الفصل السابع والعشرين... يا قلبي...

851 22 8
                                    

الفصل السابع والعشرين... يا قلبي..." أطول فصول الرواية واثقل الأحداث، وغالبا آخرهم لحد نهاية الامتحانات لحد وجود الاقتباسات في المنتصف... للبارت تحدي لطوله... هيكون أطولهم.... فصبرا ورفقا"
لا تتعثر، فنقتل، ولا تبك فاهلك، اما انا فنقهور والمخطئ برئ حتي تثبت الإدانة...............
.... رحل فجراً، وداع حار... ومشاكسة.... وتركها، خطوات ترتجف رغم اليقين انه بعد ثلاث ساعات رحل عن العاصمة، هو قد وصل أو اقترب للوصول، من المستحيل له الوجود.... توجهت لمكتبه بخطوات مرتجفة..... تشعر به، تخشي أن تلتف خلفها، لتجده متسائلا أو لائما.... خطوات سريعة بانفاس لاهقة لا تري خلفها لا تتراجع خطوة.... عطره يشعرها بوجوده... أشعة الشمس تخلل المكان، لتري الشعاع على صورة بدايتهم..... يوم ما قررت البقاء.... خطوة هروب أسرع... اعتراف حبه الأبدي كان هنا.... غضب، واخيرا الوجهة وإغلاق سريع للباب وانهيار، ارتجاف شديد، قلب ينبض بقسوة والم، تفتح الخزنة... كما عهدت بكل سهولة، هو لم يشك بها... لم يغير شيئا، ألم يتخلل، تضع قمتها على مقدمتها. تستند وتبكي... تبحث وتفتش، تخرج روحها من هذا وتلك.... لتسقط دفاتره وصورها تتناثر أرضا، تتذكر يوم ما سألته لم امنت واعطتني ثقة كل مخازن اسرارك في مالك
ضحكة ثقة ثم نظرة أمان ليقول " انا مسلمك شرفي واسمي اللي اغلي من المال" وبعدها سلمها القلب والروح، ولكن يضيع الشرف والاسم، ويضيع المال، وسيضيع هو......... بكاء مرير وشقهات عالية حد النحيب..... ارتجاف جسد، ضمه نفسه متوقعا والأوراق بيده، لتهبط بجوارها .....والعين تراقب في حسرات الخسارة...........................
...........................
اسبوع مر وتحسن طفيف من قبل زمزم، اما وسام فرحلت عن العاصمة، رحلت في رحلة الذات... زمزم تستطيع الحركة البسيطة، اليوم موعد عزيمة التعارف، علي العائلتين، عزيمة بعد الخطبة تأخرت للظرف ولكنها واجبة، تشرف زمزم على الأغراض والاعدادات...  وتعتذر سرا لصديقتها انها لم تقم بكل شيء بنفسها، فهي لا تستطيع بسبب ألم جرح... وتعدها أن يكون الأمر القادم من صنع يداها، وطلبت الأخري تعويض مغري قائلة :  فستان الفرح انتي اللي هتعمليه..
لتقول سلمي ناهية : حرام عليكي، مرة تانية
لتغضب قائلة : هو انا هتجوز كل يوم، ودا كان وعدها، لتبرر قائلة : تصميمها وشغلها حلو اوى يا سلمي عشان خاطري
لتبتسم زمزم بقول : خلاص هشتغل عليه....
...... ابتسامة ومداعبة، رحلت العروس لتهتم بملابسها وزينتها لتظهر بأحسن صورة، لتقول زمزم في حب : الحمل عامل اي معاكي
لتهتف سلمي بحزن شديد : حمل علي قلبي، خايفة اصحي والاقي ميت جنبي....
لتفزع من توقعها قائلة بسرعة : بعد الشر عليكي وعليه....
لتبكي بانيم تكمته : دا هيكون عقاب ربنا.... زاهية زمان كانت عايزة تقتل مالك، فابنها اللي مات، وأكملت باحتراق ونبرة مهزوزة  : وماما قتلت ابنك، وانا اللي هدفع التمن.... ورعشة مضافة لتضمها قائلة بحب :بعد الشر عنك وعنه حبيب خالتو، بكرا يكبر ويتربي في عزك انت وشادي.... وأكملت  تشدد على يدها : لو كان علي والدتك عشانك انتي وبس انا سامحتها.... بس انت متشلش هم انت مالكش ذنب فيه.... وصمتت برهة وقالت : وانهاردة قبل ما الضيوف هخلي عمي يرجعها... اي رائك
ابتسمت وقالت بغير تصديق : بجد، طب ازاى...
عدلت خصلاتها قائلة بفخر : اسرار حماة وزوجة اب سيدتي.....
ضحكت وقالت : ماما شادي مماشيني على نظام اكل، وشادي مش عارف يعمل معها حاجة، كام جرام بروتين ودهون والياف وعيشة تقصر العمر..... فاضلها شوية وتعمل الأدوية بتاعتي دراسة.... وأكملت بطلب : انا نفسي في محشي ورق عنب... وهي مانعها عني.... وأكملت بخجل : الوحم وكدا...
ضحكت بشدة قائلة :  هخلي البنات يزودا منه
قبلة على الوجنة قائلة بحب مطلق : تعيش زمزم تعيش.... وأكملت بنعاس : هريح شوية لحد بليل...
ساعدتها إحدي الفتيات للدخول الي غرفتها، مع تقدم الحمل تؤلمها قدمها والطبيبة تقول انها أعراض عادية، تقوى العظام بالفتيامنيات عزيزتي والبعد عن المجهود المضني، والحماة لأجل الوريث تهتم وتفرض قيود.... وشادي يقبل مضطراً، الرجل يسحل في عمله لنهاية اليوم.... عزيزتي سوف اتي كل ما تشتهيه... وعدا، ولكن خذيها على مقدار الموجود بها حاليا من عقل وابي معك وفي صفك.... قبلة على الراس واعتذار، ولحظات وغفي، وكل يوم يشبه أمس، ولكنها أحبته، واضح معها يحب ويغامر معها.... يشاركها التفاصيل، لا يهرب من كون زوجته امرأة قوية عاقلة بل هو أرادها هكذا، ويخطط معها ساعة يقيضها عن أمور الدراسة والماستر، وحديث أن علوم الذرة خطيرة ومهمة وملهكة إذا كان الأمر جلل وعلمت عنه تحدي المنظمات، يدعوها للانتباه... وحفظ الأمر سرا، حتي يبحثاه معا..............
........ عاد الأب، سمير حليم جوهر المرشدلي.... الي مكتبه، ليشعر بخطوات تقترب من مكتبه طرقات خفيفة، ينهي سيجاره ويسمح لصاحب الخطوة بالدخول والصدمة كانت زمزم، لم توطئ مكتبه مرة، حديثه لها كان قليل، كان خريفا ينتهي انها زوجة ابنه وهي جيدة وهو بأفضل حال... تضع الفتاة القهوة، ويساعدها على الجلوس قائلا : اقعدي يا زمزم، محتاجة حاجة او ناقصك حاجة... وفطن لعودة سريعة : اجبلك دكتور
ابتسمت شاكرة وقالت : اشرب قهوتك ونتكلم سوا، في أمر يهمني...
رجع للوارء قائلا بتدقيق :  بخصوص مين
وضحت بهدؤء : طلما انا هنا يبقي عني
حك طرف راسه، وبعض التوقعات.... وقال : اؤمرى
لتقول وهي تتلاعب به : عايز جزء من حقي، جزء بسيط
ابتسامة علت شفتيته، وأخرج دفتر شيكاته وكتب رقم من خمسة آصفار  ، ثروة في عام ١٩٨٧... حقا سيدتي أن تملك مائتي ألف جنيها، ميراث جيد، ثورة معقولة.... يمده لها.... قائلا وهو ينفث دخان تبغه : يكفو
لتبتسم في استهزاء وقالت بطلب : ممكن ولادعة
ناولها القداحة... لترفع الشيك وتشعل طرفه ويحترق أمامه وأمامها وهي تقول : طول ما انت بتفكر كدا، مش بس هتخسر مالك لا ومعاهم كل ولادك، دي الفلوس اللي قتلت مالك بالحياة وقتلت ابنه...
زمزم واحد والف واحد وسمير الف صفر... وقال نافذ الصبر : اومال انتي عايزاه...
لتبتسم بقول : انا وانت مافيش بينا خواطر ياباشا، عشان كدا معرفتش اجي اقولك عشان خاطري رجع مراتك انهاردة عشان من الأصول تكون جنب بناتها والخلافات معاد حلها يتأجل... فقولت اكيد مش هون عليك وهتقدر أن انك هتعوز تراضيني بأي طلب، مش تخليني سلعة.....
زمزم اثنان والحما صفر آخر...... الأصول لا تتجزا سيدي ما رائك....
هبت للوقوف وهو في صدمته لتقول وهي راحلة : اتمني لو مكنش عشان حد، عشان الأصول... واسم عائلة ميتهزش من حد...
علم الان سر حبه طفله البعيد المنال له، هي مميزة غير، ليست قوية مثل سلمي صاحبة العلم والقلم، ولا صاحبة الجمال كترنيم ولكنها صاحبة قوى خفية، قوى تحتاجها العائلة، يحتاجها مالك ويملكها، نعم تلك من يجب أن تقترن بالعائلة لتزيل الوحل الذي لحق بها سنوات... وسنين العجاف التي حلت بأهلها، ندائه كان جاد واسف قائلا وهو يقبل راسها و يمنعها من الرحيل متاسفا : زمزم، انا اسف حقك علي راسي
نظرة جمود بسيطة ليكمل :  زمزم، اخيرا لقيت حد يهمه أمر العائلة... انا اسف، انا محتاجك جنبي يابنتي، فعلا محتاجك علي الاقل لو مالك مرجعش، تكوني انتي حلقة الوصل نقطة التلاقي بينا.....
وسأل وفي صوته الرجاء : انت معايا صح....
وسام عزيزتي، اشكرك حق الشكر، اول خطوة وصلت اقصي الأهداف، اني لم افعل ولم أكن اطمع حتي بالمال، كنت أريد أن انطوى واغيب ولكنك حقا، رأيت الأمور بشكل صائب، أعز انتقام صنعت، مكانة تعلو علي غيري بفعل صواب، المكائد مفيدة... وضعتني على الطريق وانا أعدك أن أكمل بقوة..... تكون هزة رأس قبول ويكون الحديث شرط : معك طول ما دا في مصلحة مالك ومش هيضر اخواته
زمزم الف نقطة والآخرون صفرا لا يوزايه شيء....
..................................................................
اول مهام الخدم الشخصي... يمليها المرافق، يعلمها القهوة المفضلة له وطريقة طئ الثياب الأمثل... وأماكن أخري للأوراق وغيرها... والكتاب المفضلة ونوعه والأخبار الهامة له... يجعلها تعيد القراءة مرارا وتكراراً لتكون مناسبة، فهو يجب طبقة صوت معينة وتزعجه أخطاء القراءة..... يعطيها مواعيد الإفطار والطعام..... وحتي الضيافة للضيوف يملئ عليها الضيافة المختارة لكل ضيف ولكل وقت ضيافة مختلفة، هذا يحب الليمون الطازجة وتعصر بقليل من السكر تكن التحيلة، وأيضا هذا يحب الكافيين، هل تعرفيني كيف تقومين بشاي الخماسينة.... ثلاث ايام دورس متتالية كل صغيرة وكبيرة، وشرط أن الباشا يقبل بثلاث أخطاء فقد علي مضض، ولا تطمع أن يكون العقاب إبعادها عن مهمتها، فله وسائل خاصة بالعقاب....... وقول اخيرا : فهمتي، انا معاه طول اليوم وانتي هتسلتمي معايا.... مافيش إجازات ولا أعياد ولا حتي مواسم....
هزة رأس، الأمر أصعب مما كانت تتخيل.... رحلت لغرفتها وسط ثناء الفتيات على الوظيفة الجديدة التي حظت بها.... هي الآن تفوق زوجة مساعده في المكان أو مثلها مبدئيا... وتنسج أخري احلام وردية عن إحدي الروايات وتلك تجلس علي فراشها في ضجر...... ملت فأخذ وشاح وخرجت للفناء الخلفي للتمشية.... لتجد ميعسن خلفها تقول : مدايقة
ترفض الإنصات قائلة : شيء مش يخصك
لتعرضت طريقها قائلة في عرض : واللي يخلصك ويمنحك الحرية....
نظرة ثاقبة... لتقول بشيء من الفضول والرغبة في الهرب سريعا : سامعكي....
لتشير بها الأخري بتتبعها.... فالحديث لا يقال هنا، وابتسامته في الخليفة، فالجاسوس بلع الطعام، ونظرة لغيره النائم.... يمسح على خصلات شعره، يمتني أمنية في سيريرته.... يومآ أن يدرك بعنيه.... هي الوحيدة التي لا تكمن في يده... لا يجدها أمامه........ تدق الساعة الحادية وقت النوم سيدي، هتف المرافق... ليجر كرسيه لفراشه، تاركا الصغير في غفوته......... وعلقه يدبر الآلاف العمليات الحسابية لبعض الأمور، وعلقه يدور في مدار آخر لهدية يدبر لحالها من فترة الشك ثم اليقين..............
...............................................
في منزل عائلته في شرق بلدته، كان يمكث منذ أيام، الهدوء، الرجال لا يسمعون.... صوتا ولا حسيسيا، هادئ يقرأ الكتب ويتلو آيات الذكر الحكيم... يخيم عليه الليل وحيداً، طعامه قليل، وقلبه فقيد.... روحه تعاني، تتألم، كبوة الفراس بموته.... انهئ ورده وقسط قراءته أسرع من كل يوم، لا يدري ام الكلمات قليلة، ام هو الذي تعود واصبح الأمر لا يحتاج وقت.. يهرب من الذكري، يحارب ادمعه.... تنفس من ضيق واستغفار.... يسبح وهو ينظر لقدمه فاض به وضعها، لعله يحصل قريبا علي حريتها من سجن الجبس المقيم لكسر.... جروحه نضجت للشفاء، وقلبه يابي ........ سكن علي حالته.... مكالمة والدته عبر الهاتف مشتاقة له، تؤقره، يريد منح سؤال عنها ولكن قلبه يمنعها.....
اما عن السكون، فهي اخترقت ، وعطره تتطاير مع الهواء وهب لروحه، فتعجب، رفع ناظريه، ليجدها على حافة الباب واقفة لتقول بعتاب وهي بتتقدم بخطوات مدروسة : هونت عليك يا شيخ
صدمته وشوفه اخرج صوته متلفها في دهشة : فتون....
اقتراب كان واجب، لمست يده وقالت بحب : انا حجيجة متخفش.. وأضافت بلؤم : هملتني يا شيخ
ابعد يده متذكرا انها لا تجوز له، وابعد عينه، لتردف : مش هترد عليا....، انا جيت لخاطرك... وفرت الدمعة
صوته كان كاذب قوة لا تصل لها : ارحلي يا فتون
صرخت وفاض بها : لا مش هرحل، عايزني ارحل، جولي ذنبي، عشجتك وعذبتني بعشجك...
تصلب وجهه، لحظة ليزيد صوته في رجاء : لو رأيد رحيلي جولي ذنبي......
لحظة احتراق، كادت ترحل، تستدير راحلة والدمع منها سيل لا يكفي انهار الحزن داخلها ليخرج صوته رغما عنه :كان ذنبي حجك عليا.... كان ذنبي، وقال معترفا : ما قر في نفسي، وبان شمسه في عيني كان م سألك وكان هواك، كان عشمك ... انا والله لا ابرئ نفسي...، إنما هي ذلة نفس، وظلم
قسي لتقول يتألم يقسم الروح نصفين :عشجك ليا ذلة نفس وظلم يا شيخ.....
ليهتف برجاء : ارحمني يا فتون، بربك ارحمني
لتعيد الصوت والهتاف : وانا مين يرحمني، لي يا كرم لي........
اخرج للهواء بصعوبة من قلبه، وخانه الدمع، انه عاجز ليهتف بالحقيقة، مكنون صدره :انا عاجز يا فتون، شوفتها في مرايتي كيف كل الناس ما بتوشفها في مرايتها تطل عليها وتجول اللهم أجرنا وارحمنا، أن لله في خجله شئؤن.... ولعلمك ورحمة الغالين كلهم، انا عرفت بعدم خلفتي بعد جوازنا، اتؤكدت منه، كنت عاوز أخبرك، بس معرفتش كيف ولا ازاى... مرايتي مكسور، وانا مكسور منفعكيش.....
جلست على حافة الفراش صامتة، والدمع فقط يتحدث، اكمل وكأنه ينهئ كل شيء :كل كلامك عمتي عني، وكلام الناس خجني، والقلب ميال... أمره مش حال واحد، زاد العجز، زاد الظلم....، وانا مش رأيد اظلمك واصل،........ جبل ما يجي اليوم اللي كله اتكلم عنه.... جبل ما تجولي ياريت....
صمت، وخرج بنبرة بها بحة واختناق من أثر البكاء : انا مش هلؤمك على حديثك.... مرايتك ومراية الناس دي عيبكم، وانا ماليش صالح بيكم.... انا شوفتك بمرايتي، وعارفه عيوبك....... وعارفة اني لو مفارجة ماليش لؤم، ولا عتاب، بس انا رايدك انت يا شيخ، وزنت امورى في البعد وفي القرب، وفي كل كلمة رايدك، هتردني مكسورة...........
آخر كلمة كانت جواره تماما، يدها علي يده.... سلب إرادته أمام عينيها دائما... سلبت أمام حديثها، يريدها ويخشى، أن رفضها سيحطهم، لا يجوز في العشق الرفض، يري يدهم، يري خاتم طفافهم يزن يداهم، لم يترك محله يوماً.... عيون تألقت، وقلب هدا، اطمئن... قلب من معاركه على حافة الإنتصار، قلب منتصر، شغوف متطلع، بين الحكايا والهوامش صنع البطولة........ تنفس بهدؤء افتقده.... تشبثت يده بيدها بقوة...... لترمي في أحضانه.... قائلة بحب : وحشتيني، اتوحشك يا اغلي من عمري.......
سكن، وتاه، عاد في محل احبه، نظر لها وأبتسم، رأي صدق شعورها، فهدا.... دقائق لقاء هادئ، حتي تأتي طرقات خفيفة على الباب الذي لم يؤصد كليا، تاركاً مجال طفيف دون إغلاق..... ليرفع معتصم صوته بعد برهة قائلا بمرح ، بعدما عدلت كم موضعها ورفعت وشاحها يغطي خصلاتها :المأذون برا، اجيبه
ابتسم الأخ وعيونه معلقه عليها قائلا بحيوية، دب في صوته الحياة، عادت الإبتسامة أرض الوطن : هاته ...
ليهتف له للدخول ويشير لاحدي زوجات الحراسة التي تشرف على المنزل وخدماته : عايز زغروطة توصل لآخر البلد.
حسنا كما طلبت، رضخت لأمره.... وشاركتها الآخرين.... و رسيما عادا.... شرعا وقانون.... ترك لهم المجال يومين للراحة واللقاء، والجمعة كان لقائهم بالعائلة، لتدخل معه وهي تدلف كرسيه، لتسقبله والدته بحب شديد، وكما حدث هناك حدث هنا، سعادة ونشوة انتصار ملئت الأجواء، زغاريط الخدمات دفعة واحدة... اجلفتها لحظة ولكنها سعدت بها، تهفاهت عليه اخواته... وعناق ومزاح.... ابن العم أدهم يرحب أيضا.... شمل العائلة اكتمل من إحدي النواحي وباقي من الزمن اثنان ......... هدؤء في إحدي القصص، فصل مستقطع من الحياة.....
........................
دقت الطبول، اليوم عرس، تهأبت العروس لليوم بفستان وزينة.... حضر المأذون وسرعان ما علت الزغاريط تحت وطأة جملة الروايات الحالمة " اعلنكم الان زوجا زوجة" وتحت القول الفعلي " بارك الله لكما وجمع بينكم في خير..... احتضان وضم ومباركة توصيات وخطط، والنهاية... يذهب العريس وعروسه لقصر الفيوم الذي يتميز بقربه من البحيرات والودايان  هناك.... رحلة وعلطة مرتبة هادئة لهما، أقرها الوالد ووافق الجميع وبارك والد العروس.....
لحظات قبل سفرهم خارج حدود المحروسة، أو بقصرهم الذي يظل عليها...... اغتنام الهدوء كان واجب.... صعدت الغرفة ألقت حذائها العالي المتعب في ضجر.... وازالت العقد المآسي من علي جيدها وعنقها برفق... وكذلك تلك الاسورة والخاتم... زينة ثقيلة، هذا لم يكن رأيها فحسب بل اقنعتها زينة أيضا بذلك، ستضعها في الصندوق وربما يكون مصيرها لاحدي التجار في بيع مختلس بادي الجمعيات طبقاً لنشاطها...... تضع يدها أسفل العنق، تمثده وكذلك القدم، لوحة فنية تبدو له مغرية زينة مبعثرة القوام... دخولها المفاجئ تم الإعلان عنه بصفع الباب، عودة للرجوع نظرة العين الرافضة، القرب حد الهلاك، حديث والده يبعثر شتات روحه، والشيطان على طرف عينيه ترسم ليلة قصاص منها و منه.. ومن الجميع... خرج صوته بنبرة اخافتها، ظنت انها وصلت لاقصي مراحله، وصلت لعنوانه وجوهره ولكن كل ذاك كان فتات، هي مازالت في العنوان تقرأ بلا فهم... " حضرلي الحمام".....
نظرة تعجب، عيون رافضة مستنكرة، وحاجب رفع، رقم مائة واحدي عشر رسم ليكمل : قدامك خمس دقايق...
ضحكة، بعض القوة اكتسبها أو بعض مخلاب القطة اردت ان تضيف : انا مش الوصيفة الخاصة بيك
نبرته لم تكن هدفها، دمر كليا كل نقاط قائلا : اسؤء، انتي مراتي.....
وألقي معطفه، وتراجعت القطة خوفاً، هناك خطب ما... يحرك عنقه يمينا ويسار، يحاول أن يستمد الراحة... فياتيه الآخر مطقطقا بحركات مدروسة اعتادها..... يزيل حزام بنطاله وهي مازالت تقف في الطرف، ويقترب.. لحظة، وخطوة، بات أمامها، حركات احتمال عادية منها، لتجده يضع الحزام خلفها تمامآ.... هربت بعدها فعلآ للمرحاض المحلق بالجناح لياتيها صوته : ياريت تخلصي بسرعة.....
ألقي نفسه على الفراش ورفع قدميه يحركهم برهة حركة عشوائية وهب واقفا، يخرج من أحد الإدراج  غرضه، كان تحت قربه الكثير من الخضوع ولكن تحت حيلة رخيصة زوجتي... حسنا لنتلذذ قبل شماتة أحكام الباشا.... يتذكر حديثه في همسه " جواز  هيحصل فيه علي الاحترام، وانت مراتك متعرفهوش"
يزيل قيصمه، واللحن القاتم يغرد داخله بعواء شديد، رياح هوجاء داخله، تدمر ويذكر في القول " كان نفسي أدي فرصة ليكم، بس انا هدي وقت للقرار... والباشا هيحترم رد الفعل...."............ يلف حوله خصره منشفة طويلة... ليدخل هو وهي كادت أن تنتهي من عملها... حجبت وجهها عنه قائلة : انا تعبانة وهروح انام
اوقفها وأكمل كأنه يكمل حديثها : معايا..
حاولت سحب يدها تعبر عن  الرفض، تضع تحت خانة واحد.. ليجذبها من مرفقها بعنف، قد سبب التواء.... أو تمزق لا أعرف في الفزع مصطلحات الطب الأن، كانت أمامها تمامآ... ليدفع بقوة ساقطة في المياه الباردة كما يحب حمامه وتكون نبرته قاسية تحت وطأة عقاب : خليها لحظة استبعاد أو خضوع، أو إجبار زى ما انتي عايزة... ورفع الشريط أمامها قائلا بقسوة ويدها تستلل لسحاب فستانها يزيل : لحظة من غير دا......... ضغطة أشد وهو يلقي فستانها وعريها يرسم صورة أخري عقاب أكثر شدة، تعبر عن بداية جحيمه... : بس مهما كان مسمي اللحظة، افتكرتي دائما انك العاهرة.....
نقطة، بدأتها كانت بداية الجحيم، رحلة غضب رسمها علي جسدها، لا يهم أمر المارد أصبح من ماضيه، ولكن إذا كان هناك مرآة وضعته تحت هذا الموضع فليستحقه... وهي العاجزة عن الصراخ حتي وان صرخت يسكت بقبلة سامة، الدمع توقفت، المقاومة أضحت استسلام تام.... وغياب... والعقاب تضاعف... وعند وشك النهاية.... مئزره القطن حوله بعدما جفف جسده، نظرة للمرأة، جسد يشبوه الزرقة... الشفاة جرحت، مرآة جانبية كانت خاصتها... بعرض الحائط ضربتها فتهشمت... مع ارتجافة جسدها والخوف والتردد... الموت قرار ستفعلها وتنهي كل شيء، هل ليست متجددة مثل زينة درات في دروب الحياة ومعاركها وكانت خصما فيها، ولا هي المارد يلقى كل شيء خلفه حتي وان احبه لحظة، وليست مثله صاحب قوى غامضة... وقلب متجحر يعشق...وان عشق احب التملك.......... هي ليست بقوى خاصة مثلهم.... هي ضعيفة حتي وان تظاهر بعكس ذلك... ليست مثل اختها ولا مثل أحد لا تملك حتي حق الذكري وقت الشرود.... شعر بخطوتها القادمة قبل اقتراب النصل الحاد من الزجاج... قبض على يدها مبعدا، حاولت المواجهة ولكنها تعلم أنها فاشلة... قبض على يدها أشد هي تترك الزجاج الحاد، قبض عليه أكثر ، فزدات قبضته، جرحت والقبضة محمطة لا تتحملها، فخسرت وتسقط القطعة محمطة مثلها، مكسورة نصفين مثل قلبها أو فتات عقب الوصول لأرض مثل حياتها وكيانها........ طالها الدمعة إضافة لحظة قبل أن تكون يده كماشة العنق، تسقطه بعنف في الماء البارد.... وتزيد بفتح الصنوبر البارد على أشد.... حركة يدها تأتي باختناق شديد، يقتلها.... ويرفع لحظة أقل من الزمن، ويزيد بسقوط أخري.... رفعها له والدمع غطي وجهها........ انتفاضة وغضب، اخفاض الراس واستمرار في الإنهيار.... ضمها الي صدره، رفضته في البداية، مبتعدة، ليقربها غصبا لا تتوقف عن المقاومة، فاسكت يدها بحركة عنيفة أخري... وهو يلوى ذراعها خلف ظهرها، دقيقة، ستون ثانية ويتركها... لتقبل بالأمر الواقع وتجد بعض السكون علي أقصي الحافة، تدفن روحها في خبايا صدره.... وتنهي بقايا داخله.... يعلو شقيها ويعلو صدرها بعنف ويهبط وهو يربت على ظهرها ويسمح خصلات وجهها ببعض الجمود.... تعبت فصمت، تنفسها أصبح صعبا... وقرر هو إنهاء الليلة.... حرك صنوبر المياه الدافئة... ليهبط على جسدها، شهقت في فزع...... وتركها لحظة، يعرضها للتجمد للقتل حية ويرحل.... دقيقة واحدة كانت كافية ليغلق الماء، ويأتي بالمناشف يخرجها ويلف جسدها بها ينشفه، وينشف خصلات شعرها بعناية وحرص.... تأتي لحظة الملابس، تحاول الاعتراض قائلة صوت مبحوح : ممكن....
قبل الاكمال قال يبتر الجملة من راسها للنهاية : لا....
وضع علي جسدها الثياب مثل طفل صغير أمه تعاقبه على لعبه تحت المطر... قبل أن تطوف عيناه حملها حتي لا تسبب بجرح لقدمها بسبب شظايا الزجاج الدقيقة.......... وضعها علي الفراش ودثرها بالغطاء... لحظة هبط في الأسفل... لتصعده بعدها إحدي الخدم بأدوات النضافة تنضف المرحاض ....... وبعدها صعد وبيديه مشروب ساخن، وحبوب علاج تبدو جرعة دواء لأجل البرد الذي ستصاب به... والاحتقان الذي ظهر جليا ويزداد..... وضعه بجوارها لم يكن بحاجة لأمر آخر...... وفتح إحدي الإدراج ملقيا إحدي محتويات العلبة، تذكر في لحظة مريرة... وضع في فمها عنوة حبوب منع الحمل... كان تحصل عليها من الشريط الملقا هناك...... دفع الحبوب عنوة لفمها، وقيد يده.... لحظة الكمية كبيرة، أكثر من خمسة عشر حبة دفعة واحدة فمي لا يتحمل مذاق الهوان هكذا، بصقتها بعيدا.... ربما ابتلعت واحدة.... وربما.......
اخرج من خزانته بعض الأوراق وأخذ قهوته وأخذ يكمل عمله في صمت وهدؤء.... تمر نظرة لتراها بنفس التركيز، فتسلل النوم.... وغامت به.... دثرها جيدآ.... وفي الصباح بالذكر الأصح قبيل الثانية عشر ظهرا.... استيقظت، للوهلة الأولي أدركت رحيله، ولكن الخادمة بعد النداء والتحية... ابلغتها رحيله وسفره لعمله............ المرطب لم يفيد في جرح الشفاة ولا المرهم ذو المضاد الحيوى واسع المجال صاحب اللمسات السحرية........ لم يفيد في معالم الجسد، عطسة البرد قادم ووجع الجسد مهيمن على كل انش فيهآ..... ملت برأسها للخلف.... تستنكر عقابه، تكره تكراره لحظة في ذاكرتها، ولكن شعرت في الصباح براحة الانهيار، كانت تريد السقوط ولكن آخر يحمل ثمن السقوط والهفوة.... تتذكر انها من أحبت سريعا وسلمت سريعا، رسمت خطوط أخري، لتضع حالها بلا شيء، الكرامة والروح فقدتها، تصنع قوة من السحاب، حتي العاصفة فتدمر، السحاب عمليا ثقيل، وليس كاحلام الأطفال، وقوة السحاب سقطت على صاحبها وقتله..... لعن الحب... صاحب كل الدماء الملعونة والقصص الخاسرة الدامية... يذكر اسمه مع كل ضياع......... حتي الحرية في محراب سعادته ستضيع...............................................................
العزيمة جاهزة... المكان جاهزة لإستقبال الضيوف، رائحة البخور... تفوح في المكان، لمسة معطر هنا وهناك........ الكل جاهزة، والأم عادت، تعجب مالك وترنيم، بينما أحاطت هالة من الشكر لزمزم...... ترحيب الحارس، ونظرة من النافذة وصوت هاني بقول "  وصلوا"..... نظرة سريعة على كل شيء، والترتيب والطعام وترتيبات التقدم... الحلوى وضعت بتنسيق مطلوب.... رنة الجرس الأب والعم يخرجان من المكتب الأصول تقول ان الاخ الأكبر من يفتح... وحدث ذاك...... ترحيب بالصهر القادم والوالد، ثم أقارب الدرجة الأولي، أخبرهم عمه الأكبر سوف يأتي، ملامح وجه ابيه تنبأ بشئ.... صعد العم الأكبر سلام واحترام حتي علي ولدهم الأكبر أو الوحيد لا يعلم بعد.... تأتي الوالدة و زوجة العم، زاهية مرآة الحاضر والمستقبل والماضي ومل وقت، ندية الماضي أصبحت في لحظة جرح قريح ينزف...... ضحكاتها مع حماة اخته المستقبلية... وصعودها، مازالت تحافظ على جمالها... وهئيتها، نصف املاكها الفتنة والنصف الآخر العقل الداهي الذي سقط مرة واحدة، ولكنه من حينها واصبح شيطان سيتوحش ويقضي علي اليابس الصلب قبل الأخضر الغض....... تجمد في ملامحه تفرق لشتات لوجه لصلب وابتسامة ترحيب على عنقه كنصل سكين بارد لا يقتله ولا يرحمه .......
... تطلعته، الماضي لا يموت، طفل الخوف أصبح رجلا..... لتقول بتحية : ازيك يا مالك.. 
نظرة صدمة من المجاورة، رد مرواغ منه وهو يشير بيديه للداخل : اتفضلوا....
سلمي من خلفة، أصابها نفس ما أصابه، تبحث عن سكين تقتل اختها وتنهي تلك الزيجة، مدت السيدة يدها بالسلام... وتقدمت خطوة واتت زاهية تمد قائلة وهي تتدعي الحيرة مشيرة لبطنها التي بدأت عليها ملامح الحمل : مش عارفة اسلم ولا ابارك...
الجمود لحظة وهي تختفي من أمامها قائلة : اتفضلوا على الصالون......
واختفت في الداخل تسحب اختها، وتبعها الأخ والزوج، تهدر بصوت مكتوم قائلة بأمر :تطلعي حالا تنهي المهزلة دي.... الست لا يمكن تقعد دقيقة واحدة هنا...
هتفت ترنيم بضيق وصجر واعتراف : مستحيل... انهاردة جايين يحددوا معاد الفرح...
نفت الأخ بقول وهي تضرب بيديها بحدة : مافيش فرح ومافيش جواز والموضوع دا يخلص انهاردة
غضبت ترنيم قائلة : مستحيل.... والف مستحيل وبطلي أنانية يا سلمي.  مش ذنبي انها كانت مرات بابا في يوم
كادت تصفعها ولكن حبكت يدها قائلة : ومالك مالوش حق عندك... كفاية أنانية وبطلي تدوسي علينا وغبي وجع مالك، هتكوتي مبسوطة
لتهتفت قائلة : وعد انه مش هيشوفها، نخلص الجواز ومش هيشوفها ولا في اي مناسبة، وهتفت بالقرب من الأخ متوسلة : مالك عشان خاطري... ارجوك، والله حاتم غير ومالوش ذنب انه عمه متجوزها...
لم يجد شادي اي عبارات ليهدئ الوضع أو يقول شيء، الأمر صعب وتلك تتجاهل، رأي في عين مالك الصمت، دخلت زمزم قائلة : هتعملوا اي.....
اتي صوته من عالم آخر... ليقول : شادي
آداب الآخر بنعم، ليكمل هو : خليك مع مراتك لحد ما تهدي وابقي حلصنا برا، زمزم خدي ترنيم وطلعيها مع باقي واجب الضيافة......
نفذت لتقول سلمي باعتراض : لي عملت كدا، لي
ليهتف فور خروجه : اللي حصل مات  يا سلمي، المفروض متكونيش ضعيفة قدامه.......
اعطها إجابة أفعاله.... يريح ظهره على الحائط تلمس يده.... بحب تدعمه.... لم تصل لطوله مهما فعلت وخاصة مع جرح حي.... لتضمه فيهبط قليلاً.... تربت على ظهره تهديه الدعم... العاصفة في منتصف المنزل لم ترحل بعد....... دقائق حتي خرجت معه تتابطا ذراعه مكانها محجوز وهو بجوارها، يتكلم الكبار.... في أمور عدة... وعيون الزهو تفكر... تحيك خطة.... بعض السعادة أن فسدت لا بأس... عيب حاتم معروف تجهله الجميلة، شاكك الطباع، الحديث نحو أمر ووضع دلائل تحمل معانين وضع الدليل الاسؤء أكثر من حديث... يدور بعقله ويخرج غضبه في هيئة غيرة..... غيرته تحولت مع الإفراط لشك، الخيط الرفيع بينهم قسم وقتل وأخذ فيه العزاء والسلوان..... تنفس عميق.... لما لا تهديها حياة من صنع يدها... تلقنهم درس، فليتم الزواج ومن بعده فليكون لأمر شان آخر، ولكن تميمة القدر تخفي شيئا آخر............ العشاء لذيذ مطهو بإتقان بالغ، وعناية، تحت إشراف زمزم، وعيونها تحت الشكر والثناء.... ابتسامات تجول موعد الاتفاق.... من حظه اليسير الشقة امتلكها... وكان آخر الأقساط قبل أشهر، والعفش تم حجزه الروتين قرب علي الإنتهاء.... والآن موعد العرس... قال العم : مش غريب شرطك يا سمير بيه
ليجيبه بهدؤء : احنا بنتفق على آخر التفاصيل يا عبدالحميد بية مش بنفاصل
ليجيب وهو يحرك حرز مسبحته قائلا : العروسة ليها مهرها، ومؤخرها وحقها مقولناش لا، واحنا ندفعه زى كل الناس مع الجواز بس لي... وصل الأمانة وبالمبلغ دا....
لينهئ تلك المسألة : انا متفق مع والد العريس ومعاه، والفلوس دي انت عارف وانا عارف متجيش نقطة في بحر املاكي.... مجرد ضمان ولا اي يا عريس
تنحنح حاتم قائلا : اللي تحبه، بس عمي كان حابب يفهم ويوصل الأمر لحل وسط
ليبتسم قائلا : دا بالنسبة ليا حل وسط...
تدخل العم قائلا : مش مهم، المهم دلوقتي نتكلم في باقي التفاصيل....
أضاف الأب : معاد الفرح كمان شهر
بيقول مالك : بس كدا هما يدوب.... تلات شهور... والخطوبة كانت سنة
ليضيف حاتم : الخطوبة معمولة للتعارف، وانا عارف ترنيم كويس مع من خلال التدريب في البنك والفترة اللي فاتت الأفكار اللي خدتها تقريبا واحدة بعد تغير رسمية العلاقة.... وبالنسبة للتجهيزات احنا تقريبا خلصنا ومفضلش حاجة.... وأضاف بطلب : انا وافقت على كل شروطكم وجه الدور توافق على شروطي
أشار له الأب بالاكمال : كمل
أجاب عن رغبته :  الفرح حابه يكون عائلي.... مش عايز دوشة زوحزة وإجراءات كتير....
نظرة لابنته قائلا : اي رايك يا عروسة، عاجبك الوضع....
وهما قصد كل التفاصيل الخافية والمعلنة.... ليتقول بخجل : موافقة... وانا كمان زى حاتم بحب الأفراح الهادئة....
هتف حاتم سعيدا قائلا وهو يرفع يديه : الحمدالله...
....... نظرة صمت.... تجاهل العم والأب علاقتهم بنفس المرأة.... انتهي اللقاء، تنزع زينتها ليطرق الباب وتسمح لصاحب الأذن بالدخول، لتجده ابيها.... وبيديه إحدي الفواتير التي قامت عمدا بدفعها، ولتقول في صغية حب، أعلم تعذر المبلغ معك، أعلم أنك لا تملكه كله ... وتلك الغرفة اختارتها، يرفض وتخبره أن المال دين بينهم... دين يسدده أو يجمعه لسيارتهم وعليه صنعها، حتي يرحمهم بعد ذاك من الموصلات ما تحويه من متاعب، يومان خلالها تعلمت. عناء الف سيارة ولا  راحة ساعة في الموصلات واخذت ترسم له تفاصيل البيت، طفل وفتاة تشبه وتشبهها تختار الأسماء... ومن ثم ألوان الغرفة، وتضع خطط عشر سنوات أمامها، تريد بساطة الحياة، ترسم بفراشة وردية القصة...... ليقول : وانتي خلاص متنقعة بيه للدرجة....
لتوجه اتهام ابيها بضيق في رد : بابا ارجوك، دا اختياري.....
ليلوح الحزن في وجه قائلا : كان نفسي صوت يوصلك انتي واخوكي، اللي رضاكي الدائم، قبل بعند معايا حتي علي سبيل مصلحتك، صمت برهة قبل أن تجيب عن اتهام أخيها بحماية له ويردف : بس انا مش مستعجل، انتي في كل الأحوال راجعة البيت دا تاني.... وقتها هتلاقي بيت ابوكي مفتوح.... وكررها بعطف جم :  هتلاقيه دائما مفتوح...
وأردفت تنهي الحديث : كل واحد أختار، وانا كمان اختارت وكل اختيارتهم كانت ضدكم وفي النهاية... زمزم طلعت احسن زوجة ابن، وشادي طلع واحد من ولادك... وكل اموركم مشيت، وأضافت بقوة : وانا حاتم من حقنا.....
تركها تأخذ الحق والباطل... وليري معها الي ماذا سوف تصل............ حديث خبيث دار برأسه...، فتاة جميلة، رجال بلاده تقدموا لخطبتها منذ مطلع المراهقة وبدايات الفتنة ، كبار وصغار وشباب كان لهم لافتة امتنان عنها، خلق وحسب ونسب وجمال واصل وتعليم وخلق، شيء مثالي، بعض تصرفات الصفار وطلباتهم الدلال شأنه شأن كل النساء، تدافع وتوافقه على كل شيء... وتشاركه سرا أنور أخري، قبلت على عائلتها ووضعتها في عاصفة، وضع متازم، بين والدتها وزوجة عمه، كان يخشي بهذه الزيارة حدوث كارثة وانتهاء ولكن كل شيء سار علي ما يرام، حتي الاخ كان يوافق والأب أقل رفضا، يعطي زمام الأمور لرأي العروس، ليتذكر حديث صديقه مدحت لحادث مشابه " هما في الأول، كانت شوكتهم وبعد ما وقع، قبلوا بأي حاجة وكل مرة بحجة".... أرق الليل، إلحاحه علي قرب موعد الزواج ليسكت براثين الشك، أن ينعم بالنوم الهادي.....
........ أما عن النوم، يذكر ليلة أمس جيدا، حازم... وجده نفسه مع انسانة لا يعلم عنها شئيا، سبقته مع الخدم لجناحهم...... بدلت ثيابها باخري هادئة، منامة قطنية هادئة ذات اكمام متحشمة، لا تتوافق ابدا أن اليوم يوم زفافهم، يري أن يلوح كالابله لها قائلا في داخله " هاي يا عروسة انا العريس"
تجاهلت وأخذت تاكل بنهم قائلة وهي تصقف بكفي يدها : عظمة ياست... وأخذت تلوك الطعام واخيرا انتبهت له فقالت وهي تكمل الطعام : هسبلك نصليك متخفش.....
توقع أن تلك وسيلة لإخفاء توترها، فجلس بجوارها، ووضع يدها خلف ظهرها، فابتسمت واستدرات وهي تنزعها وتعيدها له محاولة عدم إفساد طاقم الزفاف الغالي والباهض هذا، هو من الحرير هكذا نطقت ليقول في دهشة وتعجب : نعم....
لتجيب وهي تأخذ إحدي أصابع الحلوى : متخدش في بالك...، انت كنت رايح فين بالحلوة دي...
كانت تقصد يده... 
يرد رد سريعا، يصرخ قائلا داخله " ابو الفصوص انت نمت، مش وقتك، يالا فوق هنتفضح يا مفضوح".... ويبلغ حلقه قائلا : عادي بقعد جنبك....
ضحكت قائلة : انت مكسوف....
ليرد بتهجم : دا المفروض انتي مش انا....
لتجيب بهدؤء بالغ وهي تبلع إحدي معالق الحساء : هتكسف منك لما اعتبرك جوزى.....
رفع حاجبه قائلا بسخرية وصوت آخر يصدع بصوت عادل امام في مسرحية المشاغبين المفضلة له : نعم ياختييي.....
لتجبيه : هنفضل فترة اخوات أو صحاب، لحد ما اتعود عليك انت وشطارتك وتجبيه بشيء يبدو من الوقاحة : ايوة جدو عمل كل دا عشانك، وانا واخدة بالي ان الهدوء لشهر عسل، مش لقصة قبل النوم...
وتزيد : وخليك فاكر انا عارفة كل حاجة، هي حامل دلوقت
صدمة منه، لترواغ بقول : زوجة وشاب معفي وزواج صحيح وشهرين فاتوا، أمر طبيعي... زى كل الناس
ليصفعها ردا أقوى قائلا : واحنا مش هنعمل زى الناس
أشارت بيدها للمرحاض :وعندك الحمام فاضي، خد وقتك.....
نظرة الطعام، كاد أن ستنعي ليصعد صوتها قائلا : صلي على النبي في قلبك بس....
تجاهلها، وأخذ آخر أصابع الطرب ، الثمين، لتقول برجاء : متهزرش
يشير بيديه وهي يقطم منه بتلذذ، استمتاع، عظيم لحم الماعز المخلوط باحدي الوصفات الشعبية، مشبع تماما من الدهون ؤبعض السخونة فيه تجعله يذوب، وانا اذوب معهم أيضا، الرواي يتقرقر شتاءا كمعدته.... ليكمل وهي تدفعه، أفسدت الثياب... من أجل اصبع الطرب...، تحاول أن تطوله، فرق الطول يا سادة مشكلة، مناضلة قصيرة. ان هو فارع الطول، لا بأس، يختطف قبلة لتهتف قائلا : مش بالأكل يا مقرف.... وعودة للواقع لم يكثر الخدم منه إلا الأجواء ليلا وهم وصلوا على مشارف الصباح.... ليترك قطعة لها وهو يسقط ضاحكا لتهتف هي : شبعت.... وترحل... ليبتسم هو، حسنا فقيد وجد بعض التسلية، اختار الأب عروس مميزة، صاحبة حيلة، لم تحصل على الحب وربما ستبقي ذكري، ولكن ستبقي وسيبقي الهدؤء والسلام أقوى من غريزة حب واجهته يوما... وهذا ما يقول عنه النصيب... ويغني صاحب العود بالجوار ملحنا : النصيب غلاب يا ولدي.... النصيب يا ولدي غلاب... ومهما كنت جوى ايدك جصيرة "قصيرة"

خطايآ المارد، الجزء الثاني من سلسة معزوفة العشق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن