الفصل الرابع عشر... عثرة
.... العثرات تدل علي بداية الوقوف. انظر الصغير يتعثر كثيرا، حتي يقف، وما لبس أن وقف لا يسقط، فإن تعثرت أعلم أن سوف تقف... أو تجرح أو تهلك، أيهما أقرب لدربك ستجد.......
............................
نجوان المرشدي، لغز لا يحل، زيارته جاءت متأخرة، عيونها تحمل أخبار، وضعتها مرة واحدة، مصنعك للسكر سوف يكون له موزع في لبنان يفيض علي كل دول الشام والوطن العربي بعد عدة سنوات... وخطوة أخري بعد النجاح هنا، سنتوسع في المصنع... ومن ثم يعد خط إنتاج بمواصفات خاصة للخارج، وعد المال أن استطع يا عزيزى..... سيجاره يعلو بدخانه، والسحاب كان جلل.... بحث عنها جيداً... جوان تزوجت ثالث، أو أكثر، ربما لم يكن زواج بالمعني الحرفي لذلك.... املاكها لا بأس بها، عدة عقارات، وأموال مخيفة عن الأرصاد، وعدة مجوهرات ثمينة، وما خفي كان أعظم.... ابتسامة علت شفتيه، وهو تناوله شراب بارد من خليط من الفواكة بعد رفضه الخمر معها..... قائلا : وبعدين...
نظرة ضجر منها، ليكمل : حياتك كلها صفقة، وانا صفقة مين...
تجاهل آخر، ليكمل : الباشا دفعلك كام....
نفست هواء ساخن خرج منها وقال : دفع اللي دفعه......
نفث دخان تبغه مجددا سريعا أمرا : كملي
استهدفت نقطة أخري : الدينا لعبة...
سخر وأجاب : يبقي العبي لوحدك...
بعملية قالت : صفقة...
_ مش شاري
أمسكت علي مرفقه وقالت : هتسمع.... اعتبرني عيون ليك عند الباشا
ضحك باستهزاء : زمتك وسعة.....
ضحكت وقالت وهي تخطف منه السيجار ويحيط بها حالة من التبغ وتناوله ليكمل، فيدهسها : لا قلبي كبير......
نظرة صمت منه، لتكمل : معرفش انك خواف....
اخذ معطفه راحلا وهو يقول :وانك متلزمنيش ولا خدماتك........
....... نظرة غضب منها، جيد... فشلت في بداية المهمة... لن هذا القائد...... وأما هو فيتسلي قليلا، أفكارها لذيذة ومفيدة تلك الفتاة، لا مانع بها ولكن بعيدا عنها.... حقا الباشا خطئية، يريد سحقه بخطوة واحدة........، يجول في عقله الكثير من الأفكار والزوايا.... يري نفسه في مرآة منزله، لو رأيته صغيرته الراحلة لن تصدق، هناك جانب اسود هنا، هناك جانب مظلم...، لابد من الشر لينتصر الخير صغيرتي، بعض الدهاء لا يضر...............
.........................................
افاقة بألم في الرأس، رؤية مشوشة... حركة جسد تؤلم، تحاول الاستناد علي حالها والوقوف، لتجد نفسها شبه عارية في فراش لا تعرفه، ونظرة بعيدة الأمد.... لتجده يقف بابتسامة قائلا : كان نفسي اقولك صبحية مباركة يا عروسة، بس ابن عمي سبقني...
شقهة وصدمة، حجوظ عينان، جمد جسدها لحظة، كادت تقتله وتهنال عليه ضرب وسباب ولكنه منعها هري جسدها، خوفها للحظة، هي تخاف، لو علم حكيم لقتلهم، صاحب الغيرة العمياء لا يفرق.... ليقول مقهقها : متخفيش اوى، انا ملستكيش... بس عملت حاجة احلي...
وألقي بعض للصور أمام ناظريه : وطبعا لو مين حلف لجوزك أن دا كذب مش هيصدقك وأضاف بوقاحة : والموت مش فارق معايا، ابن عمه ومش ههون عليه، بس الغريب وإذا كان ست في داهية....
أوضاع تصفها بعاهرة، صورة تخبر انها خائنة، احتضان وقبلات، وجسد عاري، وعناق مزيف.... إضاءة خافتة تزين الجريمة ليضيف : عايزني استر عليك يبقي تسمعي الكلام
فلتت منها دمعة، فالستر الذي حين فيه كشفت، هي تساوم على شرفها قصرا وغصبا، بريئة في ثوب خطئية، دمعة تزايدت ليخرج صوته أمرا : هتسمع ولا نسمع خبرك...
نظرة انكسار له وهو يقول : اولهم في وصلات باسمي عند جوزك في الخزانة، وأكمل مقلدا، يزيف التعاطف : مش هتعملي اي حاجة غير انك تدخلي تدخلي الرقم السري وتفتحي الخزنة وتديهملي..
وأكمل مضيفا : ولو في أوامر تانية هبقي ابلغك...
وألقي لها ثيابها موضحا : الوقت اتأخر، والسواق تحت، مع السلامة يا مرات اخويا.....
...... هو تركها في حالة هلاك، فور خروجه، ضربت أقرب شيء في يدها للحائط، ليتحطم وصوت شقهات تعلو بتزايد... أول مرة تذوق مرارة الانكسار والخزى، لو علم ابيها سيهلك مقتولا بسببها.... والزوج والعشق لهم الرحمة..... وهي لن تطول المغفرة.... والفاتحة علي الربيع..........................
......................................
تنضف الفتيات المنزل، الرجال جميعهم بالخارج، يستمتعون بالأغاني... بينما هي جالسة هائمة الخاطر.... عيون تتلقي بالضوء.... في سورد، مرت ايام والوضع ساكن، لا شيء جديد، القي بالطلاق، وألقي كل شيء خارجه، تختنقه في سكونها، يقترب الوعد، والتجمع المفضل يدنو باستحياء... عيون تدور مجددا، لتقف كلمات صدعت من المذياع... تؤنس بعض الفكر، تبتسم تارة لها وتحزن تارة... بقولهم والفتيات تشدو معه..... قائلين بقوله
مش أنا اللى ابكي
أنت تقرأ
خطايآ المارد، الجزء الثاني من سلسة معزوفة العشق
Chick-Litكونك تعشق حق، ولكن الحصول عليه حرب.. وليست كل الحروب باصحابها..تنجو