الفصل الخامس والعشرون.... عزاء الشوق
...... فلا عزاء لوداعك ولا عودة لك.......
.......................
العروس، ملامح، معالم، أماكن،وتواجد، عروس مزينة بزينة رقيقة وفستانها يشيع هدؤء.... زوجة الأكبر والأم تشرفان على كل شيء، جميلة رفيقة، شهية... زغاريط الفتيات وعيدان الورد تلقي احتفالاً... مرحلة الزينة انتهت، بدأت مرحلة الاستقبال، هبطت السلم وسط احتفال وانتباه، الموسيقي أخذت وضع آخر.... دفعة خفيفة من الاب، للتقدم......... استقبال وسلام على والدها... مد يده بجمود.... فمدت يدها وبدت بعيدة خطوة... فاقترب وامسك بزمام، فابتسم الأب، انه اختار عروس ذكية، عروس استثنائية..... نظرة لأكبر.... الصامت في عبث... قائلا : متأكد من الخطوة دي....
ابتسامة وخطوات تترك لآخرين الأجواء كما هي : المهم اخبارك ايه.... هتكون مارد جديد
تحيته ابتسامة سخرية ليقول :انا ماليش شبيه ياباشا، وكل حد وعصره وقوته
ليضيف : مش عايز تكون زيه
ببلاغة ينهي المقطع : انا نفسي وما لها.... وليس بتابع لآخرين.......
تهكم صغير، ليشير لزوجته قائلا : المبادئ لا تجزا....
........... انتبهت للإشارة، ليقف هو صامتا، ونظرة لا تدري معني الحديث ولكن في الأمر خطب، شاهدته الأم..... ونظراتها لا تغفر..........................................
.............................
كل الشوراع والنوادي انا
كل الألعاب والغصون مني...
كل المآسي كانت حقي
كل العيون والجفون بكت ليا...
..... تمتة في عقلها والبحر ضارب الأمواج.......والقلب معلق بالهلاك..... تركته بإعلان المشفي عن اختفاء زوجته.... بغضب يكفي لمعاقبتهم قانوناً... الأمر جلج.... وهي تقف في حالة صمت وبرفقتها وسام، كانت اعتيادية حد الأمان، تعشق الهدؤء وتحب السلام، حمامة صغير، تطير لتبحر لك واعطيك أمان وروح تضيف لك لحظة... عيون معلقة بالبحر، ضجرت من كونها صاحبة الصمت، دمرت العائلة، فهربت لأقرب مصدر أمان، رحل الآخ، فرحلت لأقرب بديل، حائرة، ضائعة.... هل الحب يقاوم، هل القلب يقاوم.... هل يتحمل...... لتممت قائلة : انا فاشلة، والدمعة كانت إنكسار......
لمسة حنان من خليلتها وسام وهي تقول باحتواء : لي....
لتعترف بتعب : انا كنت دائما بهرب، مقدرتش اقاوم... العيب كان فيا....
نظرة وضمة، لتستكين على كتفها : وناوية على أي
تتفست بصعوبة بالغة لتردف : ه... هسيب مالك... هبدا حياة تانية لوحدي....
لتضيف : وهتفشلي تاني
لتجيب بانكار : انا بنقذ وضع...
عدم اكتراث لتردف : عندك حق، هو اللي جري، هتطلقي ومالك قلبه ينكسر، مش بعيد يموت مقهور، بإحساس انه مش كفاية مش امان وأن ابوه انتصر في وصفه.... وانتي تعيشي وحيدة فترة... أو عمر.. وكدا حماتك انتصرت بخسارة.... أو اروح اتجوز مالك، اتنين مجاريح هندواي بعض....
نظرة صدمة لتنتهي بنظرة شرز .... لتضحك وسام قائلة : البنات مالية البلد متزعليش، خليها واحدة حلوة أو لوجين، واحدة صفراء وعيون خضراء، اولعبان تدلعه، وتضيف بمزاح : اي يا اختي الحظ الهباب دا.......
لتضيف بصدمة : يحب غيري...
لتضيف بمرارة : حقهم ... حقه
لتواجه : حق مالك ولا معتصم....
دمعة كانت حبسية... وتقول باعتراف : اي انسان من حقه يحب، من حقه يعيش، ومالوش عذر الغياب...
لينقلب، لخيانة القوة صاحبها : ومالك من حقه، لو غبيتي... ومن حقه ميغفرش.... وبعدين لي بصة كدا، انتي مش شبههي ولا شبه حياتي
وتنتفس بهدؤء، زفير شهيق، قوة من هباء : عائلتك راحت حاولتي تجمعي البقايا، وتكوني عائلة....، وانتي معاه.... كل واحد يعوض التاني عن كسره، كنتي صغيرة انتي وجروحك قدام جرحه صح... أو هو شاف اكتر، بس كمل.... وحاول يكون ليه عالم... هتمشي، هتخسري اللي عمليته، أزمة وعدت، طفل وعنده ربه، هيعوضك بغيره... اتنين تلاتة شاله خمسة، بس مالك مش هتعوضيه، واجه الكل لخاطرك، وحبك وصبر عشان وادكي وقتك، هو شبعان اصوال وأخلاق مش بس أخلاق... لازم تعرفي هتواجهي معاه مشاكل أكبر واختبارات أشد، بكرا لما يؤول ليه كل شيء، والمسئولية تزيد، هيحتاجك اكتر... مش هتلاقي جد مسلم ليكي أسراره إيه، مامنك ومطمنلك... زمانه قالب الدينا عليكي... وتضيف بعتاب : قلبك قاسي...
تنظر لخاتم زفافه وتحركه في تيه، لتضع وسام يدها بقسوة وتقول وهي تحاول خلعه : انسي العهد دا وصاحبه.....
لتبعد يدها وتقرب يدها لقلبها وتقول الأخري وهي تضع عليها معطف ثقيل : يالا روحي بيتك، وهقولك في الطريق ازاى تاخدي حقك منها.... عايزة تكوني اختيار يا زمزم مش هروب.... طول ما الطوفان مش عالي، تقدري تكوني أقوى........
ضمة واحتضان، مساعدة في السير..... وخطوات تركت فيه الخوف والقلق، إذا أردت أن تكون قويا، افعل ذلك ولا تنتظر............ الوحوش في الضوراي لا تنظر موعد لقوتها أو مكان، إنما تولد بها وتقويها وتصنعها..........................
..........................................................
عاكس ضؤء الشمس وجهها، لتفيق متعبة، جهد منهك تماما..... نظرة شاملة بقلق لحلم كان اسوء حدث وجد، انها غرفتها، تنهد بهدؤء، بدلت ثيابها بثوب مريح، العطش، تريد الماء، فتحركت لتأتي به... لتتفاجئ بيديه تحيط بها وتضمها في لين قائلا وهو يقبل رأسها : حمدالله على السلامه... خوفتني عليكي
ارتمت في أحضانه... وقالت بتذكر : منزلتش شغلك
ابتسم وهو يقبل يده : مقدرتش قبل ما اطمن عليكي.... وأضاف بشيء من القلق : حصلك لي طمنيني حد اذاكي.....
تنفست بقلق، لا تجد كذبة، وعيناه تضيف بحنان وقلق.... ليردف لهم أن يأتوا لها بالفطور والدواء مكملا لها وهو يساندها على الوقوف : خلاص افطري واغسلي وشك وهتقولي في أي براحة، وضمة أخري وهي تخطو ببطء معه : متخفيش انا معاكي.....
شددت علي يده قائلة : عايزة اخرج معاكي لوحدنا...
ابتسم وقال : عيوني، ارتاح وبليل هعدي عليكي اخذك ونعمل كل اللي انتي عايزاه....
عطفه، وحبه، شخص ارداك واقترب لأجلك، كان معك، خطوة تخطوها، اقترب الآلاف... كيف تخبره وتدمر كل شيء.... سوف تسكت الآخر بالمال أو الخدعة... سوف تجد ثغره، قبل ينقلب الوضع وتخسر كل شيء، لا طاقة بحرمان من عشق، أحبته، لأنها يحبها لأنها هي فقط...، نعم لتعترف هي تحبه وتخشي غضبه، فهو يملك غيرة قاتلة مثل حنانه الوفير.... دثرها بالفراش بعدما اغتسلت سريعا، اطمعها وأخذت الدواء.... و تعزرت قائلة : لفيت شوية في المحلات، وبعدين حسيت بتعب، نزلت من العربية، وقعدت شوية وحاولت اوصل لأقرب صيدلية، من التعب ومعرفتش، وقفت تاكسي وجيت
ليردف قائلا : حد اتعرضلك بكلمة...
وأضافت مروة : فاكرة مكان العربية..
اردفت : لا مش فاكرة اوى، وطمنته : لا محدش اتعرضلي...... متخفش.. دي دوخة بسيطة
أمر وقال : يومين ترتاحي، وهاخدك نعمل نطمن عليكي...
وقبلة على الجبين : هنزل للشغل وراجع زى ما وعدتك....
لتمزح مروة بشيء من الغيرة : شامة ريحة حلوة
يرتدي معطفه وهو يقول : بالضبط، ويضيف بحب : هراضيكي بحاجة حلوة يا مرمر... ورجل قائلا : سلام
لتضيف اخته بحب : في رعاية الله.... وتقابله والدته وتضيف بجدية : حمدلله على السلامة يا مرت ولدي
من أقصي كانت تعيش وتعرعر قبل زواجها وسفرها وسكنها باحدي أحياء محطة الرمل ومن قبلها محرم بك...... ومن أقصي الأعماق لا ترضي لوجين زوجة لابنها الأثير........
لتقول لوجين بتحية : بخير متشكرة....
وتضيف بهيبتها المعتادة : البنات من يدك دي ليدك دي، وجت ما تحبي حاجة، هكون رهن اشارتك، وأضافت بوداع : ارتاحي يا مرت الغالي....
لتعبر مروة قائلة بلهجة اعتزار : معلش يا لوجين ماما طبعها صعب شوية، هي كدا بعد ما بابا مشي... اسلوبها ناشفة.........
لتضيف الأخري وهي تحرك المعلقة في قدح القهوة : مزعلتش متخديش في بالك...
وتمزح الأخري : متزعليش بكرا تحبك، وتاكلي بعقلها حلاوة زى جوزك كدا.....
......... لتبتسم وتضيف قائلة : حضري قعدة لينا قدام التلفزيون، عقبال ما اغير هدومي...
ابتسمت موافقة ورحلت وأغلقت الباب خلفها، لتفتح باب ببطء، واختارت فستانا هادئ ومريح، وفتحة جانب الأغراض الشخصية، فوجدت ورقة، فتطلعت في صدمة وتفتحها لتجد بعض كلمات بحكم الإعدام " حكيم مسافر بكرا الفجر المزرعة، الأمانة تلزمني آخر النهاية، والا"
..... هرب الهواء، وسقطت بخوف، وانتشرت الدموع، ماذا تفعل تخبر مالك، مالك لا، تعلم الماضي، ستقلع شك بشك آخر..... والدها.. لا تظنه خبير بتلك الالعايب، والعم لا ليست بينهم بتلك القوة.... وحكيم، كذبة واحدة مع صورة كافية باقتلاع عنقها... دون أن يتم الحكم عليه يوما واحد، دون رحمة..... خسارة كبيرة، لم تحسبها ولم تراها......................
قهوة ساخن وتلفاز ومذياع، وغرفة واسعة في شقة كاملة تلهو فيها... وتحيك ما تشاء....... لحظة في تذكر غضبها هي وطفلها الوحيد انها سيتزوجها، ساتزوجها امي، شئت أم لا...
تهدر به، تشعل بداخله حبال غيرته بقولها.. إنها هذا مستحيل لا يمكن، تتزوج فتاة تحب رجل متزوج، لا تريدك، تبيع كل شيء كل شيء من أجل ما تريد... انظر كيف فعلت... لا أرضي، أن ينسب حفيدي لهذه الأم.....
عراك شديد نهايته، من أجلي أقبلي، أو أقبلي برحيلي.......... حسنا صغيري، انت تحيي شيئآ هلك به آخرون... ولكن لا بأس.... لنعلم صاحبة الحيلة، حيل جديدة...... وهنا تضيف خادمتها بعض الفاكهة قائلة : عايزة حاجة تاني يا ستي
لتضيف الأخري بوعيد : عارفة لو حملت منه هعمل فيكي اي مرة....
لتردف بنهي : أمرك بينتفذ بالحرف يا ستي...
لتنتاول السكين قائلة : وجت بس، هصلح انا كل شيء بأيدي وعلي كيفي...........
ليصدع صوت المذياع منها، بكلمات الأغنية وهي تشدو...
كل شىء راح راح وانقضى

أنت تقرأ
خطايآ المارد، الجزء الثاني من سلسة معزوفة العشق
Chick-Litكونك تعشق حق، ولكن الحصول عليه حرب.. وليست كل الحروب باصحابها..تنجو