الفصل الثالث، دموع الحقيقة...

1.9K 42 9
                                    

الفصل الثالث، دموع الحقيقة.....
.... بكي الحزن علي واجب الحقيقة، حياتنا مظلمة والحق موجع والذنب مؤلم والحياة الحلوة لا تدوم، والأحلام تموت وتتبدل، تحب وتموت.........
.....  صعد بسام غرفته برفقة مرافقه، والأرض تدور به، طفل له، وريث نقطة نور وسط الظلام... ظلام كحال أصابه وأصاب حياته ورحه، طفل من حقه ومن متي تنازل عن حقه، طفل من خطاياه.. تنفس بصعوبة بالغة، كاد يموت الما وسعادة في ذات الوقت ، يلتمس من أخطائه سعادته، يلتمس من ماضيه النور، هل ينكره وينتصر المارد أو يدفع كل المسميات جانبا ويقترب ويحتضن آخر قطعة من روحه... أشلاء الشمس نجوم ونيازك، وكلها محرقة ولكنها مضئية لا تنفي من النور والحياة، كل الأخطاء تغفر الا هذا يا عزيزى، هل تترك حالك لوحدك التي تخنقك، رويداً رويداً، لا تتمهل ولا ترتاح قبل تجعل انسانك يغلب الحرب وتحيي سعيد ابد الدهر...... توقف ثانية قائلا : بلغ حمزة انا جاي معاه بليل... وبلغ الغفور اني راجع مزرعتي وارضي.... ولم حاجتي وعلاجي... وحاجتك...
فقال المرافق بهدؤء : علي فين يا باشا...
بسام وهي يتحرك بكرسيه... البداية، الحياة وعمرها ما هتكون هنا.......
وفي الأسفل.. قالت روفيدا... مافيش مشكلة اننا ناجل اي شيء فترة طويلة لحد ما بسام يخف
حمزة بهدؤء... بسام عمره ما هيخف...
روفيدا بهدؤء أشد.... لما يقرر يعيش ويتعامل وينزل ويخرج هيبقي خف حتي لو ممشاش ومشافش تأني... المهم روحه تعيش ويكون ليه امل يعيش عشانه دي الحياة...
_ الفلسفة اخدت من عقلك كتير، واتمني تكون الفلسفة دواء لكلامي دلوقتي معاكي
تابعت بدهشة _ اي كلام ...
_ انا حاسس اني اتسرعت في كل حاجة...
_ زى اي
_ زى ارتبطنا، مش عارف حاسس بشيء ناقص...
وصمت... فقالت هي : كمل سكتت لي
حمزة بهدؤء : معرفش، صدقني معرفش، اللي حصل لبسام لغبط كياني، مبقتيش عارف حاجة...
_ محتاج وقت...
_ محتاج ابقي لوحدي..
بهدؤء رغم الحزن : تمام، اشوف وشك بخير....
حمزة بشيء من الدهشة والغضب والحيرة في أن واحد وبنداء قال : روفيدا.. روفيدا استني
روفيدا وهي ترحل دون النظر خلفها... فرصة سعيدة، يا حضرة الضابط...
... خطوات أشبه بالركض.... وتوجهت لسيارتها سريعا رغم ندائه، ولكن رحلت، الشعور بالرفض مؤلم وخاصة أن كان في البدايات، فالرفض بعد القبول كذبة وقحة....................
............... يجلس في حديقة منزله ينهي عمل من أعماله، وينتظرها... يأمل أن تأتي، هل تقبل بالتضحية هل ستعود. هل يتكمل الحرب معه ام سوف تتركه في المنتصف... لحظات حتي آن جرس الباب، يسبق الخدم إليه ولكن يخيب ظنه فوجده احد العمال ببضائع المنزل من مستلزمات... كاد يصفع الباب في وجهه ولكن تحكم في أعصابه.... وجلس بشئ من الغضب، فقد روحه المرحة وعفويته، التوتر يصنع منك رجل الئ، رجل لا يرتاح يعمل ويفكر بلا توقف... وعادت رنة الباب... وضجر وامسك أوراقه وكاد يرحل... حتي سمع صوتها مع حسيس وهمسات الخدم عندما قالت : شادي...
التفت بعدم تصديق، وسقطت اوراقه من يده كطفل فقد رسومات عندما عادت والدته بلعبته المفضلة ولكن شوقه الحقيقي كالشوق لوالدته الغائبة منذ مدة لتعطيته لعبته وهي حياته من جديد.... اندفع يحتضنها بشوق جارف... في البداية لم تكن إلا تماثل ولكن أضافت بعض الحنان لشوقه... وضمته قائلة... : شادي انا تعبانة ممكن نعقد...
شادي بتلثم... طبعا اتفضلي، يلا هاتولها لمون بسرعة... وامسك يدها بحب قائلا : اتفضلي... وحشتني جدا، وحشتني اوووى...
سلمي بهدؤء... وانت كمان، بس...
شادي بهدؤء... الحقيقة مش كدا...
_  وأكمل قائلا : رجوعك هنا وجعك يدل على حبك ليا، وانا مستحيل اجرحك، بس انا خبيت شيئ كنت دفنته وحسيت انه مش مهم، بس هحكليك، دينا المرشدي كانت مراتي فعلاً، اتجوزتها بس دا عشان سبب وسبب مهم جدا، ولا شهوة ولا نزوة ولا اعف نفسي ولكن شغل، انا اول اشتغلت في مجال الأدوية كنت عايز بالفلوس اللي قدرت اجمعها وخدتها دين من والدي اني اقدر افتح مشروعي  وكنت طمعان في توكيل شركة معين، الشركة دي ماركة عالمية ومافيش عليها غلطة ومن خلالها اكون كلت السوق في الشرق الأوسط كله... لو ووصلتها، بس بدأت وكافحت... ومكنتش بنام.. عشان اعمل سمعة وكرير مناسب عشان اقدر اخذ توكيل من الشركة واكون موزع ليها... ولكن وقف في وشي شيء مهم وقت التقديم قالها يومها المدير التنفيذي ليهم، أن انا سمعتي كويسة ومافيش ورقي غلطة وانا يقدورا ياتمون اسمهم... معايا ويقدر ياخد بس لو كان معايا جنسيتهم... أمريكي... الجنسية هاخد التوكيل... وكان لطيف معايا وادي ليا مهملة اسبوعين والا احاول كمان خمس سنين.  ... فرصتي حلم عمري كل شيء بيختفي، فرصتي اني اكبر بتروح، وفجأة افتكرت دينا المرشدي، من أصول عربية ولكن والدها أمريكي... وكان عندها إعجاب، عرضت ليها اغرتها بالفلوس واتجوزنا... وسعيت بعدها اخد الجنسية... ولكن حظي العسر... ان وقتها حصلت مشكلة ان حد عربي اتجوز أمريكى واخد الجنسية وفي مشكلة إنكار نسب ووقفوا وقتها الاخد... بمواضيع الجوازات، دماغي وقفت... وهي حاولت بمعارفها  تعملي الباسورد الأمريكي... وقتها... ولكن الحظ واقف... مكنتش عارف اي غير أننا أنجح واخد التوكيل اللي هيرفع من اسمي شركتي... ووحصل ودخلت شريك اجنبي وقتها..... ينوب هو الشركة، عشان ناخد التوكيل... واديته نسبة صغيرة... وهجرتها فترة... ولكن رجعت... تطالبني بحياة طبيعية... قولتها وكنت خدت الجنسية.... وقتها اقترحت عليها الطلاق بدون مشاكل، وفجاتني بموضوع الحمل ولكن قولتها خلاص هاخد الطفل وعيشي انتي براحتك... وهديكي فلوس حلوة....
وقاطعته قائلة : قتلت ابنك...
أضاف مسرعاً : مقدرش، دا مهما كان ابني وحتى مني، رغم أن علاقاتها كتير واشك انه فعلا ابني وقتها، ولكن الهانم كانت و مازالت مريضة بضعف جدار الرحم وكان الحمل في شهوره الأولي، وفكرت تلعب على موضوع الضغط النفسي...  ولكن انا نفضت... وقولتها هاخد ابني بعد تحليل Dna  غير كدا... ورقتها هتوصلها... ولكن مافيش...  فائدة... وبعدها بكام يوم، جالي اتصال آنها راحت المستشفي وحصل إجهاض، بس ان حد اتهجم عليها في الشقة، بتقول حرامي... لكن انا مركزتش... اديتها مؤخرها وبلغت المحكمة برغبة الطلاق، وانفصلنا... ورجعت مصر بعدها بكام شهر... وبعدها بكام زيارة، شوفتك وحبيتك وحسيت أن مش بس انتي شبه اختي لا انتي كل حاجة مني، أنني اكتر حاجة محتاجها الفترة دي وسنيني كلها... وثقتك دي غالية اووووى يا سلمي.... وقال آخر كلماته وهو يقبل يدها بحب، ويندفع لاحضانها مثل طفل صغير قائلا وهي ينظر لعيونها " مصدقاني صح..."
إبتسمت قائلة : خبيت لي
شادي بهدؤء... معرفش خوفت اخسرك، خوفت من حاجات كتير وحسيت انها مصلحة وخلصت، والمهم انتي، انتي هتفضلي مش كدا...
قالت بحزن شديد : الدكتور بوظت فرحي
أسرع قائلا بحب : اعملك غيره واحلي كمان...
فقالت بهدؤء : مش عايزة غير انا محدش يسرق فرحتي، ولا سعادتي...
صحح قائلا : سعادتنا...
..... ابتسم لحديث... واقترب هو منها، ليطبع قبلة شوق جارف، رغم قولها الملئ بالخجل " شادي الناس..."
فتابع قائلا : واخدين اجازة من اول ما جيتي، دي وعدي ليهم، وفيت بيه، دور وعدك بقي..
سلمي بخجل... شادي كفاية..
شادي ولا يختطف قبلته بهدؤء : تعبان اوى يا دكتور، محتاج اخف...
لحظات ثوان، واتبع قبلته بعناق، لتسرسل لرحلة أخري، كانت الرحيل ولكن شوقها لانتصاره  غلبها الحين، رغم صراخ ولدتها ورفضها ورفض أخيها لفعلتها ولكن ذهبت ورحلت لتخوض حربا على سعادتها... أما تكون الفائز، أو تدمر كل الطوائف....
....................
صدمة طفيفة من ال  حسان، لعروس فاضل الصغيرة... ووداع صغير منه، ليزور ابنته وسام، ابنة شقيقته... رحل سريعا، يسابق الرياح والناس وكل شيء... فقالت سنية بهدؤء..  معلش هو هيطمن على وسام وراجع...
فقالت بشئ من الجهل... بنت اخته صح.  .
فقالت سنية بهدؤء... الله يرحمها، هسيبك ترتاحي في جناحه... خدي راحتك...
.........  وتركتها تفقد الأجواء والارجاء، فوجدت في احد الإدراج صورته هو وزوجته السابقة، كانت  جميلة.... وتجولت في الجناح، لا تنكر الغضب ولكنها لا تستطيع نكران الحب.....
............................
طرقة خفيفة على باب غرفتها... لتقول : اتفضل...
فوجدته هو.... لتقول بهدؤء... دادة حليمة، سبينا لوحدنا شوية لو سمحتي...
اومات برأسها... وخرجت.... ليجلس هو علي طرف الفراش وفي يده صندوق متوسط الحجم.... " كنت عايزة تعرفي الحدوتة"
فقالت بلهفة.... عايزة، آخر لعبتك أو لعبتكم كلكم اي...
.... فقال بهدؤء... الحكاية علي ما قد هي بسيطة علي قد ماهي معقدة، متعرفيش فيها الصح أو الغلط... بس دي الحدوتة، عرفتها وحفظتها ومافيش غيري، يقدر يقولك عليهآ... كلهم خافوا عليكي..
بس تقريباً جه الوقت المناسب...
... "  انا سامعك..."
من اكتر من ٢٥ سنة، عمي اتخرج وقرر يسافر...
وقال لجدي...
" يابوى ارجوك سبني اسافر، وهرجع اعمل الشركة اللي وعدتني بيها وهرفع اسمكم لفوق، عارف انا في دماغي مشاريع كتير، بس عايز اقعد فترة في السوق اشرب الشغل ، عشان اغرقه قبل ما يغرقني...
الجد بهدؤء... بس يا ولدي
مهيب وهو يقبل يد والده.  ... مبسش، انا نازل الفجر بإذن الله... اشوفك بخير يا غالي.. هروح اسلم على أخوى ولاده عشان هتوحشهم...
ابتسم الأب وترك طفله الأكبر، يغوص في خبايا العالم، ليصنع عالمه وحلمه.... مرت الايام متنقلا بين الشركات... حتي وجد شركة ثقيلة في الأسواق فادرك غايته والتحق بالعمل فيها، كان العمل في بدايته ولكن بضعة وقت، بدأ نجمه يلمع... حتي جمعه بها مشروع العمر والنهاية، فتاة جميلة ومشرقة، قمر يسطع بلا توقف، خطف نظره، حلم جميل تشكل في خياله، تكونت الزمالة كصداقة، ولكن شملت الحب الأكبر بالنسبة له.... بدأت روحه تتعلق عن بعد ولكن صدم بخبر الخطبة من آخر تحمل وابتسم، وقال إنه النصيب... رأي الكثير من المشاكل في خطبتها وشرودها الحزين في بعض الأوقات بل معظمها... أكثر من مشروع تنازلت عنه، هي مازالت تتدرب، ولكن توقف نشاطها، توقفت حياتها ، أصبح القمر محاق مكمتل في هيئة قمر ولكن مظلم.... سنه أكثر من مرة خلاف بينهم وشجار.. وكاد ينتهي في إحدي المرات باعتداء عليها.... ولكن توقف لهم وأخذ العراك بينهم مجال واسع انتهي بالجروح... وصفت صف زمليها ملقية خاتم الخطبة في وجهه أمام الجميع، طالبة منه الخروج من حياتها للمرة الألف ولكن بدون فائدة.... نظرات كانت بالوعيد لا أكثر... ونزل احد الحرس بأخذ حاتم الخطبة، عندما خرج وهو لا ينوى على خير مطلقا....
بينما شكرته هي قائلة : متشكرة يا مهيب واسفة على اللي حصلك، بجد انا اسفة ...
مهيب بمزاح... كله عشانك يا قمر يهون...
قالت بصدمة... نعم...
ضحك بخفوت قائلا وهو يضمد جرحه... انت بالنسبه ليا اسمك قمر...   
ابتسمت قائلة... شكرا واسفة على اللي حصلك...
وغادرت، وعادت قليلاً مثل بداية رؤيتها... حتي وجدها مرة أخري حزينة... فقال لها بالتماس " انت كويسة يا وسام"
وسام بحزن شديد... تعبت يا مهيب، تعبت...
مهيب بهدؤء... اعتبرني اخ واحكيلي ممكن اساعدك...
وسام بدمع خائن... حياتي اتدمرت... وبتتدمر اكتر... مش عارفة اتصرف.... رمزى انا فعلا نهيت معاه علاقتنا بس هو مصمم يفضل في حياتي غصب عني، مش قادرة اتحمله.... وهو مصمم يخقيني وكله بيقولي اديله فرصة وانا بموت مش قادرة اتحمله، كرهته... خصوصا لما فكر يمد ايده عليا قبل كده... بحاول افهم بابا، بس عمره ما هيقدر يفهمني... حتي دائما بيقولي بالعقل.... هنحلها بالعقل واديله وقت وفرصة.... وانا بس اللي بتازى...
مهيب بهدؤء.... كاخوكي بنصحك تواجهي، وتختاري..
وسام بتحسر... كاخويا، وهي دي اول المشكلة...
قالت جملتها ورحلت... وتركته عدة ايام في حيرته... حتي قابلها وقال : نورتي التدريب....
فقالت بهدؤء.... لغيته يا مهيب مش هقدر اكمل...
مهيب بحزن... مش هشوفك تأني...
وسام بحزن... مع ان دا صعب... بس للاسف اه...
بحسرة تابع.... هتتجووزيه...
وسام بهدؤء... اكيد لا.... بس هشوف حل، هكلم بابا..
وهحاول الغي كل شيء...
مهيب بهدؤء... وانا هفضل جنبك... معرفش دا صح ولا غلط... معرفش هقدر اعمل كدا إزاى بس انا جنبك علطول....
وسام بهدؤء وابتسامة...  ونعمة الأخ.... ورحلت.... ولكن في احد الايام اجاه اتصال قبل رحيله... لبلاده، ليجدها هي... ليسرع ملبئ طلبها بلقائه.... وجدها تبكي حزينة، فتالم قائلا :  وسام انتي بخير...
وسام بألم.  .... مافيش فائدة دي مريض يا مهيب مريض...
مهيب وهو يمنحها منديله ليمسح عينها... اهدي وكل شيئ ليه حل..
صرخت قائلة... مافيش حل، الوضع مالوش .. تتخطب لحد مناسب وكرهت وحبيت حد تاني، حاولت اسيبه وهو مش عايز... مهيب انا بموت... فاضل في الجيش هو اخويا مصطفي.. بابا مشغول عني وماما تعبانة وبتهتم باخويا الصغير وانا بغرق... مش قادرة اكمل كدا... بابا مش لاقي حل قدام أهله... انا بس بدفع تمن الخطوة دي...
مهيب بهدؤء ولكن داخله يتألم ... خلاص... اهربي وعيشي مع اللي عايزه... رغم أن دا لو حصل في بلادي تمنك القتل...
وسام بدموع... اهرب معاك واقتلك بذنبي...
... لحظة منح العشق، ثمنية ولا تصدق... وقف واجما، مصعوقا من صدمة اعترافها... حاولت الرحيل خوفاً، من عدم تبادله معها نفس الشعور ولكن خيب ظنها، وهو يحتضنها بهدؤء... ولكن غضب الآخر، فجائهم برصاصة كان مرادها هو ولكن هي اخذتها وأصابت كتفها من الخلف... وسقطت صريعة بين يديه... ليصرخ باسمها غضبا... ويصدم الآخر بفعلته... وتنقل للمشفي وسط صدمة وخوف ومشاعر حرب ضارية...
...................
.... لحظات حتي خرج الطبيب مطمنا أن الإصابة خفيفة ولا بأس ،  ستكون بخير؛...
............................ ايام كان يختلس فيها الزيارات لها، مبتسم وسعيد.... وصقعته برغبته في الهروب... انه لم يتركهم لحالهم... هي غدا سوف تعود للمنزل ومن هناك سوف تغادر، هي الآن في حال أفضل، واخبرته سوف ترحل بوجوده أو في غيابه... واخبرها انه معها للنهاية ولكن أخبارها أيضا بخطبة أهله... كمفاجاة أو تقليد، الأهم من هذا، انه لم يكن إلا اليوم من رسائل أخيه له، تتطالبه بالعودة ولكن لن يعود من دونها........ وافقت ووثقت به وعملت حتي خطب أو تزوج آخرها ولكنه لها في النهاية ولكن السفن تسير بما لا تهوى السفن مطلقاً.... خطبة لشخص مناسب في كل شيء إلا سلوكه وشكه معها، فتركها قلبها وبقي مع آخر في أول المواقف صعوبة.. رفضت لارتباط وحاولت مرارا وتكرارا فض الأمر ولكن مدلل العائلة كيف يرفض له طلب... وهي تسحق وتدفن يوماً... تحب آخر ومرغمة على البقاء مع آخر... لحين أن يجد والدها حل لتلك المعضلة... ففي عرفهم القاسي، لا يوجد وقت ولا مكان للمشاعر.. وان الأمر نسبة وتناسب، تجاهل ابيها أوقات كثيرة صوتها العالي متحجج بقلة خبرتها ولكن الآن هي... قررت الا تركك لعقلهم البطئ، حياتها التي تفقد.... علم الآخر أمر الهروب وتراقبها بالمرصاد... وعند خروجها حين تأكدت من سفر والدها.... تابعها كاد يقتلها... ولكن منعه طلقات رصاصه الطائرة أخيها الأكبر فاضل صارخاً فيه.... حاول منعها ولكن عليه محاولة إنقاذها، ليأخذها  مهيب من وسط الأجواء... تحت امر فاضل قبل تجمع الرجال ونهايتهم... دار عراك بين الرجال وبين فاضل... انتهي بشجار بمن يتحكم بقتل الآخر، عن طريق هذا السلاح الذي يتشاجرا عليه... لياخذه فاضل عنوة ولكن شدة الضغط ورهبة الموقف، انسيت فاضل الا يضغط علي الزناد حتي لا يسقط الآخر... صريع مصاب... بإصابة في عنقه قضت على حياته في دقائق.... سقط سلاح الحراس جميعهم في صدمة كبيرة.... وركض الراغبي الأصغر المعروف بالباشا، لأخيه مصدوم، قتل من أجل فتاة هربت من أجل رجل آخر، ورب العرش ليذقئهم الآلاف كوؤس الندم... تنفس أخيه آخر أنفاسه بين يديه وهو يحاول حمله وإنقاذه ولكن نفذ أمر الله... ليشتعل قلبه قهرا وقسوة .. ليدرك أن بحار الدم لن تكفي لتعوض حق أخيه.... بينما هرب مهيب بها بعيدآ عن تلك الحرب... وعقد القرآن... سريعاً حتي ان لحقوا بهم لا يستطيعوا معهم شيئا، ورغم الفزع والمآسئ ولكن تم الزواج وأخذ بعض اللحظات للعالم لهم، ليسكن خوفها الدائم، هاهو يعد للسفر بالخارج، محاولا إيجاد حل، ويجد لها مكان آمن عن فلل الطريق الصحراوى ومزارعه وخاصة وقد فاض بابيه الكيل بسبب طول غيابه.... وحين قرر القرار الافضل.... جاءت الصاعقة في خبران أولهما قولها " مهيب انا شاكة اني حامل" .... والخبر الآخر طرقات شديدة من الحراس لتنهي بطلقات نارية في الأجواء... واقتحام مفاجئ... وقتال من رجال مجهولين... يتني بتقيدهم يدخل هو بثياب الحداد قائلا : هو دا اللي بعتي اخويا عشانه ... الحب عظيم وليه لذة خاصة وخصوصاً لو في ريحة خيانة
بكت قائلة... ابيه راغب، الباشا ارجوك اسمعني، قبل حكمك ارجوك متذهوش...
بغضب قال... واخويا اللي اقتلت بسببك، اي... وكمان خونتيه وهربتي......
بكت قائلة... ارجوك كفاية واسمعني

خطايآ المارد، الجزء الثاني من سلسة معزوفة العشق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن