العاصفة كانت قوية ولكن لحظات من العودة بوعود قديمة، تراجعت عن العقاب النهائي واكتفيت بعقاب مجزا كل جزء أكثر سؤء من الاخر، واقسي في مرارته وفقده.... داعبت أشعة الشمس عينيه، الهبتها، اشعرته حرارة تمنع روحه من البقاء في الاوعي.... يفتح عيناها المصابة بجروح بالغة بصعوبة، يستنشق الهواء بصعوبة، يجد جفاف حلقه عائقا في راحة أنفاسه، يحاول الاعتدال، لينظر حوله ليجد حاله في المشفي بين انانيب وأسألك وأجهزة قياس نبض.. أزال ما أزال من علي جسده، ورغم عدم قدرته في البداية علي الحراك، لكنه تحمل قائلا بعجز " وسام".... ولكن بقايا قوته لم تنفع، وهو يسقط أرضا ببطء... لليتفاجئ الممرضة
بحالته ويضع الأدوية التي كان يحملها... ويرسل إنذار للطبيب، ويحاول مساعدته على الوقوف قائلا " معلش، قوم معايا... براحة ؛.."
واجلس علي الفراش، ثم عدل وضعه وهو يتلاقي من جسده تعب شديد، يجعله غائم النظر وضعيف الحال، صوته لم يخرج من حلقه ليعترض، ليأتي الطبيب، يغدره بمسكن يآخي جسده ويفصحه بهدؤء.... متأكد من عدم حدوث أي مضاعفات لحركته قائلا... خد بالك منه، المريض، أتعرض لحالة انهيار عصبي، واللي عمله دا متوقع، خلي المراقبة ٢٤ ساعة انت وحد غيرك، مفهوم ".....
اوما الممرض بتقبل لرأي الطبيب، وخرج ليخبر من هم متواجدين من عائلته انه بخير.....
........... وفي أحد الأركان خضر فارس مؤخرا من عمل قريب له ليقول لزوجته بهدؤء" حور مش يلا عشان ترتاحي "
أبعدت يده معبرة عن رفضها الصامت....
ليقول بهدؤء... حور، وجودك هنا مش هيقدم ولا هياخر...
لتصرخ به قائلة.. : اخويا بين الحيا والموت وانت عايزني اسيبه، عشان اي أو عشان مين .. "
ليتنفس بشئ من الغضب قائلا" وجودك بيخيليه يعيش، لا، بيقدم حالته لا، بالعكس انت متجاهلة كلام الدكتور ليكي وشكلي عايزة تحصليه "
لتتدخل والدتها قائلة : جوزك عنده حق يابنتي، روحي بيتك وارتاحي، عشان خاطر وخاطر ولدك، التعب الكتير و انتي بأول الحمل غلط ....
ادمعت عينياها قائلة : وهو من أمتي ساب حد فينا وهو تعبان فينا يا ياما.....
امها وهي تضمها.... لا يا روحي مسبهاش حد الغالي، بس يرضيكي تتعبي ويجري لولدك حاجة، وهو ناطرة من اول ما عرف، تحرميه من فرحة بيه... يلا ربنا يرضي عليكي يا روحي، والتفت لاختها قائلة.... هدير وصلي اختك لتحت.... "
اومات الأخري بطاعة واستصحبت اختها لاسفل.. وانتظرت الأم رحيل ابنتها وقالت لزوجها الذي كان عليه أتباعهم" فارس، براحة عليه يا ولدي، معتصم اخوها الكبير بربك وخائفة عليه وغير الحبل بيتعب الواحدة لوحده وهي لساتها عيلة صغيرة... خدها بالهدواة... ".
قال بلين : حاضر من عيوني يا حماتي، وبخير أن شاء الله، نجي بكرا ويكون بالف خير...
آمنت بهدؤء قائلة : بإذن الله....
.... ورحل... لهب لزوجته ليعودوا الي منزلهم لقليل من الراحة لأحداث حدثت منذ أيام....
فلاش بأك.....
.... زلت قدمها وبدأت في السقوط، لولا يده التي أمسكت يده التي كانت تحاول البقاء، وخاصة عندما تعلق طرف ثوبها بقطعة من الحديد المزين للشرفة أسفل، نزلت دموعها خوفاً.... ارتعشت يدها فقال وهو يحاول امسكها بإحكام " اهدي، اهدي هاطلعك... ارفعي ايدك التانية، براحة"
رفعت يدها الآخر ولكن لأول مرة يكره كون زوجته قصيرة... دخلت زهرة عندما مرت وسمعت صوته الصارخ من دقائق والباب مفتوح، لتصدم ويقول لها " زهرة فوقي وتعالي امسك ايدها عشان ارفعها بسرررعة"
.... لبت طلبه وامسكت طرف يدها بينما هو ممسك بالاخر وباستخدام مهاراته في الجيش وعمله، تدلي قليلاً ليمسك بجذعها العلوي ويرفعها بهدؤء، ولتساعده زهرة في اجلسها أرضا، وتأتي لها بشال كثيف يغزيخا ويضمها فارس قائلا : هاتلها عصير، هاتلها لمون بسرعة يا زهرة.
بينما تبكي وتنتفض وجسدها بشدة... وهو يضمها ويقازن الف شعور بالغضب والصراخ عليها، دقائق حتي شربت بصعوبة بالغة من يده أو من زهرة كوب العصير... وحملها وظل جوارها حتي غفت، ولتستقيظ علي حادث أخيها، الذي قلب الأمور رأسا على عقب.... كل ما يحدث المسافة بينهم تزيد يوما بعد يوما، حبهم في حالة تجمد، يوجد هناك حزن ودموع وبالقرب منهما بعض الذكريات ويظهر للنور بينهم الخلافات، بينهم نظرات لؤم وعتاب في صمت ولكن انقطع الحديث والعتاب، وصل بهم الحال ان احدهم يريد ترك الآخر لابد، والبادي كان هي والننقذ هو ولكن الي متي......
........ وبالذكري العقاب، ما زال عقابه مستمر، لا يحدثها لا يستمع لها متحججا بالظروف والأحداث التي وقعوا فيها بسبب حادث أخيها، لا ينظر لها ولا لعينيها لا يسأل عن حالها، وهي من فرط الحزن علي أخيه تعبت من المحاولات معه أيضا، اردات أن تصل لحل ولكن كيف وهو يقضي اليوم بالعمل مع أخيها كرم ويطمئن آخر اليوم عليهم ويرحل الي صديقه غلاب، لا يعود ولا يقرب منزلهم... اتهام من عينيه عبارة عن سهام يوزعها في نظراته اليائسة... ..
...... وفي مكان آخر كانت تجلس وفي الأرجاء حالة حرب، حكم سوف يقع عليهم ... وجرح تتحسسه من حين لآخر، من كان يتوقع أن حبيب الصمت، قاضي اليوم.....
.... وفي مجلس ابيه الذي كان عبارة عن ابيها وفاضل الذي قال " رايك يا شيخ"
_ اللي بتريده ممنوع عندنا يا فاضل، مافيش بت تتجوز برا القبيلة برنا
_ كمال كان اي
_ ابن قبيلة وقريبنا برضو يا ولدي....
_ خلاص، يبقي اخسر ولدك يا شيخ
تنفس الآخر الصعداء بضيق " يا ولدي، انا مقصراش معاك، اكرمتك وعالجتك وامنتك على أهل بيتي وارضي، واليوم جاي تتطعني"
لينكر فاضل قائلا " بيتك وارضك وكان عرضي وشرفي وصنتهم ولما عوزت حاجة عوزتها بالحلال، انا بقدم عرض أنقذ بيه أرضك، ولدك وطليق مرتي، يسيبوا تجارة السلاح وانا اخد مرتي ونسافر... ويا دار ما مدخلت شر، انا بكسر مبادئ لأول مرة في حياتي يا شيخ لاجلكم "
تنهد الآخر بقلة حيلة، فإما أن يخالف تقاليدهم لينقذ وريثه من طغيان العقاب أو يخسر... فقال بهدؤء" خلاص يا ولدي اللي تشوفه، بس "
بهدؤء اكمل،... مبسش يا شيخ، اليوم زهر هتكون مرتي وهاخدها واسافر.... وابنك رجعلك يبات في بيته هو وابن عمه والباقين... يا شيخ، انا أنقذت ابنك لأجل معروفك معايا، وطمعان في كرمك تدني حتة من الجنة... عارفة انها غالية وعزيرة عليك، ولكن غالية علينا احنا كمان"
_ شوفتها فين...
_ لمحتها بالصدفة، عند الخيل، اوو التمر، دوقت من يدها الحلو في المولد ، حسيت بروح امي الله يرحمها فيها، حسيت بالسكن اكتر من كدا ملمحتهاش، مخنتكش يا شيخ وهي كمان ....
_ اخوها لازم يشهد على كتب الكتاب، لازم بتنا تاخد حقها والكل يرحب بيكم...
فاضل وهو يقبل راسه " عين العقل يا شيخ"
_ بس هتقول اي لاسيادك...
_ اتقتلوا أثناء المقاومة... محدش غيري يعرف هواية المجرمين الحقيقين.... متنساش الشرط يا شيخ...
_ مش هنسي يا ولدي، تاب بإذن الله ربنا يتقبل التوبة....
..........
...... وفي المشفي جلست سلمي في الصمت، تتحسس جرح رأسها بألم، ساكنة أحلامها تدمرت، عيونها مجردة من الحياة، محاولات أخيها وزمزم راحت هباء لم يفيد معاها شيء، ظلت ساكنة محدثة في الفراغ بصدمة، حتي اقتحم شادي المكان، رغم منع الممرض له قائلا... وسع.
مالك وهو يحاول منعه... شادي اطلع برا خليها ترتاح..
هدر به قائلا وهو يمسك يدها... مش هترتاح غير وهي عارفة الحقيقة كاملة مش هترتاح وهي مش فاهمة ارجوك خليني أكملها....
ونظر لها بشوق وهو يرفع وجهها له " سلمي انتي سامعاني... سلمي انا شادي
..........
وتذكر عراكه مع والدته قائلا. .... بتضربني في ظهري يا ماما بتطعني، بتدمرلي حياتي قبل ما ابدها، دا دروك كأم ...
مشيرة وهي تستحي القهوة" قولتها take cure فكرتها لعبة، تستحمل الصدمة، هو الدكتور قال جالها صدمة عصبية صح...".
فهدر بها قائلا... سلمي هرجعها وهنعيش سوا، وانتي وبس اللي هتخسري، امبارح كنتي بتحاربي سلمي انهارده دي بقيت حربي انا........
.........
وفي المشفي كانت سماء تتجول قليلا في الحديقة حتي قالت صباح من خلفها" عذراكي، وشايف الخوف ماليكي يابت عمي "
سماء بضجر... مش وجتك حديثك يابت عمي
صباح بهدؤء... علي اساس اللي يجرب من ولادك هتخليه يتمني الموت.....
سناء بغضب.... عايزة اي، انا مش في عقلي لحديثك...
صباح بهدؤء وهي ترحل وصدي صوتها يعيق نسمات الهواء وان لن فنسمات الهواء تزيد االهيب" مافيش غيرها، هتاخد ولدك للموت وتقعدي قعدتي، هتخسري البكري سندك وعكازك انتي وولادك... زى ما خسرنا اللي راحوا وانتي ساكتة... يابت عمي.... لا هي لا هو، الاتنين مع بعض موت يا غالية، موت ... ياختي"
...... يتبع...
اول بارت خفيف...

أنت تقرأ
خطايآ المارد، الجزء الثاني من سلسة معزوفة العشق
ChickLitكونك تعشق حق، ولكن الحصول عليه حرب.. وليست كل الحروب باصحابها..تنجو