الفصل الخامس، الماضي وأشياء أخرى

852 27 4
                                    

الفصل الخامس، الماضي وأشياء أخرى..
وإذا حدثت عن الماضي فلا تسأل عن ما تولي منه، فهناك من المصائب مالا يتحمله قدر ولا عقل بشر...
...................
صفوان  الراشد، عائلة ذا الصيت فيها في مجال الطب منذ سنوات، والده حصل على الشهادات الطبية في هذا المجال، احبه كحب ابن سينا ونال ما نال، ولكن بجملة المبادئ والأخلاق ارتكب جرما في حقوق القانون، فهرب، ولم يعد، أسس ما أسس من المستشفيات والمراكز وكان لزوجه فضلا في هذا، رحل ولم يعد الا اليوم قويا، او ربما يختبئ في زى جنسية أخري تمنع القانون بالمساس به، زيارة مفاجأة لولده نديم، جلوس هادئ في الغرفة، ليفتح الآخر بسعادة قائلا : الرجالة بينجزوا في المشروع، هسافر شهر وارجع هيكون خلصوا جزء كبير من الأساسيات والعمدان.... عايز نجهز. أجهزة كويسة... و
نظرة منه وهو يشعل الضوء وهو يحدث شاكر ابن عمه، ليجد والده يجلس بهدؤء وفي زيارة غير مسبقة المعياد، ليقول : بابا حمدلله على السلامه، نورت، انا كنت لسا جاي ليك كمان يومين بالضبط...
لحظة صمت وتحرك بسيط من الوالد الذي عقد يده وأخذ يدور حوله قائلا : مشروع اي
رد شاكر : مشروع مستشفي كبير هنا ياعمي، فكرة كويسة وفرع جديد وكبير هيمشل الصعيد، كله وكمان شراكة.....
رفع وجهه فلمعت نظارته : مع مين....
قال نديم بشيء من الحماس : عائلة الحديدي، اعرفك بيهم.....
صدمة حلت علي وجهه، الماضي لا يموت يوما بالرحيل، هاهو يقف بين يديه وأمامه في نفس الوجة والاتجاه، وإذا لم يخط الحدس، فصاحب الأمر المعصي سوف يأتي لا محالة وربما يحكم... ومع الذكر انه حكمه يومآ لم يكن هين أو لطيف.....
...................
عشاء لطيف وجو هادئ، نظراتها معلقة به من حين لآخر، فقال : عايزة تسالي عن حاجة يا زمزم
اخفضت وجهها قائلة : الصراحة اه
ابتسم بحبور قائلا : سامعك
ترددت وقالت : المفروض ناخده امتي
ابتسم قائلا : كلها كام يوم ويكون في حضنك
فرحت وهتفت في حماس : بجد..
هز راسه قائلا : بجد
جلست بجوار مقعده قائلة : متشكرة اوى يا مالك، انا بجد ممتنة ليك...
ابتسم وامسك يدها يقبلها قائلا : وانا بحبك، بحبك من جوا قلبي، وبفرح لما بشوفك فرحانة
خجلت من كلماتها، واحمرت وجنتيها، حاولت الرحيل ولكنه حاول منعها نظرت له نظرات يغمرها مشاعر لم تستطع البوح بها، ولكنها ابتعدت تحمل الأطباق هاربة..... نبذة ياس داخله ولكنه علي الاقل يتقرب منها ويتلذذ بقربها... يعلم أن ثمار الود لابد أن تقطف ولكن عند النضج المرغوب فيه ويوم السقوط يكون يكون له وفي جعبته وملكه وباسمه.... فإذا ارتوى قلبه فلن يتروى الا بها.............
.............................................
دخل المنزل في هدؤء متبعا فلم يجد لها أثر في البداية ولكن وجدها في غرفته، لا يعلم ماذا تفعل فقال : هو في حاجة
قالت وهي تلقي ثيابه جانبا : بضبط بدلك وهدومك، حسيت انها محتاجة حبة اهتمام اكتر من كدا...
وامسكت احد زجاجات العطر واقتربت منه قائلة : كنت عايزة اجرب عليك دي..... واقترب حتي وقفت أمامه ورشت العطر يمل هدؤء وانتظر ثوان وقربت انفها تشمه، فارتبك من القرب لم يعتد عليه، ولكنها لحظات وابتعدت قائلة : حلو، روح نام في اوضة تانية عشان انا مش فاضية انهاردة... زى ما انت شايف... بتسلي...
بلع حلقه قائلا :  طب في عشاء، انا جعان مكلتش من الصبح...
حركة انفعالية مدروسة منها تملؤها الغنج : ازاى تعمل كدا، لا لا لا لازم نهتم بموضوع اكلك، خد حمام دافئ عقبالك ما اجهزلك الاكل
تراجع عن قوله قائلا : بلاش أفضل انام خفيف
ضحكت برقة قائلة وهي تزيل ستره بيدها الناعمة : متخفش، المرة مش هعند معاك... ونظرة أخيرة ورحيل بطئ وتعجب منه... لابد من شيء ما أحدث هذا التغير في تلك الأيام القليلة...
وأما هي وهي تعد الطعام، تذكرت جيدا الحديث مع حسين عصر اليوم : عايزني اهربك
صححت قائلة : انا هجبلك جواز السفر وانت يدوبك هتعمل الإجراءات والتاشيرة، وهتاخد حقك
وضح قائلا  وهو يضحك مستهزا :انتي عارفة لو حكيم عرف هيحصل فيكي اي، حكيم مش سهل ابدا
أبدت الثقة : الموضوع دا يخصني، المهم ضبط امورك بلغني عشان اجهزلك الجواز...
ابتسم قائلا : وماله يا حلوة ميضرش.....
....... رفعت رأسها وهي ترفع الأطباق املة أن تنجح خطتها تلك المرة، فعليها الهروب وبالاموال الموعدة لحسابها سوف تستقر مدة لا بأس بها بعيدا عن غضب ابيها وسطوة مالك وهذا المغفل على حدة اعتقادها..... وضعت الطعام وخرج من الداخل بثيابه المنزلية وأخذ يتناول الطعام بهدؤء : انتي مرتاحة والدينا كويسة معاكي صح
هزات رأسها قائلة : كويسة....
اكمل قائلا : يعني مروة وماما انتي تمام معاهم
ابتسمت قائلة وهي تطعمه : طبعآ زى السمنة علي العسل....
مضغ الطعام قائلا : الحمدلله، اومال مالك مستغربك
ابتسمت قائلة : مش احنا صحاب برضو
نظر لها بدون رد فاكملت : بقدم عربون محبة ...
وأنهت طبقها قائلة : هعملك الشاي واسيبه في اوضتك....
........... تعجب ولكنه لن يتضرر مع هذا التغيير فهو جميل ومفضل  وإذا زاد أكثر فهو مفضل لقلبه.....
....................................................
صدمت من حديثها ولكن الأخري أكملت بغليل : اوعي تكوني متفاجاة....
حاولت وسام التماسك قائلة : حور احنا عمر ما كانت بينا كدا
اردفت الأخري بغضب : بس اللي جاي كله كدا
حاولت إيقافها عن الاكمال قائلة : وعلي اي ذنب دا مش من العدل...
ردت بغضب وقوة وهي تقترب منها مقبضة على يدها غير مبالية بالإصابة : وتقدري تقولي اي من العدل، ان عطر تعيش يتيمة بعد موت ابوها وعبدالله يموت، وابوي انا يتشل باجي عمره، وحياته تجف لأجل خاطرك لأجل تعيشي مرتاحة، حتي انا مسلمتش وخسرت وادمرت ومش جاردة احب اللي كنت بحبه ولا اعيش حياتي، وفوق كل دا عمر أخوى مهدد بيكي، لا يا وسام أخوي لا والسعادة اللي انا انحرمت انا وامي منها عمرها ما هتكون من حقك..
المتها فتالمت وعند نزع القبضة ركزت الأخري علي جرحها المتوجع وتفاجات بيديها تحيط عنقها بقوة ساحقة تكاد تفتك بها، الهواء ينسحب والتنفس منعدم، مال الوجه للزرقة وتوقفت اليد عن الحركة وأنقذ الموقف تدخل الأم في آخر لحظة تمنعها تبعدها عنها قائلة : فوجي  يا حور اوعي ، حاولت الأخري للهجوم ولكن منع والدتها بات أقوى، سقطت على أقرب مقعد تشعر ببعض الألم في ظهرها جرا دفعة والدتها بعيدآ، فاقترب منها والدتها قائلة : انتي زينة..... ونظرة لوسام تحاول الافاقة، لتدخل حليمة وهي تحمل عشاء وسام مصدومة فتركض لها وتستند حور علي والدتها لتهبط أرضا بعد ثوان، ويزداد الأمر سواء عندما تظهر نقاط الدماء مبشرة عن نزيف..................................
..........................................
وصوله أرضه ومملكته الأزلية من اليوم كان حافلا للعمال، استقبلوه بحب وخاصة كبير العمال، وجهز القصر الملحق بالعزبة جيدا ليليق به وبمرافقه وهذا الطفل الصغير، وصعد الي غرفته الجيدة واستدعي ميسور قائلا : عاملين اي يا ميسور
هتفت الآخر بحماس : نحمده ياباشا
لحظات وقال : تقدر تمشي
فاضاف الآخر قائلا : ابعت حد يجبلك العشاء ياباشا
فاردف الآخر :  بالهنا والشفا....
هزا الآخر راسه ورحل وقال مرافقه الاربيعني نافع : البيه الصغير نام ياباشا
هزا راسه قائلا : خير، بفكر ليه في اسم
فقال نافع : تسمحلي ياباشا
أشار له، فتحدث : انا مش فاهم جبت ميسور لي دا انت متكلمتش كلمتين
فابتسم قائلا :  بتاكد من ولائه
_ وطلع اي
_ اللي زى ميسور عمره ما هيتغير الا بالخوف ودا ليا، سبني انام وبالمرة افكر في اسم ليه
بفضول قال : هتحبه ياباشا
بجمود اردف : اتمني....
.................
قالت والدته : يعني سبت خطبيتك
أجاب بتوتر :مش بالضبط
غضبت قائلة : اومال اي بعتت حاجتك لي
فقال : معرفش، ماما ارجوكي ممكن نتاقش بكرا
اردفت بغضب : ولا بكرا ولا بعده انا عايزة إجابة
هرب قائلا : وانا مش قادر اتكلم..... وصعد لاعلي
فقالت إحدي الخدم لها : متخفيش دائما هما علي خلاف
اردفت زهر : مش مهم...
فقالت الأخري : غريبة موحشكيش العريس يا عروسة
قالت وهي ترحل : الغائب حجته معاه...
................................................... يتبع....

خطايآ المارد، الجزء الثاني من سلسة معزوفة العشق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن