الفصل السادس والعشرين..... خطوة للخلف

619 20 17
                                    

الفصل السادس والعشرين..... خطوة للخلف
احيانا، لفهم المزيد يجب العودة خطوة للخلف...
.........
وخطوة تبلغها سيلين موعد الزواج، اتفقت العائلتين، شهر واحد.....او بحق أقل، نهاية الشهر، كل شيء جاهز تقريبا.... تبلغها بموعد مع الخطبيب... حمزة، العاشق والقديس، صاحب الذنب والبراءة........ تبتسم لها بود... وتذهب بعقلها عن اخبار مريضها، مريب، يحاول أن يقنع الجميع بمبادئه، ظنت انه بائع هوي، ولكنه في ملفات قليلة عنه، رجل أعمال ناجح، متزوج ويملك طفلين غير معروفين الاسم والهوية، وعدد لا حصر له من الضحايا وكلا بدون اسم ولا هوية.............. يحدد الضحية ويقتنص منها، لا صدمات عاطفية، عائلته لا تحمل الغبار على سمعتها، كل شيء مثالي، حتي هو رغم السواد..... عيون تحلق بتفكير وتحذير من الدكتور المشرف على الماستجير بها، ما الدوافع سيدي، ظنت الأمر سهل، دراسة بعض الكتب و المقالات والرسائل، هو وحالة أخري وبعض الإجابات وتجد قليلاً وتنتهي، ولكنه يحدد معاد يناسبه ومن ثم يرسم خطوط عريضة بحديثه، مجرد جمل أمامها... هذا اسلوب، المعرفة لا تكتمل... ربما شبه الخطيئة بالورد، رغم اللذة هناك ألم... اهو رجل حاجاته أكبر من سيطرته، ام هي هالة ليخفي قبح أفعاله.... حصر خفي لبعض الضحايا، كلا باسم، هي الصورة فقط، الصورة فقط،... بعض الكلمات ورسالة توقفت وانتهي مجري العلم وبدأ الفضول، وان لم تكن قويا فلا تبحث ولا تقترب......
........................................................
طلما كان العم الجيد، الأقرب للقلب والأكثر شعوراً.... وهو الآن الحما... والصديق، بلغ الفراق الشهر الأول، اعطي لكل منهما مهملة كافية..... طلبها عنده وأمر زوجته بالرحيل لصنع المشروبات الباردة، نحن في مقبل الصيف... أشار لها أن تجلس بجواره، فجلست، فرفع وجهها قائلا :حزينة
لحظة قبل أن تحدثه صدقا : الجني ووجعني ورحل
عيون تراقب الانفعالات، هشاشة الروح يشاهده، صوت مبحوح كلما اقترب الحديث عنه أو ذاكره، فضلت الصمت، تخشي أن تتحدث عن في الفراق فتكون هي الخاسرة الوحيدة، أحبته ولا تري شئيا جميلاً... قلب متوجع.... ليهتف هو يتنشل من الذكري : لو ناوية ترجعي لازم تهملي اللي حصل
تابعت برد يعبر عن بتر داخلها : كيف ما هملني....
ربت على يدها بحنان قائلا بفخر : اللي زيك يتشال فوج الراس والعين يا فتون.... وأكملت في هدوء : بس انتم الاتنين غلطتوا....
نظرة تعجب وغضب كانت منها، ليكمل : انتي مجصرتيش في حق ولدي، بس انتم جصرتوا في حج نفسكم....
نظرة تريده أن يكمل : كان لازم تفهمي كرم، أن عيوبه في مراية الناس مش مرايتك....... وهو كان لازم يفهم أن ليك فيه و حجك عليه كبير، حج الزوج والأخ والحبيب.... وأكمل بنبرة اعلي :خابرة، كنت عارف مكنون نفسه ليكي، بس كان نفسي يكسر خوفه ويحول عاوز بنت عمي يا جدي.... بس ربك لطيف، لو عايزين تكملوا، لازم يكون بينك وصال وحبل متين اجوى من الحب، وانهي : وكرم بس عنده عيب وبإذن الله وبالعلاج هيخف، ويبقي عندك بدل الواد أربعة.... وكمان بكرا ربنا يأذن بنعاد شفائه ويشفي كيف باجي الخلج.... وانا وانتي والايام.... ارجعوا بس علي أرض صلبة..... مترجعوش وجوا كل واحد منك شك.... لو رايدة... هيكون اول انتصار ليكي.... خطوة واحدة تفرجك عن كل شيء.... خطوة عزيزة منك، بس وعد من عمك العجوز الكبير، خطوة بمجام الف.... أما لو كلامك امك احلو في عينك، أنت مش مجربة على الصبر، وانا ظهرك لو حد غصبك على حاجة.... مش يهمك أمر مخلوج غير حالك...
تتذكر حديث والدتها وغضبها  وقولها الحاد : احزني على حاجة تسر يا خبية بختي، وش وش جمر وحظ غجر
...غضبت وحاولت التماسك : ياما بكفايكي، بكفاية، انا حرة اعمل اللي رايدها...
وتصفعها بكلمة قاسية برد حاسم : وانتي رايدة العاجز، العجيم.... رايدة وجع الجلب، واهمتمت بالقول قائلة وهي تعطيها درسا : يابت، دا رماكي على طول ذراعه ولا سأل... وانتي لساتك عاوزة، علي اي يا حسرة... وأردفت وهي نقترب منها تضع يدها على كتفها وتقترب من وجهها بقول هادئ : جضي عدتك.. وانا اجوزك سيد سيده، مال وجمال وراجل أهل البلد كلهم يحسدوكي عليكي... راجل يعرفك معني الرجالة بحج.....
ابتعدت ممتنعنة بقول : مينفعش ياما، مينفعش...
لتضع آخر كلماتها لها بقول : وماله، بكرا تندمي بدول الدموع دم، ويموت ويسيبك في عز الشباب، وتتجوزى عجوز، شايب كيف ابوكي، والزمن يوريكي وشه على حج...
ليضيف بها وتفضح سر ما لها، لتهديها بعض الألم، تألمت القلب، يقاسي، فنادات بشيء من التراجع : أماه....
نظرة وقول : نعم يا نضري...
رمت الكلمة وتفاجات بالرد : نعمة جبلة...
ضحكة سخرية وقول واحد وهي تغارد : وماله هو من حد غريب، ماهو كله ابوكي.... والصوت لا يخيب : اتفرجي على نعمة، زين، بكرا تكوني زيها ولا تطولي تكوني من الأسياد ولا الخادمين.
. أغلقت الباب بعنف، وتعنف الجسد يخوف و رعشة بعدها..... نظرة للعم الصبور، وافاقة من حديث الوالدة لتقول  : رايدني اعمل اي يا عمي
ابتسامة هادئة وحديث يتخلله الدعاء : ربنا يبارك فيك ياست البنات......... اسمعي عدل.....
أنصت لحديثه، وقال في النهاية : فكري لبكرا، خدي يوم واتنين وتلاتة، لو لد عليكي أمري أمر وانا عند وعدي......
هزت رأسها بايجاب.. وىبت على كتفها وقبل رأسها في حنو اب، ولحظات ورحل في تادب، لتهتف سناء : حليت مشاكل الخلج كلهم إلا بناتك....
صبر منه، أخذت مسبحته وهتف : ربك بيدبرها...
حادثته بوهن وحيرة ورجاء : حور يا يوسف...
صمت وهلة وقال : سيبي أمرها، انا بحلها...
ابتسمت في انتشاء : بجد، بس كيف...
لم يعطيها موعد ولا حل ولكنه بنظرة أخبرها أن يحيك أمرا، يخطط لخطة وقال : ربك بيسرها.... وحرك كرسيه قائلا : هروح حد الأرض واتمم على شغل الرجالة....
هزت رأسها، فمرافقه من الرجال بالأسفل لا يغادر الا مساءاً.... تثق أن سيجد حل، ولكنه تخشي أن ترفض الصغيرة.... ونظرة لها، فهي في غرفتها نائمة من عناء الحمل.............. غارقة في بحور أخري... مسحت علي رأسها بحب واطمنت وأغلقت الغرفة راحلة، ونظرة من الشرفة، هدير هجرت زوجها ولكنها تقضي اليوم في اللعب مع عطر، بعض الكتب تقراها، حديث جانبي مع نعمة واهتمام بأي شيء تطلبه، بعد مضايقات الفتيات، خصتت لها خادمة........ ولكن هناك صوت صراخ، نعمة..
ركض لغرفتها، وهي تتاوه، سكبت إحدي الفتيات عليها قدح من المشروب الساخن....... اقتربت من الشابة، تهدئها، وتذهب معها للمرحاض لتبديل الثياب وتدبير الازم..... وهاهي هدير تهدر بهم.... تسأل ولا أحد يجيب.. وتقول  إحدي الفتيات : محدش كان يجصد يوجع حاجة علي خلاجاتها....
نظرة غضب وقالت : بربك، واي اللي حصل....
قالت أحدهم، نزلت لتصنع لحالها كأس من الشراب كما تفضله.... وبعض المقرمشات، وهم كانوا في صنع الغذاء... وأحدهم تنظف الخضروات وأخري تحمل الوعاء للموقد... دفعت أرضا وسقط الكأس علي ثيابها وسط الاندفاع من الفتيات...... كذبة أخري، فالحقيقة هبطت تصنع حالها قدح من المشروب، احداهم دفعت متعمدة والآخري أسقطت الكأس الكاس عليها في دهاء وهي تبعد عن موضع السقوط لتفطن انها حيلة منهم، بعدما دست صباح لهم السم في الأذن، لا تجعلوها تكن سيدة، وهي كانت واحدة منكم..... اليوم هي تحمل الطفل في أحشائها... فغدا ستصبح السيدة، وتزجر فيكم بلا هوادة، ولا يستطيع أحد إيقافها، فالعم والزوج وريث ابيه اخو الجد، وريثه بنصف المال والتركة... من الجد الأكبر....... لتقول بنيران قرار : مين اللي اتزجت غصب عنها عليها......
صمتوا فصاحت قائلة : مين، والا ورحمة الغالين هتشوفوا العجب، وعمي يعرف، يا ويلكم من غضب...
تقدمت واحدة، تحت مبدأ نصف البلاء خيرا من كله، جذبتها من خصلات شعرها قائلة بطلب من إحدي الخدمات الكبار : هاتلي مجص "مقص" يا حرمة...
صدمت وتراجعت واردات الرفض لتهدر في طلب : جولتلك هاتلي مجص...
خافت الخادمة قائلة برجاء : احب علي يدك يا ست هدير، انا محجوجلك.... بس متاذنيش... اتت الأخري بطلبها، وهي تسحب الآخر بعنف وتسقطها أرضا....عادت الجدة ومعها أدهم، كان يوصلها بعد انتهائها من بعض الأمور.... وسمعت صوت هدير الغاضب فاسرعت للداخل.... وتبعها أدهم بخطوات، لتقول هي وهي تقترب من اذنها والمقص يلمع : بس شعرك حلو يابت، أدي حرير طبيعي...
بكت الفتاة، لتهدر الجدة بغضب :  هدير.....
وتهبط  الأم مع النداء بس إسعاف الأخري، يصدر أدهم صوت يعلن عن قدومه، ليرفع الكل حجابه، فقد صفق بيده قائلا وهو يغض الطرف : يا ساتر....
وتوسط المعترك لتترك الفتاة، ترفع حجابها وتناوله المقص قائلة : خدي حج كآن ابوك يا سيد الرجالة، نهاية الحديث تهكم وسخرية وغضب وغيرة واشتاق، منذ المولد النبوي والحفل وهو غائب، تعذر بمرض صديقه، يشاركها الهجر وطنا... تكن الغربة في المنتصف...، ألقي المقص من يده وقال لجدته : جدتي شوفي حصل اي... واتصرفي بمعرفتك... انا رايح...
لتوقفه امها بصوتها المنادي : الرجالة على جدوم و تعالي اتغذي...
أجاب باستعداده للرحيل :  تسلمي، انا ورايا مشاغل..
لتقطع رحيله بقول : مش تبارك لنعمة.... مرت ابوك
ليبتسم مباركا : وصليها سلامي... وجوليها ليها زيارة مخصوص....
... زيارة... كانت تري وتسمع كل حرف، والنيران تشتعل بها... صبرا... أول ما تم عاقبت هربت ولم تعيد علي حديث، لو ترجو مني العودة، ذهبت لاحضان الأخري....، لاحضان الطفل وأمه، لما الهروب، السيدة تنسب لعائلته لا لعائلتها والزمن ينسي والناس تنسي.... وستبقي هي مكانها والآخري ستحوذ بقلبه، لا يمنعها مرض عن طفل... ولا ماضي ولا خلاف، علاقة بعيدة عن حساسية الحياة... سكنت علي طرف الفراش.... لتقول الأم عندما لحق بها : بتبكي لي، انتي اللي هجرتيه....
تدير ختامها في يدها بتيه وقول : لو مكنش عاجبه، كان رجع مرة.... واحدة، كان عاتب، كان سأل... مش بسيب مصروفي مع ابوى، كأني مش هلاقي حد يصرف علي غيره....
ربتت الأم علي كتفها بحنان وقالت بعذر له : ممكن سايب ليكم وجت... وجت تهدي...
نظرة بالف معني لتقول : أدهم خابر طبعي، خابر حديثي، خابر يمكن اكتر منك يا أماه... والوجت ببسهلها علينا، عشان لما نطلبها نكون جدها أو محدش يزعل اكتر من اللازم....
استوفت من الحديث شيء وقالت بتوجس يشبوه نداء : هدير....
هزت رأسها : ابوى على وعده وانا علي وعدي...، بس اطمن على مال كرم فتون ... وهريحه وهريح حالي من وجع جلب علي الفاضي...
قالت بحزن بالغ : الطلاج يا هدير، الطلاج... ونبهت : الطلاج عمره ما كان الحل يا غالية....
لتاتيها باليقين : مكنش ربنا شرعه، احنا، انا وهو... كل شوية مشكل جديد يخرب علينا، هي هتجيب ليه الواد... يحمل اسمه.. هيحبه... إذا بيحب العصفور اللي ببطل على الشجر يصحيه كل يوم، ويتوحشه لو غاب وبيميز صوته من صوت كل العصافير وابتسمت بذكري قائلة بغياب لحديث : بيقول ان بيحبه وببحب ابوه... وأنه كان عصفور يجي كل يوم يصحيه وهو كان بيوكله... وأكملت بابتسامة مريرة : والعسفور كبر وجاب كل ولاده وصاحبه وخلي الشجرة بيته...... مبجاش ينفعنا غير الطلاج.... ونظرة لدوائها لتمسك بأول زجاجة تحمل حبات أدوية، لتفتحها وتأخذ دؤائها واستكانت تضع رأسها علي قدم امها والآخري تمسح علي رأسها تهون الحزن عنها................................
....... وضعت وصيفة مسك الطعام وقالت بحبور : اربت موعد ولادتك... ومسحت على معدتها المنتفخة وقالت : بربي دي علامات الولد... آلة النوم وبطنك كبيرة... كلي يا عمري.. عملت كبة في الصينية..
ابتسمت لها بشكر قائلة : يسلموا دياتك يا خالة... بس انا ناترة أدهم.....
هتفت الأخري بقول : بس إلا ما يتأخر... ليقول وهو يدخل :متاخرتش اهو يا خالة لطوف...
لتهتف بسعادة : تعي يا غالي، كلك لئمة... اكسر السفرة معنا
شكر بقول : تسلم ايدك...
لتجيب مسك : غلاب بخير...
هز راسه بايجاب قائلا : الحمدلله... الذيب ضربه ضربة جامدة هبابة، بس اسد صحيح ولا هامه... جتله بردك....
لتعلق لطوف :يا الله.، شوف غيره سيرة...
ابتسمت فهي تكره حديث الإصابات والدماء، لتوقن الأخري شروده : كانت فين مشاويرك انهاردة...
رواغ بقول :  في أرض الله.....
لتجيب وهي تطعمه في فمه : مفكرني جدبة يابن العم، بعرف بتفكر فيها...
ليقول : هي مش رايدة....
لتفهمه :هي زعلت، انكسرت منك، اللي حصل أكبر منها...
ليرواغ : حديثك نصه سورى ونص مصري، اختاري حل....
لتقطعه نقطة في المنتصف : وانت عينك نص في الجنة ونص في النار....
لينهي طعامه قائلا : انا رايح الشغل وهعدي على غلاب، لو احتاجتوا حاجة قول حاجة لجوز الشحطة اللي برا.....
.... لتهتف لطوف بقول : وانت مالك، واحد ومرته... مش بيريدا... مرة  محلك  كانت خلته بين أصابعا...
لتهز رأسها في ياس منها بقول : هو بيحبها هي... انا مش هامنني، اكيد وجعاني حالي، بس لو الزمن رجع شوى، وكنت شوفته قبل، مكنش حدا غير راجلي وحمايتي.... بس ربك والنصيب....
لتوقفها في قول : لأجل خاطرك وعيونك، اجي لعندك سيد الرجال وانتي رفضتي، والحال مكنش هيختلف كتير... وكمان سجرد وقابضاي...
مسحت علي معدتها وقالت : مافيش حد غيره يا لطوف اللي مالي راسي، وغيره كان طمعان، اما هو لا، اما قرب كان برضايا مش غصب عني... ويمكن الولد دا آخر سيرتي.
هتفت الأخري بفزع : بعيد الشر علي قلبك... ان شاء الله بتولدي ويجيكي ولد زى القمر يشبهك...
وتكمل هي بحلم : ويشبه ابوه.......
تركتها ترحل لغرفتها.... والحزن بادر علي الوجع، اسوء شيء في العالم هو المنتصف، منتصف كل شيء قاتل، السعادة والعشق والحزن والشوق والأحلام والحياة. اللون الرمادي قاتم أو في أصح وصف قاتل... اهو الدمع يقتر مني، بلا حل.....
............................... كلا مصاب ولا يوجد شفاء قريب.......................................
...............................  .  ...........................
..... خطوة تصعد للعقار بمساعدة وسام، ابتسام الحارس.... وهلهل سعيدا.. مرحبا.... وصعدت ببطء، لترن وسام الجرس وهناك اجتماع من قبل الأخوة وسادي يحاول تهدئه الوضع وإيجاد حل أو مكان لها... ومالك حارت قوته وجلس وتركهم في الاحتمالات وراسه يدور يوم كامل يسأل في كل انش يمكن أن تكون فيه... وسام لم يجدها ورجح انها لو كانت لاخبرته... رنة سريعة على جرس الباب، تكررت مرتين، لتفتح ترنيم بضجر وغضب قائلة : براحة، وتصرخ بصدمة قائلة : زمزم... ساعدت وسام علي مساندتها في السير..... نظرة لها وقوف وهو يسألها ويقترب لموضع جلوسها : انتي كويسة... وروحتي فين.... نظرة تعب منها لتقول وسام : كنت بنتمشي على البحر... ونسيت ابلغكم، انا بعتذر... كذبت وهو علم... لتقول وهي تلقي لهم التحية وتوعد العروس قائلة لها اخيرا : هرجعلك تاني...، اي حاجة بلغني وهكون عندك... اياكي تنسي...
نظرة لين وحب لها وقول : تروحي وترجعي بالسلامة...... وأردفت بوداع : هتوحشني.... وعناق لهم، وعناق للفتيات... ورحيل سريع... ساعات قليلة وتغادر البلاد... في مطلع الفجر كان المفترق... اوصلتها ترنيم غرفتها.... وناولتها سلمي الصغير... وتركوا لهم بعض الراحة....... أراح ظهره بجوارها قائلا : برضو مش هتقولي عملتي كدا لي....
إبتسمت وهو تضع يدها على وجه وتسمح بطرف الإصبع... تحسس الخد بالابهام قائلة : تعبت بسببي...
قبل يدها قائلا : كله فداكي يهون...، برضو بس مش هتقولي كنتي فين....
_ خرجت شوية انا وسام، رتبت الحسابات، رسمت الطريق الجاي... ونسأل الله التوفيق....
وقال متسائلا بتالم وخوف : مهما كان اختيارك أو قرارك انا مش هلؤمك.....
أمسكت وعيناها علي خاتم زفافهم... : انت ومحمود اغلي شيء أملكه، حساباتي دائما انت أولها، واتعملت عشانك، مقدرة موقف والصمت تجاه والدتك...
أضاف سرا لها : حاسس اني عجزت عن حمايتك...
نفت مباشرة وهي تضمه يده ليدها : انت عمرك ما كانت عاجز.... اللي حصل دا نصيب، وابننا اكيد عصفور في الجنة مع اللي راحوا... اختبار يا مالك، انت جنبي مش كدا...
دفن رأسها في احضانها وصوت يحاكي بكاء : انا معاكي وجنبك، بس انتي متسبنيش.... ربتت علىه بحب وحنان.... قلبها يفيض بدعمه، فيتقاوم روحه مجدداً.......... آفاق الصغير وصعد علي كتفه لها وآفاق هو يتنشله من عليه ويعتدل وهو الآخر يقول وهو يداعب وجه بنبرة الطفولة كلها : بابا...
وأردفت بمزاج وهي تحمله بكلتا يدها وترفع رغم بعض التعب : وماما... ينحدر اتجاه رأسه ويداه قائلا وهو يضحك ببراءة : بابا....
لتضحك بسعادة وضمها ويحمل الصغير الذي مازال يلاعبه، منهي إحدي المعارك بسلام... لتصبح هي نقطة السكون والبداية والقوة.... والحياة، عندها يصنع اي شيء، وبها ينتصر منهيا اي بقايا.......
.............. ................
جولة بين الشواطئ، والمثلجات وحمص الشام... ذرة مسوية، مطعم شعبي، دراجة نارية كانت وسيلة التنقل بناءا على رغبتها، وهي النهاية تحمل حلوى البسوبسة بالقشطة الساخنة لمروة.... وقلبها سعيد وهو يضمها والبحر يضرب الصخور، ومشاعرها بقوة تلك الأمواج تنبض معه، ليكن هناك سؤال في الخليفة، هل ستكون مشاعرهم بقوة الأمواج التي تحطم ام هي عاصفة لطقس وسيزول...... كلمات حب وغزل... وركض وصراخ... ولعب، نقلته لعالم أخري... كل يوم لهم طقس جديد يعيدهم أطفال، العاب ونزهة قصيرة بعد عمله، أكلة جديدة وفلم وحكايا..... والنهاية تكن ملكه في ليلة... ليرتاح لكونه في عيناها، للضعف بين يديه، لطلبها وغزلها وقربها، الإدمان والمه، هو ينتشي بحلول ادمانه... تجلس متعبة من الركض فقد تملك منها... جلست والأمواج تضرب قدمها وهي تاكل البسوبسة بنهم : طعامها خطير... بتدوب في البؤء... وتطعمه قطعة... ليختطف قبلة قائلة بعتاب : حكيم...
يضمها قائلا :  انا والليل ونجومه وقمره
ولتكمل هي : قمره وسهره....
معطفه يهديها الدفء... وهي تكمل طعامها... والليل يغطي حكايتهم، يروي لها مواقف طفولته وبدايات عمله.... وتروى عليه... والضحك ياخذ الكثير من الحديث...... يتأخر الوقت... ويقرر هو اسفا نهاية النزهة.... الثانية عشر يا سندريلا، انتهي وقت الأحلام واهلا بالواقع..........
..................... سكن نائما بعد انتهائها من حمامها، هو راحل غدا لعمل مهم.... بطاقة أخري على طاولة زينتها، برقا ملامحها تفتحها بخوف أن يستيقظ وتجد طلبا واضحا : بكرا في معاد النهاية، تكون الأمانة جاهزة....
مزقت والقاتها من النافذة.... سكنت بجواره... لحظات ودقائق، لتجد يده تضمها لقربه، بعض الإمان مطلوب... نظرة لوجهه.... وأمنية أن ينتهي كل شيء قبل انتهاء الحلم..............
........
انتظرته طويلاً....، ليقول :  بالسرعة ي استلمتي الوظيفة...
سألت : باشا في الف غيري ليها...
ليضحك قائلا : بس انا اختارتك.... متخفيش انت من الخدم الخاص، مش عشيقة....
يجرح ويتلذذ ويقول : بكرا هخلي حد يفهمك شغلك تقدري تمشي
لتجيب بغضب : بس انا موافقتش..
ليرد قائلا : مطلبتش رائك...
لتصرخ رافضة : انا همشي...
لينهي تهديدها الابلة بقول واحد : وانا هوصلك لأهلك بنفسي....
انتهي الحديث، هو دائما فائز....... نقطة وعودة قريبة
.........................
دعوة خاصة من قبل الحما المصونة، استقبال جميل وهادء كالعادة لتقول : حضرتك عايزني
لتقول بلطف : اقعدي يا تنسيم...
سأل عن سبب الطلب، لتجيب بكل هدؤء : عشانك، وعشان جوزك، في حاجات لازم نحط النقط على الحروف...........
نظرة واستقامة.... وهدؤء وحديث يبدو أنه شائك، اختيارات الباشا لم تكن يوما هباء.....
يتبع

خطايآ المارد، الجزء الثاني من سلسة معزوفة العشق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن