...الفصل العشرون.....
......... .قَالَ الحق تعالي:
بسم الله الرحمن الرحيم....
....
"سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا ۚ بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ،"
.................
وفي ذكرت الصحف المكرمة
بسم الله الرحمن الرحيم....
"اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى* قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي* وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي* وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي* يَفْقَهُواْ قَوْلِي* وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي* هَارُونَ أَخِي* اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي* وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي"....
صدق الله العظيم.......
....... والعضد من القوة، والأزر هو الظهر، كلها معاني للقوة خصت بها الأخ، فهو الشريك بلا منازع. والسند عند الشدائد، والقوة والرفق والحنين. ذكريات الأمس، والغد واليوم، هو الوطن، جزء لي، وجز له... روح مني لست أنا، روح تجرح معي وتبتسم، تسعد لي، وتحزن عندي، تأخذ استراحة من الحياة في أحضاني، يدركني عند المصائب، الانكسار، يوفقني عند الأخطاء، صفعته عند الغضب والذنب، قوة حق، لا انكره، فخري وعزة وأماني، كان آخي... وأول ذنب وضع في الأرض لنسل الأرض كان في حقه... ولكنه يظل، فالنبي يوسف غفر بعاطفة اخ... ورحمة بني، وندم القاتل الأول من نسى آدم، بعاطفة اخ، فداحة ذنب...، وذهب النبي موسي لفرعون مطمئنا في رحال اخ ورعاية الله...، والكثيرين من أبناء البشرية، ليخق لهم القول، أن تنصر باخ، أو تموت ابد الدهر حزينا
............ مكث الآخر في غرفته صامت، منطقع الحديث، والطعام والشراب، بين الحين والآخر، يحتضن آيات الذكر بقرءاة.... وقد وقف عند دعاء
بسم الله الرحمن الرحيم
"۞ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83".....
ارتفع صوته في دعائه، مكررا في تيه والم " أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ"....
عبرة ساخنة فرت من مقلتيها، وقالت تطمئن : كرم انت زين.....
صمت مجددا، يضيف تكرار صامت وعيناها على نفس الآية....... تنفس حار وضيق.... أقسمت له انها لم تصدق الحديث، تثق به وتحبه، تسعي للحياة معه ابدا الدهر، لكنه لا يتحدث لا يجيب... نقرات هادئة تتسم بالخجل على باب الغرفة، رفعت وشاحها وانطلقت تفتح الباب وهو مازال صامتا، لتجد الاخ الأكبر، معتصم...... نظرة حزن في العين انتبه لها، ونظرهم يطرق للصامت.... استأذن قائلا : هستاذنك هجعد حدا أخوى... ولو يزيد كرمك بلجمة نتجوت بيها....
اخفصت رأيها واذعنت لأمره ورحلت.... وهو جلس بجواره قبل كتفه قائلا : اتوحشني، صوتك الزين....
وحمل الكتاب المكرم من يده وقبله... ووضعه جانبا باحترام شديد وانتبه له أخيه ببعض الغضب : محدش هيجربك، طول ما في الدينا اسمي، انا مصدجك انت برئ، انت أخوى، وفداك الدينا...
تنفس حطين ومختنق منه... ومال علي كتف أخيه بصمت، فضمه الآخر بحب وحنين قائلا بصدق وحب واحتواء : هتروج يا سندي... متخافش... وربي وربك هتروج....
كل منهما يعزى حال الآخر، أحدهما فقد الحب والأمان فقد وطنه، والآخر وصل لنفس المحطة... سيدهس القطار الجميع.... ولن يبقي أحدا.. نظرة بعيدة من أب ابتسم... فاليوم وان أخذت الأمانة، فهو مطمئن....... مطمئن حد الكفاء والعدل والرحمة....
............................
دعوة من الاب لابنة، ابنة تلعن غضبها في صمت، تابي الإعلان عنه، وقول شيء... تصرخ وترفض... صمت فقط ولابد.... طلبها وحضرت في وجوم ، يحمل بين الطيات غضب..... لتقف أمامه، وتتركهم الأم امتثالا لطلبه.... وقال وهو يحرك كرسيه ليرها بلطف : اجعدي أهنه يا هدير...
بنفس الصمت جلست، وقال حزين : بطلتي تطلي علي، كأنك ضامنة بكرا... وأكمل بقلب اب : خابر انك حزينة، وجلبك محروج، وروحك فاتتك، ومستغرباني... وانا مش هكدب عليكي واجولك مكنتش خابر، لا أدهم خبرني من اول الكتاب... لحد الحبل.... "برفع الحاء".....
لمعت الدمع في عينه، فاقترب وضمها، بتقول بانكسار تم تأجيله : مكسورة يابوى، وانت كسرتني معاه...
يشد من ضمها قائلا : لا وعاش ولا كان اللي يكسرك يانور عيني..... وتركها تبكي حد الكفاءة، لتظل داخل احضانه حراك، يسمح علي خصلاتها الذهبية المحببة له، قائلا : أدهم انا اللي ربيته وعز علي كسره، في الأول لما جاني وجالي، مكنش في الأمر شيء، وبعديها
املكت بغيرة : احلوت في عينه صوح...
أملك بعقل وهو مازال يضمها ويمسح على خصلاتها مكملا : لاه، بس خلافاتكم زدات، ولو كنتي خبرتي كنت هتشكي وكنتوا اطلجتوا من كتر المشاكل والحزن ومات اللي بينكم وهو مات معاه... وانتي كنت ملكتك الحسرة... عشان كدا سكتت، وبعد اللي حصل وعرفت، كان غلط خلف وعده وانا سامحت كابوه... وانت تسامحي أو لاه، حجك وحدي وجتك.،يمكن غلطت أو كنت بآخر طلاجكم، كله أمر ربك.... بس أدهم نيته غير، وربك مدبر الأمر...
أضافت بشيء من الغضب : والمفروض أرضي عشان هو سكر بسببي واتجوزها... لاه يابوى
ابتسم قائلا : لاه، هو غلط في دي، واتعلم صوح الراجل كيف يجف في وش الريح ولا يتهزا... وانتي كومان... خابرة حالك عني.... غفرتي، أمرك، مغفرتيش، انا في ظهرك... حداكي ومحدش يجدر يجرب منك بسؤء، وأردف بذكاء : وطلما هجرتي، يبجي ناوية على شيء...
اردفت بقوة هاوية : انا ميتجوزش شريك يابوى... لو كان اتجوز رضوانة مرت اخوه، مكنتش هتجوزه...
اردف بمحبة، ياخذها علي حد غضبها ليمتصه : حجك...
رأت في عيناها الصدج والحب، وقبلت رأيه ويده شاكرة ومكملة : وحور يابوى...
اردف بغضب اب : ليها حساب...
حاولت الإصلاح : بس يابوى، هي بتحبك، صغيرتك "أقرؤها بالكسر"
... ابتسم لها وقال : ربك يدبر الخير...
وأردفت في فضول : وعملت اي فيه لما دريت...
ضحك وقال : بيني وبين ابني...
ضجرت ملامحها، ويعلم انها لم تطمع في الطلاق، هي لا تستطيع، هو أخطأ وهي أخطأت، لكن هناك أمل يلحق فوق أفق بعيد ولكنه موجود، وسيدرك يوما، حدثها بالصبر والهدؤء، امتص الغضب والحديث والحزن... أيقظ فيها الصغيرة، والحياة، ذكرها بأشياء أخري لها... وذكرها بالحب الأول، وكان هو.... فداعبته وأعدت له قهوته وحلوى مفضلة يشتاق لها من حين لآخر، يفضلها منها، قبلة على راسه أخري واعتذار عن غياب سابق... ووجه راضي عن البداية... واعتراف في داخلها يزداد يوما عن آخر، أن أفضل اب خلق يوما........
فعشت اب، وعشت حبا، وعاشت أرواحنا في كنفك لابد..................................
..........
تطوف بين صور طفولته، وتحكي اخته بفخر تارة ومزاح وضحك تارة أخري عن ذكريات، صور تجمعه بابن عمومتها مالك، وصور ينفرد بها في نفسه بين لعبته المفضلة السباحة، حاز بطولات عدة واختفي بعد مرض الجد....، قتلته ابيه بالفراق، انتبه للفارق، توراث عن جده كل شيء، الا قلبه، بقي له........
..... نقرات خفيفة على باب الغرفة، فانتبهت اخته، اما هي مازالت غارقة... في التفاصيل، تنسد بعض الحكايا.... انسحبت الأخت، وانتشل هو الصورة قائلا : عجبتك....
ضحكت قائلة بمرواغة : انا بحب الصور...
وأضافت : فيك أمر غريب...
نظرة مبهمة اردات إضافة، فاكملت : مش بحب تعامل الهوى....
لمعت عيناه وقال : بتتكلمي عن نفسك...
هربت وقالت بمهارة : هحضر العشا...
ألقي أول أوراقه بهدؤء وانسحب قائلا : وانا حضرت أوراق الطلاق، وأكمل صدي صوته : تصبحي على خير.............
لحظة للوراء، وحسين يناولها الأوراق وينتظر منها معياد ليحجز الطيران المناسب ومعه باقي مستحقاته.... نظر للصدمة، اخفت الأوراق وتذكرت لحظة الصلح مع ابيها.... اوجعه لحظة حزنه، وهذا الغافي بتيه، لن يغفر....لن يرحم، ولكن لما... هو الآن يقدم لها نباء تجهيز أوراق الطلاق، خمس أشهر يكفي، خمسة أشهر كفي، تلاعبت وغرقت، أحبت مروة، أحبت امتلاك شيء لم تسعي له، رأت مرارة متيم لا يبوح.... رأت عيون صامتة، جامدة... لحظات هروب.... يسئت من اللعبة..... نظرة لحديث جانبي عن الحب مع صديقتها مروة، اخته، مؤلمة..... ليطول الليل ويأتي الصباح فلا يجدها...... يتعجب يكاد يغضب ويثور، ولكنه يتذكر حديثه، فينسحب بهدؤء..... البعد خطوة والاقتراب خطوة، ولكن كلا منهما في اتجاه.....
.......................
منزل عائلتها كان الوجة والمرجع، ولكنها تجاوزت شقة ابيها وأكملت الصعود لما يعلوه... وطرقت طرقات خفيفة وانتظر الرد، الذي جاء بابتسامة ورد قائلة : شوفت نسيت حاجة، ووجمت لحظة قائلة : لوجين.....
خلعت نظاراتها وقالت بهدؤء : مسموحلي ادخل
افسحت لها المجال.... وجلست في الصالون لبرهة في صدمة، وقالت بهدؤء : تشربي اي....
أجابت بعدم اهتمام : اي حاجة...
كادت تذهب لتحضر لهم مشروب، ولكنها منعتها قائلة : زمزم محتاجة اتكلم معاكي....
جلست وقالت بخفوت : انا اللي بعمل كل حاجة هنا لنفسي.... ودادة بس عشان محمود بتساعدني... وأكرام الضيف واجب....
أوقفت الهراء وقالت بشيء من الغضب : زمزم... اسمعني... انا محتاجة اتكلم معاكي، محتاجة اتكلم، انا بقالي تلت ساعات بلف في الشارع وتايه، مش عارفة اعمل ايه... ارجوك الغي اي حاجة، انا بدأت اندم اني جيت هنا.....
وافتلت دمعة حائرة منها وضيق ينتشلها يدعوها للرحيل، لتنصت الأخري لها قائلة : سماعكي....
تنفست بمرارة وقالت : انا كنت عارفة، انك مش بتحبي مالك اتجوزتم... صدمت الأخري وأكملت هي لتسقط كل الأفكار التي اتتها لحظة وقالت : انا مش جاية أسألك عن تفاصيل، بس انتي بجد حبيته، يعني لقيتي شيء مميز، الشيء اللي حكوا عنه في الاغاني والقصائد والروايات.... لقيت أي....
تنفست الأخري بهدؤء، أجمعت كلا باجابته : الحكاية عمرها ما كانت واحدة، ولا السعادة نفس الشبه المنهج، انا حبيت مالك وشوفته لما كان حنين معايا، كان حماية ليا، شوفته راجل، وسند وامان، احنا بندور على الأمان والسند طول عمرنا، لو معنا بنكسر منكسرش، وانا انجبرت بعد كسر، ببساطة انا شوفت وحبيت راجل بمعني الكلمة، كيان بعيوبه ومميزاته أوضحت بقوة : وعيوبه عمرها ما كانت اللي عينكم تشوفوه، ممكن عصبيته وان غيرته صامتة... وتفاصيل فيه... أوقات بمل منها عشان مش متعودة عليها، بس كلها في عين بالدنيا ......بتسالي لي......
ياس، واختناق أصابها وقالت تمرر الأحرف : حكيم، جهز أوراق الطلاق....
تعجبت برهة وقالت : كان طلبك من اول شهر...
هزت رأسها في شرورد : مش عارفة....
أدركت وقالت : سامعكي.....
البداية هي لم تحب الزواج، رواغته حتي حصلت أوراق سفرها، تبقي الموعد..، لكن قبل الموعد، ايام مرت في شجار. ومزاح... واكتشافات بين ملفاته، تذكر تسللها للخزانة... وقرات مذكرات مراهقته، وتأمل صورها والضحك بخفوت، ايام مرضه والاهتمام بادويته وجرحه... الباقي منه آثار... عودة متأخرة من العمل، ليجدها تسهر وتضحك علي إحدي أفلام إسماعيل ياسين وهي تأكل الفشار، مروة، نعم مروة صديقة مغامراتها، عيون تلمع، قلب يضحك، اخت له، بشيء من بساطتها ادركتها أن السعادة قرار، السعادة متعبة لها ثمن، تجول خفي بعد التسوق، تلك الزينة هيا نعبث بها، اريتي هذا الفستان، رائع حقا... احمر الشفاه، لنشتري مثلجات... عودة متأخرة من العمل بقصد مجددا، نوم غير منوم، غطاء يسحب على جسده لينعم ببعض الدفء، إفطار يصنع مبكراً... أكل مفضلة، عيون تلمع، وعيون تراقب، قراءة مجددة في دفاترته.... نفس الكلمات لكنها تمنحها نشوة محببة.... تعبث معه لحظات لتري نظرة ما.... ، ضحكات وعبث مجدد مع مروة، تلك الحماة غيورة على الابن........... لا اهتمام... تغير طفيف وضيق، قرار صادم.. حيرة، قرءاة في الدفاتر، لا قرءاة هي تحفظها.... هي تصدق... هي تنكر، هي تحب، هي تلعب، هي سقطت في لعبتها.... الأمر سهل وبسيط...
ما رأيك ......
..... ابتسمت وقالت وعيونها تلمع : هو قرار... وانتي قده... الحيرة جزء من الحب، واللهفة أهم جزء، والقرار هو المخاطرة....
ابتسمت وشكرت، ونظرة جانبية للصغير، الضاحك، وابتسامة منهما له وهو يعبث بالكرة ويزحف خلفها، ايام ويتم عامه الأول....... عيون تحلق في الأجواء.. وقرار تلمحه.... وبداية تسعي لها، لا العاب بعد اليوم لا امتلاك، فقط حياة فقط، فلتخرج كاميرتها أو تشتري أخري، غدا حافل بالصور، سوف تقدم علي رسالة الماجستير، نعم ستبدأ شيئا جديدا، هي بكامل العافية والحياة، عناق ووداع من وسام، وكلمات تشجيع... وعيونها تدور بين البحر والسماء في احتفال.... محل كاميرات، اقتنت واحدة.... وصورة للبحر والسماء، وخطف انظارها العجوز وزوجته، يتقدموا بحب كل منهما يستند على الآخر، كلمات جدها عن جدتها ترن في الأفق : كانت كتفي اللي بيميل عليه وانا مسنود من غدر الزمن
..... صورة لهم، كانت البداية، كتف نستد عليه، عندنا يميل الزمان، الصواب الذي يوقفنا عند الخطأ.....
..... سعادة، مثلجات، ازياء جديدة، هدية لمروة، واحدة واثنان وثلاثة، عشاء خاص، فستان بسيط من اللون الأبيض وطبقات الشيفون كان مختار للسهرة.... دخول بعد تعب يوم مرهق، معتاد... ظلام يحلق بالمكان، رحلت احقا رحلت.... جلوس يأس في الظلمة....... عيون واضاءة خافتة اشتعلت وقالت وهي تجلس في الكرسي المجاور له : انت خدت قرارك صح....
نظرة شاملة، الظلام يملاء المكان، لا يراها جيدا، الإضاءة خافتة بشكل كبير ليقول : نعتبرها بداية كل منا...
ابتسامة، وقوف مفاجئ، تزيد من معدل الإضاءة وتقول : تجي نبدأ من تأني... زدات الإضاءة قائلة وهي تقف خلف كاميرتها بسعادة : ناخد صورة جديدة، ونبدأ خطوة جديدة....
صدمة، يقع فيها... سعادة تحيطه، خطوة وأخري، بات أمامها، ليقول : لوجين....
ابتسمت وهي تخرج من علبة حمراء قطيفة قائلة : اختارت لينا الدبل....
وامسكت يده تزيل الخاتم القديم، وتضع من اختارته، لتقرأ اسمها قائلة : لوجين، شايف التاج.... حلو
.... أمسكت يده ووضعت خاتمها قائلة : دورك...
..... نزع الخاتم القديمة، ووضع الآخر بحرص يتأملها لثوان... واقتراب يتضاعف، وهو يتحسس وجهها، لتضع يدها في مقابل قائلة : يالا صورة...
صورة واثنان، وأخري وتلك، هيا عناق وصورة أخري، انتظر تلك لم تكن جيدة...، هيا نحاول صنع تلك ؤمخذاع انتشل قبلة، انظر تم التقطها، تناول طعام...، فكرة منها لنجرب لعبة أفضل ، عناق يطول لقبلة، لحظة لنا.... خصلات تسلل لها يده، وروحها يملكها، يطبع حروف ملكيته واسمه وعشقه داخلها بالقدر الكافي، ولكن يكفي مشاعره، يغيب ويعود... يمرر أحرف لها بسخاء وسط عطائه، يضيف لها روحه ويقدم لها حياته.... يقبل وتقبل... ويتم الأمر، فيجد الوطن وتجد هي السلام.... ويغلق الستار.، فهناك قصة،هناك حكايا ..........
..............................................ومن القصص الكواليس، لتقول بعد استماع : خير... اعمل اللي قولتلك عليه تسلم...
تعجب... هل هي جادة...، لتكمل بتحذير : مفهوم...
هز راسه قائلا : مفهوم...........
..............................................................
ابن العم وحكاياه، الغريب الذي غادر الأرض، وغضب عليه قومه، اليوم يزور ابن العم والأخت في منزلها، استضافة طيبة من الزوج ونداء لها، تذهب إليه في ضجر، يفيض في النهاية بمحبة وتقدير.... قائلة بسعادة بالغة، واضحة في النبرة والنظرات : صالح...
ابتسامة منه ليقول : بنت العم .... القلب رايد شوفتك وجمعنا نصيب...
جلست تسأله في لهفة... :... وينك وين أرضك واخبارك
.... لحظة وتركهم قائلا : هغير هدومي وراجع... البيت بيتك....
، ليكمل هو : جوزك راجل وين، يسر العين يا غالية...
ابتسمت وأكملت : مردتش علي
_ انا زين وبخير وعال العال، وقبل ما افوت أرضنا، عرفت منه انك اتجوزتي برا القبيلة، وجيتك... اطمن عليك...
ابتسامة حزينة تطفو قائلة : تسلم يابن العم... لبن حليمة اللي جمعنا مراحش هدر.... هتبات معي انهاردة.، اشبع منك وتفوت بكرا لارضك...
حاول الاعتراض، فرفضت : وغواليتي عنديك...
لبي قائلا في حبور : علي عيني يا زهر ، علي عيني يابنت العم..........
.............................................
......... تتذكر في تلك التفاصيل، يوم خطبتها، والاختلاف واضح، زوجها من كان يرغبها وهي لا ترغب أحدا، والان يكون أخيه صنم يشكل بحرفية والعروس يبدو علي ملامحها الرضا، احقا لا تعرف القصة ام وراء القصة قصة أخري... شيء آخر لا تعلمه........... قواعد وخطوط عريضة للسير على كل شيء، كل هذا مرهق.........
..........................................
بكل بساطة حددت اول جلسة، وبعثتها في رسالة، بخط منقم آخر رأت رسالة خطبيها يبلغها السلام ويقول إن توجه لعمله.... فقد طالت اجازاته، سوف يذكرها في خطاباته، ويأمل أن تكون الزيارة القادمة قد انتهوا من تجهيزات الزفاف.... نظرة شاملة، وتركت الرسالة، جواز العقل ممكن، جائز للسلامة، هو ليس سيء ولا بجيد، هو لا شيء، الا مقدمة لاختبارات عدة فاز فيها.... علي الاقل يعرف الندم، لا يميل أن يعيد كل شيء باحقيته كرجل....... جولة بين الأوراق لدراسة ما... وأخري، والنهاية تستدعي رحيلها لبعض الراحة.... وهناك قصة تحاك بسطور منقوشة تكون بداياتها شيء ونهايتها قصاص..........
..........سيلين في رواية أخري وردين، كل الأمور تنبأ بحكم المقصلة...
...............................
يسكن في مكتبه، يخاف الغد، طفله عصي،طفله صرخ ، طفله يرحل، هو بالأمس تركه واليوم هو يرد الصاع، يتركه وحيد في نهاية العمر، كهل يضيع الطريق، ينذره، يحكم بقايا من قوته، يتذكر حديث ابيه... وهو غاضب... يتذكر يومها كل كلماته يراها أمام وهو يصفعه قائلا : انهاردة، انت قتلت اتنين من ولادك، قلبه يرتجف بندم قائلا : واحد بعدم رضاك والتاني بظلمك....
هطلت دموعه، سكن في مرارة.... صوت صراخه باسمه ورجائه، ألمه الذي كان يعلو مع الضربات، ناداه، تمسك برحمته ولكن لم يجيب... صرخ في وجهه في غضب، لست ابني، فكبر الصبي يمجد كلماته، ويذكره بها باعتزاز، انت لست ابي، لن تنال من رفق، نحن انتهيا، هل نسيت ما قد دفن...، نعم ماذا تريد، هل نهلك.... تنفس يضيق، ليجد روحه باهت الألوان، تنتهي سيجلره فيتناول فيجد العلبة فارغة، عينان تلوح في الأفق عبر النافذة بياس، نفذت حلول، والأمر ترك بالأمس للعدالة، وهو، ماذا هو، هو الأب الذي قتل طفله وأخذ العزاء والايام شهود.....
.... يتبع......
أنت تقرأ
خطايآ المارد، الجزء الثاني من سلسة معزوفة العشق
ChickLitكونك تعشق حق، ولكن الحصول عليه حرب.. وليست كل الحروب باصحابها..تنجو