الفصل الحادي عشر.... اختطاف..
العمر لحظة تمضي باختطاف، فانتبه جيدا.....
..........
طاولة يوم العطلة مهمة، وضع طعام الإفطار وحضرت سلمي وشادي وسط حديث جانبي من الفتيات مع وضع الطعام ومشاكسات... جلس الجميع وبدأ تناول الطعام... ليقول مالك وهو يلقي أوراق اللعبة علي الطاولة بدون حساب : ترنيم، متقدملها عريس...
لم يهتم ابيه وقال بسخرية باطنة : واي الجديد
قطع كل المجالات الأخري : وهي موافقة عليه وانا سألت عنه
هدر بشئ من الغضب : وانا اندفنت بالحيا صح.
لم يلبس لثوان وتناول إحدي اللقم ببرود ورفع راسه يتلذذ طعامها : البيض بالبسطرمة جميل تسلم ايدك..
حددت نظرات والده وتملك الغضب منه وقال بصوت فحيح : مالك انا بكلمك...
انهئ الحوار والطعام : ماعلي الرسول الا البلاغ يا سمير باشا...
وأخذ معطفه قائلا وهو يوجه حديثه لزوجته : هطمن على حكيم وهرجع على الغذاء، عن ازنكم...
............... نظرات صامتة بين الإنكار والصدمة، لا شيء دفن، مالك في كل فترة يوجه لأبيه ضربة تساوى الف ضربة من سواطه الذي اهلك روحه قديمة، من ظلمه واتهامه الذي احرقه،هو من خلق الجفا حلا، هو من حرم عليهم الراحة... وهو من عمله عدم النسيان، فليجني الثمار............................
.......................
جلست بجواره والدته تطمعه طعام إفطار وهي تجول وتصول في الحديث عن أي شيء، ووضعت لوجين كأس من الشاي لها وكأس عصير له، وخرجت ولتجلس التي قالت : مدايقة...
نظرت لها بتعجب قائلة : من أي
ابتسمت باستهزاء على إنكارها وقالت بوضوح : بتكلم عن ماما...
هزات رأسها بالنفي : لا عادي... اعملك كاكاو ولا قهوة..
ضحكت قائلة : لا انا بحب الكاكاو عادي...
مزحت قائلة : عيلة صغيرة
لوحت بيدها قائلة : عادي هفضل احبه برضو...
.... ضحكت الأخري ودخلت لتعد المشروبات بهدؤء، فطرق الباب، لتفتح الخدامة ويكون القادم مالك ليقول وهو ينظر أرضا مستئذنا : حكيم موجود...
هزات الخدامة بالإيجاب قائلة : سي حكيم في أوضته، اقوله مين...
وهنا استندت مروة على عكازها قائلة بحبور : اتفضل يا مالك، وأكملت قائلة : بلغي حكيم انه وصل يالا..
واوصلته للصالون قائلة : لحظات وهتعقد معاه..
جلس شاكرا : متشكر خدي وقتك ...
........ ورحلت لأخيها، لتقطع حديث الخدامة قائلة : صاحبك برا...
سر بداخله لرؤيته ولكن تعكر صفوه في نفس اللحظة، بلع حلقه يترجع علقمه قائلا ببعض الشرود : هقومله...
فمنعت الأم قائلة : تقوم اي، ارتاح خليه يقعد معاك هنا، الأوضة مالها... وبعدين مالك مننا وعشرة سنين
صوته كان اقرب للهدر : لا يعني لا...
سكنت اخته بقربه وقالت وهي تنظر لها وتهدئه وتهمس : خليه يدخل يا حكيم، مالوش مش طرف وجوده أو عدمه مش هيكون خطر أو حل......
نظر لها يخفي صدمته ونيران غيرته الحبسية... ليذعن لرائهم قائلا بمرارة : خليه يدخل واطلعوا انتم برا....
............. وهنا خرجت ووضعت كوؤس المشروبات الساخنة لتلمح طيف مالك وهو يدخل غرفة حكيم، لتتجمد لحظة وتقول من خلفها ام حكيم : روحي شوفي ضيافة ابن عمك بدل ما انتي واقفة كدا، هو مش من أهلك برضو....
تجاهلت غلظة حديثها وقالت : هغيب لحظة وارجعلك
وابتسمت مروة قائلة : وانا هشرب الكاكاو.....
.......... وبعد التحية و السلام والاطمئنان ومعرفة بعض تفاصيل الحادث، قطع الحديث طرقتها، لتدخل وسط تلسيط نظرات قاسي منه، اما مالك كان ساكن قائلا : عاملة ايه يا لوجين....
يشاهد ينتظر رد من هذا الوجه الصامت، لتفاجئ نفسها قائلة، ان اللقاء الأول بعد كل ما حدث ليس اسؤء شيء، هو لك تهتزا لحظة ولا تتأثر، لا تشعر بهذا البشر بأي شيء، ربما نسيت وتركت لعبة الامتلاك لتجد لعبلة الهروب ، واليوم تريد إيجادة لعبة الكذب، لتجلس بجوار حكيم بهدؤء وعيناها شامختان تعبير وجهها لا تكذب حتي في التقني ولمعة عينها لا تدري كانت صدقا ام كذبا ولكنها ثارت وقالت : احنا كويسين، انت وزمزم عاملين ايه..
أدرك أن ابنة عمة سوف تدور بين الألعاب كثيرا، حتي تقتل بأحدهم : احنا بخير واحتمال نكون مستنين ولي العهد...
لتلقي بقسوة : هيكون من أملاك عمي خد بالك...
سخر قائلا : متسبيقيش الأحداث... ....
أنهت قائلة : خير، المهم تشربوا اي...
انهئ الحوار بطلبه : شاي سكر برا.......
....................
زينت العروس، اليوم الخطبة، دخلت هالة الغرفة قائلة : زى القمر يا روحي...
لوحة من الثلج كانت، فوقفت لحظة وقالت : انا جهزت...
سائلت للتقرير : جاهزة يا تنسيم....
صمتت وتقدمت اختها ومن خلفها العروس، وتقدمت الفتيات معاهم... لتخطو اول خطوات السلم والفتيات ينثرن الورود عليها بسعادة وغناء مع إيقاع الموسيقي، خطوات هادئة مثلها هذا الاسم الذي لقيت به، ليكون أول ما يقابلها الباشا بجواره ابيها، لتقف أمامه وتنتظر له بحيرة وبالف سؤال، ويظل هو بلا معني يعطي الأمر: نسيم، عريسك واقف..
اخفضت رأسها وأكملت طريقها بهدؤء، لتقف أمام الآخر الذي تعامل بكلاسيكة تامة وبهدؤء تام، قبل يدها بلطف وامسك مرافقها وجلسوا بهدؤء واتت اختها وبجوارها الفتيات بخاتم الخطبة الموضوع علي طبق ورورد ولتلبسها إحدي الفتيات طوقا من الورق يليق بثوبها الهادي من طبقات التل، ليمسك هو خاتمها اولا ويسحب يدها بطلف ويلبسها إياها، ويأتي العطا لها، وتمسك خانك الخطبة ببطء ويقدم هو يده وتتحرك يدها في تيه يدركه ويمسك يدها لتدخل الخاتم، وسط تعليقات عن خجل العروس، وزغاريط وموسيقي ومراسم أخري مرفقة باليوم....
.................................
دخل غرفته بعد عناء من السفر متعب، ليجدها تجلس والتلفاز يعمل بلا هدف، ليقول بهدؤء وهو يجلس بجوارها : زهرة انتي بخير....
نظرت له بغضب قائلة : توك لسالك فاكر ان ليك حرمة " دلوقتى لسا فاكر"
اعتذر بلا نقاشات من فرط تعبه : انا اسف جيت عليكي بس كنت بطمن على وسام...
وقفت بعصيان قائلة : مش يهمني، اشري لروحك بلاد للشكوى....
ليتنفس بتعب قائلا : عايزة اي يا زهرة....
نظرت له باستهزاء، ليكفيه صبرا، ويباغتها بنظرة غضب وسحب من مرفقها بقوة أشد وفجأة قائلا : زهرة اليوم اللي هتفتكري أن صبري فيه ضعف هتندمي... والقاها مكان جلوسها، ورحل... ليرتاح قليلاً..........................
.......دقت طبول العرس في منزل العروس، إيهاب الحديدي يتزوج باخري، فتاة جميلة حقا نعمة ولكن ليست سعيدة الحظ ابدا...... يري الجميع أن الحظ اوقعها بصيد وفير ولكن لا يسقط الا كل جميل... وين كتب الكتاب وسط العيان طلب الشيخ الشهود، ليكون اولهم أدهم وهو يضع بطاقته، لحظات وأعلن الشيخ الاثنان زوج زوجة، أعيرة نارية و زغاريط من النساء وغناء والضيافة تحول بينهم في رغد، وشارك كل أبناء العائلة، حتي القصر زين وجهز، ولكن هي لم تابي بهذا، أراد نسلا فليعطيه ما أراد، وتلهلكه هي، وسط بين الشماتة لا تتكرث... ولا تهتم، بكامل زينتها جلست تستمع لرقص وغناء الفتيات، والان جاء وقت استضافة العروس لمنزلها الجديد فقد وصلت الزفة إليهم، لتدخل بكل هدؤء مع هدير وفتون ولعبت حور دور المتفرج...... ليحل أشد الليل ويهدا الجو وينتهي العرس، وتبقي العروس في جناحها الجديد بها بعض الاضطراب والارتباك.... ليفتح إيهاب الباب بهدؤء ويغلقه ويتقدم لها، ويرفع تلك الغلالة التي وضعت علي وجهها كطقس، ليراها بجمالها والعيون الخضر بجمال الزرع في موسم الربيع، ويزيلها كاملة، لينسدل شعرها الحريري ويعطي جزء من وجهها، حمرة شفتها اعطتها حسنا مضاعف، والكحل اغوى وامتلك واسكر بسحر جديد لعيناها ليقول هو وهو يرفع خصلات شعرها للوراء : سبحان الخالق فيما اعطي....
اخفضت وجهها خجلا وخوفا، ليكمل وهو يجلس بجوارها ليقول : انتي من اليوم ورايح وحتي بعد ما اموت مرتي وباسمي وليا، كرامتك من كرامتي وطول ما انتي باقية على الود والسمع والطاعة يابت الناس هترتاحي، انا مبحبش الرط الكثير، وليكي عليا تطلبي البي كيف ما كان، اذيكي حتي ام ولادي هاخدلك حجك، اول الجواز لحد اسبوع كل يوم هبقي عندك، بعد كدا يوم عندك ويوم عندها... أو تلاتة وتلاتة...
نطقت من بين الحصار : اللي تشوفه...
وأضاف بهدؤء : وادهم ولدي، مرايدش مهما حصل بيني وبينه اسمعك منك كلمة متعجبنيش... مفهوم.
هزات رأسها بقبول.... ليبدأ عهد جديد..... وبكل سكون، في كل عين قصة، وقصة اليوم ذات أمس.....
...................
جلست بجواره تعانقه بدلال : مدايج
قال بكل جوراحه : لا، معملش حاجة حرام...
تابعت وهي تسكن في أحضانه : وامك مزعلتش عليها....
نظر لها قائلا يزيل خصلات الشعر التي غطت عيناها : الجزاء من جنس العمل...
نبرة الخوف كانت تقول : جولي وعد منكنش شبهههم...
قال مغازلا : عارفة اي المشكلة....
نظرت له بجهل : مخبرش يا ولد العم..
ابتسم وهو يحملها ليروى قصة : اني انا دائما اللي بحبك أكثر...
ليعلو صدي ابتسامتها علي عبثه وينهي خبايا علقه كل الباطن .....................................
......................
قبل نومه دخلت غرفته تتأكد من حرارته وتطمئن على الجرح كما أوصي الطبيب ليقول : كان وحشك..
لتجيب وهي تقيس الحرارة : مافيش عيل بتوحشه لعبة...
ليتهكم قائلا : خايف تشوفنا انا وانتي كمان لعبة
لترد بكل القطع والانهاء : احنا مينفعش نكون لعب مع بعض او نلعب مع بعض، لو لعبنا مع بعض واحد فينا يقتل التاني...
...... ووضعت الترومتير الخاص بالحرارة جانبا يعد تعقيمه ورحلت وهي تترك ضوء خافت وصوت خطواتها مودع... و راحل......
.................
ليقول عمار : خلاص هوفرلك فرصة تتكلم معاها
ليضيف حمزة شاكرا : اشكرك يا دكتور عمار...
لتقف هي علي بعد خطوات وهو يرحل لتقول : مش فاهمة بتعمل ايه
ليدخن قائلا : اكيد مش هيكون بحرمه عليكي
لتقطع حديثه الساخر : هيازيه يا عمار...
ليرحل مع طفله الذي عاد للتو من حضانته مبتسما : وانا بحب اتفرج......
..................................................................
.......................... تذكر بسيط لآخر ما حدث في سفره يبقي عقله متيقظا، في يوم وعلقه اصبحه عشقية ... شعور يلغي في جسده، الذنب ام الخوف، ام الخيانة، النوم رحل والليل من وقتها يؤرقه ويبكيه ، كل غلفة من عينه صفعة من علقه تصعقه، توقظه، يقف يتتصب عرقا، تعري أمام مراته، لا داعي ابدا للبس ثوب ليس ملكه، هو خائن حتي ان رحلت، خائن لروحه، ارتبك خطأ وأحدث حرقا وحربا هنا وكانت الإشارة دائما على قلبه.........
....... وليحكي كل شاعر، ما اهلك ليهلك الا قلبك....
............................
أنت تقرأ
خطايآ المارد، الجزء الثاني من سلسة معزوفة العشق
ChickLitكونك تعشق حق، ولكن الحصول عليه حرب.. وليست كل الحروب باصحابها..تنجو