العشرون...

848 11 0
                                    

شعرت مريم بأنها حقا سجينه ....فلا يوجد سبب يجعله يحبسها فى حجرته شعرت باختناق شديد لتفتح بلكونه غرفته وتنظر للحديقه لتفكر ماذا سيحدث إذا قفزت من البلكونه ....ولكن اين ستذهب فكرت قليلا لا يجب أن تتحداه وتستفزه فيكفى أن تقفز من البلكونه وتدخل القصر مره اخرى وتصعد إلى حجرتها حتى تجعله يدرك أنها ليست سجينه
تذكرت عاصم لقد كان يدخل حجرتها ليعلمها كيف تقفز من بلكونتها لبلكونته ....لقد كان مشاغب مثلها واكثر ضحكت لهذه الذكرى ولكن هناك دمعه حزينه نزلت من عيونها دون اراده منها
مسكت فى سور البلكونه ولفت كما علمها عاصم قديما ومن ثم قفذت برشاقة لقد كانت هائمه فى عالمها وهى تقفذ وبمجرد أن استقامت بعد أن قفذت وجدت أمامها هذا الصدر الممشوق لترفع راسها تجد فريد فى وجهها...يرفع إحدى حاجبيه باستنكار
من ثم انفجر ضاحكا ......
فريد .مين اللى علمك الشقاوه دى
مريم...
رجعت للخلف ثم جرت سريعا للقصر لم تحاول أن تركز إذا كان خلفها ام لا.....ولكنها تثق أنه إذا كان يجرى ورائها فمن المؤكد أنه كان سيمسكها بسهوله
دخلت حجرتها وأغلقت الباب من الداخل
لتلف حولها اين زياد لم تراه طوال اليوم
دخلت حجرته لم تجده .......
_______________________________________
أما عند فيولا فلقد كانت حزينه مكسوره .....تعلم أن رامى فهم علاقتها بفريد خطأ ....ولكنه كاد أن يفعل بها الاسوء وبدون سبب واضح تراجع عن ما كان سيفعل واختفى
تفتقد تلك النظره التى بحثت طوال حياتها عنها فى عيون الكثير لم تجد تلك النظره التى معناها انى اصل لاعماق قلبك سوا فى عيون رامى......اين انت يارامى....
يوجد بداخلها هاجس قوى انه لم يكن ليفعل بها شئ ....لربما يخيفها فقط ...ولاتنكر أنها ارتعبت منه حقا
ولكنها تريده بشده فهى على استعداد أن تتغاضى عن فعلته فقط لتبقى معه ....سألت نفسها هل هى حمقاء ..... لربما وخصوصا أن العشق ليس له قواعد
عادت لمنزلها لتجد باب منزلها مفتوح مره اخرى عادت خطوتان للخلف من المؤكد أنه رامى ولكنها بقدر اشتياقها له بقدر خوفها منه فلا تعلم ما الذى يمكنه أن يفعل
دخلت بحذر لتجد ازهار فى كل مكان تقريبا ووجدت على الأريكة التى كان جالس عليها المره السابقه ازهار كثيره وظرف صغير اقتربت ومسكت هذا الظرف وفتحته لتجد به رساله بخط رامى ...ضحكت من أعماقها قبل أن تقرأ الرساله هل يوجد هناك أشخاص حتى الآن تكتب رسائل ورقيه
(فيولا انا بحبك اوى وبعتذر على سوء التفاهم اللى حصل سواء فهمى غلط للموقف أو فهمك لموقفى ...انا هسيبك تهدى بس اعملى حسابك انى عايز اقابلك افهمك حاجه ... يمكن ساعتها تسامحينى ....انا بحبك اوى )
يالله انى اسامحك ومتاكده انك لم تكن لتفعل بى شئ.....لقد كانت تتحدث مع ذاتها
ولكن اين تلك الخادمه التى تغادر دائما بظهور رامى
_______________________________________
أما عند مريم فهى تشعر أنها تفتقد زياد تعلم أيضا أنها اهملته كثيرا بعد أن أتت لهذا القصر....لقد أخطأت كثيرا وهى تعلم ذلك ولكن هل لا يوجد طريقه سوا عقاب فريد لها لقد كان قاسي معها .....
جلست على إحدى الكراسى فى حجرتها وبدأت بالبكاء فلقد تذكرت انها مهما كانت تفعل لم يكن عاصم ليعنفها ابدا....كان ينظر لها نظره عتاب ومن ثم ...كأن لم يحدث شئ لربما عشقت حنيته التى لم تجدها سوا معه فلقد كانت والدتها مشغوله عنها دائما ....ووالدها متوفى .....تفتقده بشده لا تعلم كيف ستكون لغيره كيف كانت حمقاء ووافقت على الزواج بفريد ....هل لأنها أحبته أيضا ولكن كيف تستطيع ايها القلب أن تكون لاثنين .....هل كلام رامى صحيح انها اختارت الحنون بعقلها وليس قلبها وان قلبها من البدايه كان لفريد .....نعم معه حق فلقد توصلت لهذه النتيجه سابقا بعد تفكير كثيرا.....كما أنه من الواضح أنها إذا رفضت سابقا عرض زواج فريد فلابد أنه كان سيجبرها كما هو فاعل الان
لتنتبه لصوته
فريد.كل دا تفكير
لتتنفض من مكانها وتنظر للباب الذى إغلقته خلفها فتجده مغلق
تكلم فريد بسخريه.لا ماهو انا اللى كنت معلم عاصم ازاى ينط من بلكونه للتانيه.....
وشاور لبلكونتها المفتوحه
نعم ترى تشابهم فى اوقات كثيره .....ثم انتبهت هل قفز من بلكونته لبلكونتها لتنظر له باستغراب
رفع فريد يده بطريقه مسرحيه
فريد.اعمل ايه علشانك رجعت عيل بدخل الاماكن من البلكونات
أرادت أن تضحك ولكنها تذكرت مافعل معها من قليل لتعبس بوضوح فبدوره يضحك على شكلها الذى يشبه الاطفال
مد فريد يده لها ونظر فى عيونها بعطف كبير
تراجعت خطوه لرؤيتها تلك النظره التى كانت دائما تراها فى عيون عاصم .....ولكنها لم تمد يدها تحرك هو تجاهها خطواته مدروسه.....فهى تخاف منه ولكنها فى نفس الوقت تريد أن تقترب منه وتغرق فى تلك لعيون العطوفه ...من يراه الان لا يراه منذ قليل فى حجرته فلقد كان أشبه بديناصور ينفس نيران
ضحك فريد على نظراتها ومازال يمد يده لها.....ومن ثم مسك يدها بيده الأخرى ووضعها فى يده الممدوده لها
فريد.على فكره مش بحب ابقى قاسي معاكى بس بصراحه انتى مدلعه اوى يامريم....وتصرفاتهم طايشه اوى
مريم.......
فريد .نفسي يكون بينا هدنه شويه .....نفسي تقربى منى صدقينى مش هتندمى.هى تعلم جيدا أنها تريد قربه ولكنها متردده ....تعلم ايضا أنها تستفزه وأنه صبر عليها كثيرااااا
مريم.اوعدنى انك متضربنيش تانى
ضحك فريد وهز رأسه بالايجاب
فريد.اوعدك يامريم ....بس انتى كمان اوعدينى تتصرفى بنضج ...وتهتمى بزياد شويه.....واهم حاجه بلاش تستفزتينى ايه رايك
هزت راسها بالايجاب سحبت يدها وابتعدت قليلا قبل أن تكمل كلامها كانها تأمن نفسها منه وبالطبع هو فهم حركتها فنظر لها بعيون ضيقه
فريد .عايزه تقولى ايه
مريم.فريد ممكن ناجل كتب الكتاب و فرحنا حتى بس لو الاسبوع الجاى
وضع يديه فى جيب بنطاله
فريد.ممكن أجل الفرح للاسبوع الجاى لما عمك يجى بس كتب الكتاب بكره
بلعت ريقها أرادت أن تسأله هل سيظل اتفاقهم قائم بخصوص أنه زواج على ورق فقط ام سيخل باتفاقه معها وغالبا هو فهم فيما تفكر
فريد.متخافيش يامريم عمرى ما هغصبك على اللى انتى خايفه منه انا بحبك على فكره
ومد يده
فريد .ممكن المفتاح علشان ماليش مزاج ادخل الجناح بتاعى من البلكونه (وغمز لها)
مريم .فين زياد
نظر لها بعتاب ليقف قلبها لا تنظر لى هكذا فانا أرى عاصم فى تلك النظرات
فريد.مع مادلين نايم ....سال عليكى كتير (صمت قليلا)ثم اكمل كلامه
فريد.احنا بكره اجازه هنقضى معاه وقت كتير
وأخذ منها المفتاح ليفتح باب غرفتها ويغادر

امتداد لن تصمدى ...(الحب الاول)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن