الفصل الرابع عشر، بعد النهاية

688 23 4
                                    

الفصل الرابع عشر، بعد النهاية
تحكي الأسطورة أن كل شيء نهاية، ولكن لم نعلم يوما ماذا بعد النهاية! .....
...........................
توقفت اللهفة ام تجمد القلب، جفا النوم عيناه، مل من فراشه، زوجته نائمة لا تشعر بشئ، أزال الغطاء جانبا وخطوات بطئبة مثقلة بهموم أخري، شباك تعقد حوله تخنقه، عليه الثبات دائما، أمام النافذة تعلقت عيناها بالسماء بلا هدف، بالشرود في الخفاء كان إبتلائه، صوت الناي من أحد الحراس يشدو يقيم الحداد فيه، يسكن ويغيب وتعلو النغمات، تنقلها الرياح وتقف أمام بايقاع مؤلم...... العشق مؤذئ وهو كان يتجاهل الاذئ، واثقا بقوته الواهية، يقول انتهت ولكن ان وجدت سوف يقف مقيدا، والارعن بداخله سوف يتسابق على وجودها سعيدا، وتظل عيناها رغم الجمود، تحتفظ بتفاصيل الصورة عن بعد بإتقان فراشة رسام، ويحتفظ العقل بكل هو مؤذئ مجبراً، لحظات السعادة المؤقتة مملة.... وعلي خانة أخري تذكر آخر سفراته التي انتهت بخطئية أصلحت بزواج، الخمر مغيب، يجعل شخص آخر يظهر فيه، ليس القديس من ابتعد الخطئية، القديس من امتلثت أمامه ولم يقربها، وهو بشر واخطا، حتي إصلاح الخطأ لم يمنع الإثم، فقد قدر وكتب..... يتذكر عندما استقيظ جيدا منهكا، يشعر بتشنج بسيط يحيطه، الضؤء ازعجه، غرفة ليست بغرفته وادراك الواقع ملابسه ملقاة، وعيناها ترتكز عليه وبيدها مشروبها الساخن قائلة بثبات : صباح الخير يا عصمو، وأردفت بتساؤل :  أخف واحسن...
تجاهل العبث وقال بشيء من العصبية وظهرت لكنته الأصيلة بوضوح : بلا حديث ماسخ، حصل إيه...
تجاهلت لجهة الغضب ومشيت بغنج واضح وخطوات بطئية وأخذت مئزر قطني وجلست بجواره لتستر عريه قائلة : اخاف تمرض...
يديه اطبقت علي عنقاه بغضب، ورفعه لاعلي وهي بنفس الثبات، وسحبه والقاها للوراء بعنف، فتجاهلت ودلكت مكان يديه بهدؤء وصبر وقالت هي تمسك إثبات هويته : معتصم يوسف، شو حلو وأكملت وهي تلعب بخصلاتها شعرها : احكيلك بالمصري، يمكن تفهم علي...
ثباته علي نفس التعابير الغاضبة، حاجبين مقوصين وعيون تلتهب وسط ظلام، حدقته تركز عليها وعلي خطواتها حتي سئم ووقف فجأة وكان في مقابلها تماماً لتقول : سهرنا مع بعض....
واقتربت ويدها تتوق عنقه ولتقول : وانبسطنا...
ابعدها لتقول وهي تشير له بثبات مجدد تعجبه : الحمام على يمنك... وابتسمت وهو تلعب بخاتم اصبعها وزدات الابتسامة لضحكة : حمام الهنا...
................................... كان اسمها يلمع في رأسه، يطرق به أبواب الخطر جوان مغربي....... ابنة الليل وسكناه، زوجته حديثاً......................................
.. .....................
العلاقات المكثفة مفيدة ومضرة أوقات الخطر، اختفاء اخته جنن علقه ولكن عندما، اتصل به صاحب الفندق قائلا: إن مقيمة هنا.... توجهت الرجال معه لها، صدمت ولكنها كشفت فرحلت، اول الخطوات لمنزل ابيها كانت خائفة منكمشة على حالها، صعدت بجوار اختها التي اصطحباتها لاعلي، لتكون علي موعد مع  الوالد، ذا الغضب الجهيمني لتفتح اختها الباب، ليقابلها بوجه صارم لا يوجد به حياة، خطوة واحدة لامام جذبها من خصلات شعرها الطويل ودفعة مفاجئة سقطت سلمي وأغلق الباب قائلا : يابنت الكلب، تهربي عشان حتة كلب ولا يسوى...
لتصرخ وهي بين يديه : الكلب انا عايزاها، وهتجوزه غصب عنك... تحاول زمزم إخراجها من يده ولكن فشلت مع الرجاء والبكاء...
ضربة أخري وصراخ أشد منه، ليحضر الأخ سريعا على اثر الصراخ وينقذها من براثين وتختبئ هي في أحضانه والدموع والدماء لطخت وجهها، ليسمحها بعطف اخجلها ليواجه قائلا : انت بتعمل ايه
يلوح بيده قائلا : بيربيها...
وتكمل والدته : اكسر للبت ضلع ويطلعها أربعة وعشرين...
صوته بات مخيف، ليخرج ظلامه قائلاً : اللي يكسر لاختي رمش هطلعه روحه، ودا ملكي، عايزة تتجوزه هجوزلها...
لياثر قائلا :  انا ابوها والولي بتاعها هتجوزها من غير إذني
لتنزوى شفيته في تهكم :  مش لما تكون ابوها يا سمير باشا...
تهديد بلا هدف :مالك انا بحذرك
قاطعه قائلا بلا اهتمام : من غير تهديد، انا قاعد لوصية جدي، كلمة كمان وهمشي، بس وهي معايا... وروح هاتلك وريث يشيل اسمك ويليق بيه، بدل العاجز.... 
ضغظ على أثقل أحداث مرت بالعائلة، مرت للحظات أمامهم اقسي الأشياء التي مرت هنا، تراجع الأب لم يستطيع أن يواجه عيناي طفله الذي قتله في الأمس
، وسط لحظة الصمت، جذب اخته للخارج وتبعته زوجته... في صمت داهم المكان، والألم مازال ساكن، ما بعد النهاية، الألم لا ينتهي، مازال هنا مقيم، مازال حيا.........................
............................................................
آفاق بتعب، وضوء الشمس يتسلل الي غرفته، والتعب يظهر بخجل، جسده يتصبب عرق، يتخلط برائحة الدماء والمرض... تنفس خرج من جوفه، من داخل البركان....، التفتة بسيطة للغرفة لتجده آفاق، ساكن يميل جزعه بعض الميل لامام، خافض راسه، يتبلع حلقة وشعاع الشمس يعبر خلاله ويضئ بعض الظلام.... يظهر كساء الغموض بعيناه التي تدور في المكان، وتوقفت عندها، يتاملها في برهة، شعر كثيف الشيء ولون الصلات الذهبي يسطع مع الضوء في تناغم، ورثته هي وابنة عمها من جدتهم الكبري، يقولون كانت خارقة الجمال، زينت الشفاه بالحمرة الخفيفة التي تناسب صباح الربيع الذي يخرج من ثوب الشتاء والقسوة، فستان قد طال ببعد الركبة باتساع لاحظه منذ أيام، ولكنه يضيق من الخصر ويبرز جزء تلك الانثي، اكمام لم تكتمل وقفت عند المنتصف..... لتقترب هي منه وبأن عطرها الفرنسي الذي عشقه، ويخصه ويمتلكه لحاله، لتلاقي عين مرهقة بعيون أتت من جنيات الربيع، لتزيل جزء من ثوبه لتمطئن على جرحه وقالت بعملية : هغيرلك عليه...
ووقفت لتأتي بعلبة الأدوات الأزمة، اوقفها يد، التي تمسكت بضعف بمرفقها وصوته يخرج عجوز، ينافس لهيب آخر داخله : لوجين ، تلتفت، فتهبط لمستواه وتجلس مقابله في تعجب وسؤال : محتاج حاجة
بينما اختبئ ظلام عينه بكثافة الشعيرات الحمراء التي أحاطت بظلامه بؤبؤه، وجه صاحب وعقل فقد التحكم، يميل علي كتفها، اجلفها الفعل، وهدأت لثوان تتدراك الموقف، هو مغيب في تعبه، تلك اللحظة مصهور يتشكل بينهم، وبعاطفة انثي يريدها كل رجل، ضمتها بحنو ومسحت على خصلات شعره، تخللت يدها خصلاته السوداء، وربتت بحنو بيدها التي كانت تضمه، ولكنه اغمض عيناها، يخفي تاوه منه بصمته، ربما يلؤم حاله علي حالة ضعف باتت منه واضحة، ولكن ذاك الدفء الذي منح له، الأمان الذي يفقتده، اجتياح داخله، هدا بلمسة منه، كان يتسائل يوما، ماهذا الحب الذي باع ابيه من أجله كل شيء، ولكنه عندما إدراك اول الخطوات بات يشفق عليه من العقاب الذي انتهي بمصرعه بيد والده...........
...... وفي حال آخر، انتهت اخته والخدامة من الإفطار، وأتت لتخبرها، لتري المشهد من خلال الباب المفتوح، لتغلقه بسكون وترحل.... وتنزوى ابتسامة منها، فهناك قصة بالجوار، قصة مهما اكتملت لن يكتب لها الكمال..................
...................................................
بعد الانتهاء من اللعب من صغير أخيه الراحل، صعد غرفته ليغتسل وليرافق ابن أخيه في جولته لعودة خطيبته روفيدا........ لتقف هي عاقدة ذراعيها وتقف في إحدي الزوايا بحاجبين معقودين ووجه يشبوه الغضب، تلتفت العين لتقول هي بشيء من الاستياء : مين هالة
مع بداية العاصفة  الهدوء كان دائما حليفه : حدوتة قديمة....
لتشير إليها بشيء من الغضب : من حقي اعرفها
تعجبت ملامح وجهه. وربما أظلم قليلا ليقول : حقك كأي...
سقطت عنها جزء كبير من قوتها، ليقسو هو قائلا : انتي مش مراتي عشان تسألني باللهجة دي، وانا كذبت في حاجة، ويكمل تصفيف خصلاته : انتي متعرفيش حاجة ، واسري الحرب أو غنائمها، مالوش حق السؤال...
اكمل حلته ورحلت، وسط جمودها،بكلماتها اوجعها، علي حافة الفراش جلست تستريح وتهدا، تتنتفس سريعاً، غلبتها الدموع في انكسار، لا تستطيع الإصلاح ولا التدمير، الاقتراب مهين، والابتعاد قاسي ومهلك، وهو فلاذ تجمد كل مافيه حي، وان أشرق جزء لها، فقد قتل.... لتميل في زوايا مختلفة، وتري صورة قديمة له تجمعه باخواته، آخر من تبقي من العائلة صورة تجمع الوالدة الراحلة واخويه الشبان من رحل زمن تزوج ومن فقدت ولم تعد.... قلبت الصورة علي وجهها، وفتحت خزانته، وفتشتت في محتوياتها، ولم تجد من يشفي فضولها، لتقف وسام أمام مشهد من حيرتها، وانقلاب المكان رأسا على عقب، وهي عادة ذراعيها لتقول بصبر وقوة : كانت حبيبته يا زهر....
ورحلت، وسط دهشة من الأخري، صدمة اتت بها بتعجب، وزوجته من كانت، تركت غلاف التحطيم ورحلت خلفها بخطوات سريعة وانفاس متعاقبة لتوقفها بصوتها بندائها : وسام، استني....
............. التفتة من عبقة كل القصص، خنجر في المنتصف، ثمين ولكنه جارح، يحارب من أجله ذوي القوة ولكنه يحطم كل مقتربيه.... تقف في مواجهتها وهي في حالة صمت تنهدت لتقول : هالة، كانت حبيته قبل جوازه، ولكن سابها، لأنها كانت قريبة عدو جدو.... والشخص دم امي وابويا لسا ريحته في ايده
سؤال آخر : ليه عدوه، ولي محاربش عشانها...
عيون لمعت بعض الدموع : في حرب مينفعش ندخلها..................
...... ورحلت لتخفي بقايا انكسارها، كل الأركان تحمل آخرون تحملوا نتيجة عشق بدأ بنظرة وانتهي بتهور ومغامرة، أو هروب أو حياة جديدة لم تكتب. ولم تقدر كل سكان.. .......................
...........................................

خطايآ المارد، الجزء الثاني من سلسة معزوفة العشق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن