Part thirty-one

1K 58 18
                                    

يقف منزعجا أمام باب المدرسة منتظرا شقيقه الذي وعده باصطحابه لرؤية جده اليوم لكنه تأخر ... جلس بعبوس على الرصيف هامسا "لا بد أنه ما زال يكرهني ... لم أقصد جرح مشاعره بل اردته ألا يتأذى بواسطتي!!"

ظل كبير وقف أمامه يحجب عنه الشمس فاستغرب ذلك ليرفع بصره و يقفز بسعادة قائلا "هالي!!" ... ابتسم الآخر بتعب قائلا "صغيري!! ... أنا متعب الآن هل نزور جدك غدا؟!"

أومأ له قائلا ببراءة "لكنه جدك أيضا هالي!! ... و هو يحبك كثيرا!" ... سرعان ما تغيرت ملامح الأكبر نحو الباردة ليحدث شقيقه قائلا "اركب دون ثرثرة كي لا آكل الحلوى خاصتك!!"

عبس المعني و دخل ليقود شقيقه نحو البيت فقد أجبره والده على أخذ الأشقر معه ليعيشا معا كالماضي ...

جلسا يتناولان الطعام معا لينطق الصغير فجأة "أخي!! ... هل حقا كما قلت لي أن ذلك الشرير لن يهددك بي مجددا؟!" ...

أومأ له بابتسامة حزينة ليصمت الفتى قائلا "إذا ... إذا أنا آسف على كلماتي السيئة فقد ظننت أنه لن يهددك بي إذا جعلتك تكرهني!!"

اختنق الأكبر بطعامه و بدأ يسعل ليشرب كأس الماء قائلا بصدمة "أكنت تمثل طوال عام؟؟!" ... هز رأسه إيجابا ليبتسم الرمادي بخبث قائلا "إذا سأسامحك إذا كنت مطيعا لي في كل شيء طوال سنة ... أي شيء أقوله!!"

تحمس لفكرة أنهما سيتصالحان فشد ذراعه قائلا بلهفة "أجل موافق ... فقط أريد هالي!!" ... ابتسم لظرافته لكن رغم أنه يعرف أن الصغير قال تلك الكلمات لأنها نفسها التي يتحدث بها الأطفال بين بعضهم لكنها اخترقت صميم قلبه و فتتته الى أشلاء ...

حمله بهدوء و أخذا يلعبان معا حتى غفى هو من التعب ليعبس الصغير قائلا "ترى ما الذي قلته له حتى لم يعد يريد مسامحتي؟! قلت فقط أنني أكرهه و ... و ... يا الهي انا لم انتبه ... لقد ذكرته بأن جدي تخلى عنه و أنا لم أكن أعرف أنه يكرهه ... لقد ظننت أنه مشتاق له فقط و سيفرحان ببعضهما عندما أخبر جدي لكن ... لكن ... أنا شرير!!"

احتضنه بقوة و بدأ في البكاء بقوة و هو يتأسف فقد أراد جعله يغار فقط لا أن يفتح جراحا عميقة في روحه دون قصد ...

....
...........
..................

كان يوقع على أوراق نقل جده لبيت العائلة حيث سيلازمه كي يضمن عدم انتكاسه رغم أنه يفعل ذلك من أجل سعادة والده فقط فهو لا يهتم له أبدا ...

جلس بتعب في سيارة الإسعاف ليمسك يد العجوز المتوتر قائلا "لا تقلق!! ... لقد تأكد من سلامة الطريق!"

نظر له الأكبر بضيق فهو لا ينوي التحدث معه سوى عن العلاج ليتنهد بضيق متذكرا الانكسار الذي حملته نظراته يوم خدعه الخادم و أخبره أن يتجهز بأفضل شطل لأنه سيلتقي بأهله الحقيقيين و كيف صدقه بسذاجة و ترجاه للتوقف في الطريق كي يشتري لهم الكعك ...

أقدار من رماد || Fates of ashesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن