الفصل السادس عشر، من اول السطر

660 26 9
                                    

الفصل السادس عشر، من اول السطر
من اول السطر، تعيد القصة كتابة النهاية.......
.....................
أصبح من أصحاب السيجار، يكون ككاس ماء، أصبحت مدللته، يعبث بخصلات شعره متافف من تأخيرها ليقول : لسا بدري يا سينورتيا...
عقدت اصابعها أمامها على الطاولة، وقالت : يذوب جهزت نفسي
استغل وقال : هنجهز امتي الحفلة...
تعجب ملامحها  تهكمت وقالت : حفلة، حفلة اي؟ "
بدون وقت، أضاف لاطار سريعا : رجعونا
ابتسمت ووضعت يدها على فمها تخفي ابتسامتها قائلة : مش شيء مميز عشان نحتفل بيه...
..... نفث دخان سيجاره وهو يرفعها بطرف شفتيه، ليجيب وهو يهم بالرحيل : كل واحد بيقيم نفسه و، باللي يناسبه ......
............ وانهي سيجاره والقاها وهو راحل دون الالتفات للخلف.... وهو يبحث عن مكان للسهر، بعد عتكير صوفه للحظات من قبلها، هو رأس وقرأ انها سوف ترد له الكثير والكثير والمزيد لاحقاً، ولكن لا بأس فتتدلل القطة حتي تدخل العش.............
........................................................
ينهئ بعض الأعمال الإدارية، ويهتم ببعض شئون التجارة الخاصة بأموال العائلة، والأراضي ونواسم الحصاد والاتجار، يقضي الساعات خارج المنزل أو خارج الحياة، في مكتبه يراجع الأوراق، يدون هذا ويشطب ذاك، وبدون ومساعده الأمين مل، بل كسي ملامحه التعب، كاد يغفو، لتدخل سيرين قائلة بشيء من اللطف : ابيه فاضل...
لفتة إليه من قبلها، لتقول وعي تضع يدها كفا علي كفا أمامها ببعض سنتيمترات قائلة بشيء الرجاء : الوقت اتأخر، وأستاذ ابو الفتوح تقريبا اتأخر، تسحمله يمشي...
وتركت مسافة بينها وبينه، ليقول وهو يراف لحاله : استاذ ابو الفتوح، تقدر تروح وتعدي عليا بكرا، وأمر قائلا : سيرين من فضلك خلي حد يوصله.. لبيته..
هزات رأسها بالقبول  وتبعها الآخر يجر قدمه بالسعادة، فاخيرا تم الإفراج عنه.... لم تبتعد لقليل قائلة بنداء خافت :  ابيه فاضل...
ترك أوراقه ليخمن وقد ظهر بعض التعب علي وجهه : اومري يا سيرين، لؤي محتاج حاجة او انتي...
آبتسمت بشكر خجول قائلة : مش ناقصنا حاجة، تسلم يا ابيه...
تخمين آخر خاطئ : محتاجة تروحي لأهلك والباشا رافض...
هزت رأسها برفض قائلة : لا مش هروح ليهم حالياً..
احتار أمره وقال مجددا : عايزة تديري ورث ابنك..
سخت بالثناء : ليك الحكم والإدارة يا ابيه....
يئس وصمت تكمل حديثها قائلة بشيء من الغموض : تسمحلي ادخل...
لم يفهم وقال : خدي راحتك واتكلمي..
التزمت ببعض الصبر والهدؤء قائلة : اولا مبارك علي جوازاك، وتغير ملامحها وجهها البشوش لجامد وصوت متحجر قائلة : ثانياً، اتجوزت لي...
..... وقف كل البلاد، تحدث المصائب تبعا، وهي قررت اقتحام بعض عالمه، الفضول يأتي بالنكبات دوماً، وقفت الزهر عند بعد وبصمت، آثار السؤال كل كيانها، وأثارت الصغيرة غضبها، هي لم تكن صغيرة، ولكنها أرملة أخيه...............
لم يعطيها وجهه، وظل ثابت علي حاله، ويواجه سؤال بسؤال : انتي اتجوزتي عادل الله يرحمه لي..

حرك بداخلها ذكريات الماضي، فواجهت وقالت : ابدا عادل كان انسان كويس، لما اتعرفت عليه، لما بابا عزمه، حسيت انسان كويس واتخطبنا وحبيته وقتها واتجوزنا...
زاد علي الجرح أضعاف وأكمل : وكملتي من غيره من جواز ليه....
لمع الدمع بمقليتها، تنفست بتعب وشوق يحرق كل كيانها، وسط الشوط تقضي مع طفلها الوحدة والعتمة، فهي بدون حبيب، وهو بدون حياة..... : عادل محدش ياخد مكانه يا ابيه، عادل كان الحب، والحب يبقي لو مات مثله....
وقال بهدؤء وهو يغلق ملفه الأخير  ويناوله منديلا : وأبيه ساعات فكر برضو يدور الحب الحي دا...
كان السؤال متوقع منها وهي تمسح دموعها : وأبيه لقاها...
الإجابة كانت مبهمة، حين التقت الأعين ببعضها، هي تقف جامدة وهو يتابع وعيناه تتابع،ليقول :  معرفش بس اتمني.....
........ ورحل، تعجبت سيرين، لتجد زوجته علي كل الخبايا تحيط، لحظة قبل رجليها تواجهت الساعتين بحزم وشيء من الخوف... ورحلت سيرين وبقيت هي، تراه يخطتفها من أهل عشيرتها، يلبسها ثياب الذنب هنا وهناك، يفقدها معني ما حملت داخلها، هل معقول أن يكون القديس مخطئ، يضحي بسابقة أعماله البياض، وتتسخ الصفح من أجلها، يغير من الهوية ومن الأسماء، ينقل ويحيك الخطط، لتكون له، هل هو متملك ولكن ذو قواعد، أو عاشق تيه في كل الشواطئ تارة، تقف حائرة، ثبتت خطواتهم بلا حراك ولا داعي...... فإن كان محب، فليجيب، وان كان ضياع، فليرحل..................................
.......... وان أقسمت عليك بالحواري والقصائد العشر، أن لست بخائن  ولا مبدل عهد... ان كتبت المواثيق الغلائظ ولم افئ بوعد، أن أدركت الأماني، أدركت، ولكن فلتاتي الرياح علي اي سيرة، فماعدت السفن تشتهي شيئا، فغاب الوطن وضاع السرب، وسبرت اخواري حزنا.... ولا مالك لكم اليوم..........
رثاء الناي يعزيه، فقدت ولن تعود، بعدما حضر الطبيب وأعط لهم الأمان بحالتها قائلا : أزمة بسيطة، لازم الهدوء والراحة والعلاج ثم العلاج....
..... ظل علي أعتاب الجناح محتارا، تسكن والدتها بجوارها، حتي نفذ المحلول الطبي، فخلعت الممرضة عنها، والتحري مازالت في نومها تستكين، يشرق الصباح ويظل حائرا في طرقات الحديقة، تفيق، تنفض الإرهاق بحمام دافئ، تعتني بخصلات شعرها النحاسية الغالية، لتطرق الخدامة الباب قائلة وسط الآفاق والأخوة : ستي سي أدهم بستاذنك يدخل..
لفتة خوف منهم، ولتنفث في ضيق قائلة : خليه يدخل......
حاولت حور الحديث قائلة : هدير، استني اهدي و..
قاطعتها قائلة : اسبجوني على الصالة بتاعنا...
...... نظرات حيرة بينها وبين فتون، ولكنها تنتهي فور دخول أدهم، فرفعت حور علي خصلات شعرها الحجاب وخرجت سريعاً، وتدرات ورائها فتون، التي نظرت لأخيه بعتاب، ينهيه بقبلة سريعا على رأسها، ويتقدم لزوجته.... لحظات صمت ، فقط يراقب، وجهها مثل المرأة متبلور، تضرب بيدها على الطاولة وتقف قائلة : مالناش في الصلح نصيب يابن العم...
خوف وقلق دار به، توقع خاطئ لتتحرك هي أمامه مباشرة قائلة بقوة رغم الألم، بجمود رغم الانهيار، باوجاع تأتي باعاصيف، والعاصفة تمر وفتحول الشعلة الي حريق، يهمد كل شيء : و دولوك واحدة بواحدة...
نبرة يقين اردف : هدير انا مش هطلج...
تهكم، ازدراء، سخرية، اي منهم يناسبك عبر به عنها لتقول وهي تعطيه ظهرها معلنة : انا هجرتك كيف ما هجرتني يا أدهم، انا متحرمة عليك ليوم الدين...
خلعت خاتم زفافها لتعطيه له مع استدراتها السريعة : رايدك تحس بالي حسيته، وأضافت قبل رحيلها : دا ليك أو ليها، لكن انا لا يا ولد العم..
رفعت وشاحها خارجة خارج الغرفة، وسط صدمته، وحزنه وهجره التزم الصمت، ١م الخاتم وقربه لقلبه، احتضن البقايا من الامس، لتعطي شهزاد شهريار نهاية القصة، ليبدأ عهد جديد يوجد به كل شيء إلا هي..............................................
.... يجلس مع صديق وقد لعب الخمر برأسه، وأخذ يغني متسعكا في الطريق، تعجب وقال : عزت اركب العربية الموضوع بقي فوق الحد...
ليضحك الآخر بسكر قائلا : بس هي حلوة...
تعجب الآخر وقال متفاجئا : بتتكلم عن مين...
هز راسه وهو يضرب بكفه ويستند عليه، ويميل جسده، ويهبط جسده بثقل وزنه، وعجز الآخر عن حمله أكثر من هذا، ليستند على ركبتيه... وينظر للسماء بصمت لثوان...
ليهبط صديقه لمستواه مطمئنا : انت بخير...
انكماش ملامحه، وحدود مقلتيه، واهتزاز شفتيه قائلا : كله وقت، مجرد وقت وتكون ليا....
....... وصوبت عيناه أرضا بدون حراك، وكانه يراسل شخصا عبر الصخور.........
....................................
وقفت أمام أخيها برجاء قائلة : عشان خاطري يا مالك، وأضافت برجاء : بس المرة قعدة اتفاق...
وهو يجهز ثيابه للنزول قائلا : تاني يا ترنيم، والله ما مناسب يا قلبي...
لوت شفتيها قائلة : علي اساس انك واختم متجوزين مش مناسبة... ما في كل جوازة مشاكل...
اخفضت زمزم رأسها وهي تضع بعض أغراضها، لينظر لها بشيء من الضيق قائلا : عجبك كدا...
خذلت قائلة : انا اسفة مكنتش اقصد... يا مالك...
قال بشيء من الأمر : دي تروحي تقوليه ليها، عقبال ما احصلكم على الفطار...
..... أسرعت الخطئ حتي لحقت بها، وضمتها من الخلف قائلة وهي ترقع عنقها لتقبل خدها : حقك عليا......
ابتسمت توزاي حزنها : يالا علشان نفطر...
وجلست الأخري قائلة وهي تاكل بنهم :  الله، جبن تركي قديمة........
جر قدمه للمطبخ، الذي تقف فيه تعد باقي طعام الإفطار...واستند على كتفها : زعلتي منها....
هزت رأسها بالرفض، وقالت : هروح احط باقي، الفلافل هتبرد...
.................. انعكاس عيناها لا يكذب وان كذبت، شرودها وقت الإفطار أخبره الصدق، هي تكابد من شيء لا توبح به......   ولكنه غفل عنه حتي المساء، ليصرخ ابيه في وجهه : انت اتجننت... عايزك اختك تتجوز دا...
نفث في ضيق قائلا : سمير بيه، انا ببلغك مش بأخد إذنك...
عينان تضيق وتزيد من الاختناق، ليوجه له حديثه قائلا بتسائل : ترضاها لاختك...
اجلفه برده الغاضب : طلما بيحبها وهيصونها، ارضاه......... وأشار لعلقه وهو يغادر يجر قدميه : فكر يا باشا...
ومع خطوة وسط انفعال، ذلت قدمه، كاد يسقط لولا تمسكه بالحائط  مستندا سريعا، نداء كان من قبل ابيه مطمئنا وهو يقول مسرعا : مالك خد بالك...
... ووقف علي بعد، بعدما أشار له بالابتعاد، وهو يقف متالما، متذكرا برودة الماضي، يرجف قلبه، يتذكر صراخه باسمه طالبا الرحمة، يتذكر إهماله له، يتذكر سنوات وعقاب ظالم أضاع فرصته في الحياة... رحل والآخر تجمد، اقتنص من حقه في طفله، أعتاب الماضي تقف كاشباح تزين الوجوه..............
......................................................
يراجع مع ذراعه الأيمن الحسابات، وأعطاه بعض الأوراق المهمة ليحفظها، كمواثيق لعقود مهمة  ومستندات بصفقات وفواتير... وينادي قائلا : لوجين، يا لوجين.....
دخلت قائلة بشيء من الرهبة والتعجب : في حاجة...
كتب بيده الرقم السري الخاص بخزنته قائلا : افتحي الخزنة، وحطي دول فيها ......
وقفت برهة تتأمل الأوراق وتأخذ الورقة بشيء من الدهشة، خطوات قبل أن تحصل على كل شيء تملكه من مستندات هوية تساعدها على الهروب، دخلت وأغلقت الباب، وأخذت تفتح الخزانة بهدؤء وتروى، وانفجرت أسرارها عندما فتحت ورأت كل ما تحتويه من أوراق رسمية تخصها وتخص غيرها، وصلات نقدية علي زوجة اخته، وجواز سفرها وبطاقتها الشخصية القديمة والحديثة بحالتها كزوجة...، وأخري كعزباء... وعقد يحمل توقيعها بأنها زوجته...، ووضعت الأوراق علي امل تأتي مرة أخري وتسترد ما تملكه من هنا، لتجد ظرف ساقط وهي غير منتبهة وتأخذ ترفعه لتجده  بعض الصورة الخاصة بها منذ الطفولة حتي الشباب، تلك اظفار المدرسة الابتدائية، وهذا فستان التخرج وذاك صور الثانوية... ضحكة انتفلت منها، هذا الصخر ثلاث اشهر ، يلا يميل ولا يتأثر، جامد وان ظهر اللين، ظهر كواجب، ظهور الصدمة تطفيف يتبعه تهكم وصمت، الان تسقط ملفاتها أمامها، الرجل الذي قبل عكس ما يعتقد، الرجل قبل احتمال قلبه، وحاله ومقداساته، عاشق... ولا تفسير آخر.... ولا يجوز اللعب في حرم العشق ولا التلاعب، فتحطم  النيران أصحابها، ويصرخ البركان لا يهتم بالعواقب.........................
.........................................................
يتبع...

خطايآ المارد، الجزء الثاني من سلسة معزوفة العشق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن