فحزنت هي الأخرى لكنها حقدت على ابنها الذي لم تره فهو سيكون سبب تعاسة زوجها المحب للأطفال ... همست بحزن بعد اختفائهم "سيكون مجبرا على القسوة على ابنه بينما يعطف على أبناء الآخرين ... يالك من مسكين عزيزي"
و المعني من كل هذا يراقب بابتسامة حنونة مربية صغيرته ويندي التي ترضعها و الفتاة تضحك بين حين و آخر ... نزل متوجها إلى عمله ليسمع بكاء ابنه الآخر و ينتبه لعدم اهتمام الخدم ببكائه فقطب حاجبيه بحيرة من اختلاف المعاملة بين طفليه ...
أنت تقرأ
أقدار من رماد || Fates of ashes
Actionمعاني الدفئ تجتمع كلها في عبارة "والدان محبّان" لكن ماذا لو كان حبهما و حمايتهما السبب الرئيسي لكل أنواع العذاب الذي تعيشه على مر سنين حياتك هارلين التوأم الذي ولد بجينات العائلة المعادية لعائلته التي نبذته بسبب ذلك و ذاق الألم من نعومة أظفاره من أ...