وصلت السيارة إلى الروضة ليتظاهر داران بإخراج ابنيه لكنه سحب معصم الفتى بقوة كبيرة آلمته و همس في أذنه "ستعود للكلام و إلا لن تعود إلى البيت معنا"
ابتسم الصغير ببراءة و قد فهم أن عليه ألا يتحدث كي يسمح له بالبقاء خارج سجنه ذاك ...
مضى اليوم ببطئ كبير على هارلين الذي ينتظر لحظة طرده بفارغ الصبر كي يسأل عن والديه و يعيش معهما ...
رأى الأب عبوس ابنته ليسألها بلطف و حنان "ما الذي يجعل صغيرتي تشعر بالحزن اليوم"
أشارت إلى شقيقها باستياء لترد على والدها "هارلين بقي يتحدث مع والديه طوال اليوم و لم يلعب معنا ... قالت المعلمة أنه مسكين و علينا مشاركته اللعب و لكن ... هو يرفض ذلك و يبقى مع والديه السيئين طوال الوقت ... هما شريران جدا ... صحيح بابا؟؟"
خاف الفتى و بشدة من أن يمنعه سيد القصر من الخروح لرؤية والديه و كله بسبب ابنتهم المدللة التي تتدخل في أموره دائما و تجعله يطيعها خوفا من سادة القصر أن يضربوه لو أحزنها ..
نظر له الأكبر بغضب ليدخله السيارة قائلا "سنتفاهم في موضوع الأبوين هذا لاحقا أتفهم" أفلت أذنه ليحمل ابنته برفق و التي نطقت بغضب "بابا لا يجب عليه ضرب هارلين ... هارلين حزين و سيؤلمه ذلك ... بابا عليه أن يتوقف"
صمت بقهر بينما ابنه ابتسم بشكل بسيط و أعاد بصره نحو الطريق ليحفظه .. نطق بهدوء بعد صمت طويل "بقي شهر فقط و تلتحقين بالابتدائية صغيرتي .. ما هو لون الحقيبة التي تريدين .... بالطبع سأشتري لابنتي الحبيبة كل ما تريد فهي تملك أبا و أما عكس بعض الاشخاص"
كان المقصود يشد كنزته الزرقاء الصوفية بينما يغمض عينيه لوقع تلك الكلمات عليه ... أب ... أم ... لم يسبق له أن خرج من القصر لا للتسوق و لا للطبيب و لا للترحال ... فقط يذهب عبر السيارة إلى الروضة و يعود ... أمسك داران فكه قائلا بابتسامة باردة "من الآن فصاعدا ستذهب للروضة بمفردك ... و عليك الوصول في الوقت المناسب"
كان ابنه شاردا في عينيه الورديتين اللتان تماثلان عيني شقيقته ... أخذ يقرب إصبعه منه حتى سأل بفضول كبير "هل ترى الألوان مثلما أراها أنا أم أن كل شيء وردي سيدي"
كان وجهه بريئا حقا و فضوليا لأقصى درجة فتنهد الأكبر ليبدأ بالتوضيح له و ما إن انتهى حتى عانقه الصغير قائلا بابتسامة "شكرا لك سيدي"
أنت تقرأ
أقدار من رماد || Fates of ashes
Actionمعاني الدفئ تجتمع كلها في عبارة "والدان محبّان" لكن ماذا لو كان حبهما و حمايتهما السبب الرئيسي لكل أنواع العذاب الذي تعيشه على مر سنين حياتك هارلين التوأم الذي ولد بجينات العائلة المعادية لعائلته التي نبذته بسبب ذلك و ذاق الألم من نعومة أظفاره من أ...