غادر رامى المستشفى لبيته فهو لديه بيت عصرى للغايه لطالما احب الالكترونيات ومحاط بحديقه جميله فلقد باع ماكان يمتلكه فى مصر قبل ان يغادر منها بلا عوده ولديه الكثير من المال مما
يجعله يعيش فى بذخ
دخل حجرته لينام على سريره الوثير ويتذكر ذلك الوجه الهادى الملائكى الحزين
لا يعلم لما يتذكرها باستمرار منذ أن راها فى الصباح
لا يعلم لما يقارن بينها وبين رونا لا يعلم لما يشعر أن الله ارسلها له أو أرسله لها لا يعلم
ولكن لا يريد أن يكون للمره الثانيه يحاول مع قلب ليس له من البدايه
قام من مكانه واتصل بأخته التى باتت علاقته بها رائعه فلقد ظلمها كثيرا فى السابق بأسلوبه الحاد احيانا ولكنه تذكر أنه ظلم نفسه أكثر بطريقته التى جعلته يخسر رونا للابد لطالما لم يستطيع أن يكون الثانى فى قلب أحدهم
تذكر أنه كان من الممكن أن يبقى صديق لرونا دائما بدلا من أن يخسرها ولكنه لم يقبل بأن يكون الثانى فى قلبها
ولابد أن هذه التى تاخذ عقله من الصباح ....تفكر دائما فى زوجها الذى تركها ورحل
أما عند مريم التى قررت أن ترتاح قليلا فقامت وفردت جسدها على السرير المجاور لسرير ابنها
نظرت لزياد ابنها
لا تحب أن ترى ابن عمها وأخ زوجها فهذا يجعلها تتذكر زوجها الراحل
كم أحببته ولكنه ....
أغمضت عيناها لتتذكره وهو صغير يلعب معها فى حديقه بيتهم ...تتذكر ابتسامته ومشاكسته لها
تتذكر يوما ما يوم ما كان أخيه فريد يقرأ إحدى الكتب وقررت أن تشاكسه كما كانت تفعل دائما لتسكب المياه على كتابه ......لقد كانت مشاكسه لأقصى الحدود وفريد جاد إلى حد كبير ليجرى ورائها وهم أن يضربها لياتى عاصم ويقف أمامه ويقول له
عاصم. اياك انك تلمسها
فريد.اه طب خد اللعبه بتاعتك وامشي من هنا
مريم.متقولش عليا لعبه
فريد.لا انتى شبه العروسه اللعبه يلا بدل ما العب بيكى واكسر لك ايدك اللى دلقت بيها الميه على كتابى
عاصم. وانت فاكر انى هسيبك تعمل كدا
تذكرت رونا نظرت فريد لعاصم وابتسامته الساخره لقد كانت تشعر دائما بالرغم من أنه ليس بفارق كبير بينهم فى السن إلا أنه أكبر منهم فى العقل
لا تعلم إذا لم ياتى عاصم وقتها لربما حقا ضربها فلقد كان اطول منها ومن عاصم وقوى البنيه من صغره
ابتسمت لتلك الذكريات الجميله
تذكرت شعورها بالوحده عند عودتهم مع عمها للغربه تذكرت اشتياقها له ....تذكرت كم كانت تنتظر إجازات عمها .... تذكرت أيضا عند دخولها الجامعه ونزول عاصم مصر وحده
وجدته فى هذا اليوم يقف أمام مدخل الجامعه ..... تتذكر جيدا مشاعرها ...لقد كانت غير مصدقه ماترى هل أصبحت مريضه به ومشتاقه لدرجه انها تراه وهو غير موجود ...ثم توجهت له وهى غير مصدقه لتجده بابتسامته الحنونه ......تذكرت كلماته
عاصم.مريم وحشانى اوى
مريم.مش مصدقه انت جيت بجد
عاصم.لا انا لسه هناك....وضحك مشاكسا لها
لقد كان دائما خفيف الظل
تذكرت مشاعرها كم أرادت وقتها أن تقفذ فى حضنه أنها تشتاق له حد الجنون تركت صديقتها وقتها دون اهتمام وهمت معه بالمغادرة
كان لنزول عاصم وحده هدف وهو أن يربط كلام مع زوجة عمه بأن يتزوج مريم بعد انتهاء دراستها حيث ان والد مريم متوفى منذ صغرها
لقد كانت سعيده جدا ومع اول اجازه لعمها تم إعلان خطوبتهم رسمى من هذا الوقت وأصبح فريد يتجنب الكلام معها وشعرت أن هناك مسافه بينهم كبيره لم تكن موجوده من قبل رغم أنها دائما كانت تشاكسه وهو يرفض طريقه لعبها المبالغ أصبح بينهم مسافه كبيره فى التعامل وهى متاكده أن فريد هو من وضع هذه المسافه... لاتعلم لما كانت تشعر دائما أنه يحاول أن يحمى نفسه من التعامل معها ....
تذكرت زواجها لعاصم وكم كان يوم رائع وتذكرت سفرها معه لالمانيا وحزنها عند عودتها لتبدء عملها فى مصر فلقد تعينت معيده فى الجامعه
لقد كان أمامها أن تختار بين زوجها وعملها وكما كان عاصم دائما متفهما ومحب ومضحى اثر عليها أن تنزل الجامعه ولا تضيع فرصتها فى العمل فى الجامعه وعدها أنه سينزل كل اسبوعين القاهره وبالفعل كان يفعل هذا ولكن مع الوقت شعرت باشتياقها له وأنه ليس بالوقت الكافى أن تقضى معه عده ايام فقط فى الشهر أنه يستحق اكثر من ذلك وخصوصا بعد معرفتها بحملها
بمجرد ولادتها لزياد قررت العوده معه لالمانيا دائما وفعلا تخلت عن عملها فى الجامعه وعادت معه المانيا
تخلت عن عملها وعن والدتها وعن حياتها وأصدقائها تركت كل حياتها لتاتى معه .......
ولكنه لم يكن يستحق كل هذا...
بعد مرور عده اشهر ذهبت إلى شركه عمها ودخلت مكتب عاصم لتجده فى وضع مخل مع إحدى الفتيات ......
لقد شعرت أن روحها سحبت من قلبها اى حلم لا لا اى كابوس هى فيه ليوقظها أحدهم تذكرت نظره عاصم المتوتره تذكرت شكل الفتاه الاجنبيه التى لم يكن يهمها أنها شبه عاريه تذكرت توترها وجرى عاصم ورائها وهو يحاول غلق قميصه
تذكرت جريها فى شركه عمها كانت تسمع صوت عاصم يناديها ولكن كانت روحها تدعوها للهرب ظلت تجرى إلى أن غادرت من الشركه ظلت تجرى وتجرى إلى سمعت صوت اصطدام أحدهم لتنظر خلفها تجد عاصم غارقا لى دمائه وملقى على الأرض
جرت تجاه ....... يالله لا لا ...
أغمضت مريم عيناها أنه كان اسوء يوم فى حياتها
تذكرت مشاعرها الثائره المختلطه
مشاعر الصدمه وألم الخيانه مشاعر الرعب على فراقه
تم نقله سريعا لإحدى المستشفيات كانت خارج الدنيا
وبعد مرور القليل من الوقت سمح لها أن تدخل لتراه لقد كان موضوع على اجهزه عديده وكان غير فاقد للوعي اقتربت منه وقلبها حزين لأقصى الحدود
عاصم.مر..ريم سا....محينى
مريم.انا بحبك اوى ياعاصم..اوعى تموت وتسيبنى
عاصم....مر..يم ...انا ...اسف ....اوعى....ابن.ابنى يعرف اللى .....حص...ل سامحيني
مسكت مريم يده وبكت وقالت
مريم.انا بحبك وهفضل احبك لاخر يوم فى حياتى وعمرى ماهعرف ابنى حاجه بس مش هعرف اوعدك انى اقدر اسامحك
عاصم....انا...بحبك أو....اوى ...سامحيني
وغادر الحياه كانت تشعر أن روحها تغادر منها عندما شعرت أنه مات لا لا.......
لما هذا الحظ السئ ياليتها لم تأتى ولم تراه لم تكن لتعرف خيانته ولم يكن ليموت
عادت لحاضرها تنهدت طويلا وتوجهت الى حقيبه يدها لتخرج إحدى علب الادويه وتاخذ المهدئ الذى اعتادت أن تأخذهعايزه ارائكم