الفصل العاشر... غصون
إن كنت طائرا ولا تجد غصنا فهذا يعني الهلاك...
فمرحب بكم وسط القتلي قلبا وقالبا........
...........
تجول بين الخضرة هو لا يراها ولا تدركه حواسه المفقودة ولكنه يشعر به، ويرسم ملامحه، بجواره صغيرة، يفكر فيه وفي اسمه، بداياته، مسئوليته، وخطاياها مستقبلاً، يقف لحظة ويقول له : قرب كدا..
فيقف الصغير أمامه، لحظات قبل أن يضع يده على وجهه ويقول : تحب النسر ولا الحمام..
ابتسم الصغير وقال بلهجة قوة : النسر عشان قوى
اتمسك يده يداعبها قائلا : من انهاردة اسمك إيفان...
فرح الصغير ولا يفهم معني اسمه ولكنه شعر به مميزاً وتراقص على نغمات، ضربات قلبه تعزف من السعادة وجر كرسي ابيه بمساعدة مساعد والده... ولحظات وترك العنان للهواء ينطلق بجواره ولحظات واسند قدمه وصعد علي قدمه والده يضمه، في لحظة توقف فيها الزمن، شعر المارد بشعور من حياة يغزوه، شعر غريب يسكنه خوف وسعادة، وبعض اللهفة والشقاء وملذة التملك ومسئولية قلب أخضر، بيض الصفح.........................
.................
سفر للعمل... لم تتعجب العائلة، فالسفر محاولة للهروب أدرك والده احتياج طفله لبعض الهدؤء، بعيدا عن نسيم الذكري الذي يتخلل خلاياه غصبا....
.... لبنان الخضراء وفي أجواء الربيع.... إنهاء صفقة عمل وفي الليل سهرة... أجواء كان يشهدها عن قرب، ربما يحتاج بعض السهر ، التجارب الجديدة، وهناك كان من يهمه أمره، مجندة أخري من قبل الباشا، عيون تتلتقي وجلوس قريب ثم مشاركة كأس ثم سيزيد الأدب ويزيد هو. يغيب عن رشده فهو ليس صاحب الخمر ولا مرتديه باستمرار ولا متقطع، وأنهت التجربة بايقاع منتصف الليل برقصة وسط مزيد من الغنج، عيون تلتقي وصورة أخري تعكس أمامه، قلبه وفي لعطر خان صاحبه، بدأت بالقرب، يداها تعانق عنقه وترفع جزعها العلوى أمامه وجهه، ليلتقي كل شيء عن قرب، وتبحث عن ملامح شخص آخر ولكنه بصورة مغيبة واقتراب أكثر أقرب للضم، وقبلة تضاعفت... خان العاشق العهد باحثاً عن بدائل أو نبضات أخري يشعر بها غير الجفاء صديق ..................................................
...............
رتبت منزلها وجلست تتذكر دروسها بجوارها أخيها يلهو مع مربيته وهو تفتقدهم من حين لآخر، لحظات وموعد الغذاء، فوضعت الطعام ليبرد قليلا ليكون مناسب للتناول، خطوة واثنين وثلاثة وصل مالك، خلع معطفه ويذهب ليغتسل سريعاً لتناول الطعام، واحد اثنين ثلاثة، رن الجرس مجددا باسم ترنيم قائلة بصوت يلمؤها الأمل وبعض الخجل : ابيه مالك هنا...
اومات لها بالإيجاب وأغلقت الباب واجتمعوا على الطعام، وبدوا في تناولهم وبعد دقائق سكن طبقها من الحركة والشهية حتي قال بمزاح : اكل زمزم مش عاجبك ولا اي
هزت رأسها بنفي قائلة : كنت عايزة افاتحك في موضوع....
هز راسه بالإيجاب وهو يلتهم طعامه في نهم، حركات أصابع متوترة، تفركها حتي اشتدت حمرتها، وحديثها ينتهي قبل أن يبدأ، ترك لها اطرق عن كل شيء وعقد أصابع يده واسند راسه عليها قائلا : مالك يا ترنيم، في مشاكل في التدريب...
تسارعت في الحديث قائلة : لا لا مين قال كدا
خمنت زمزم قائلة بتوجس : هو..
اشتعلت عينا مالك بالغيرة وصوته يبشر عن غضب : مين هو
عالجت زمزم القول سريعا وقالت : عريس متقدم لترنيم
اهتم، فاخته يتقدم لجمالها كثر ونسبها أكثر، ومالها اكثرين، ومن هذا من شغل اهتمامها، أوجب القلق عند الحديث عنه.....
عالجت بعض الخوف في حديث سريع : اسمه حاتم أكبر من ب ٧ سنين، عنده ٢٨ سنة ...وشغال محاسب في البنك اللي انا فيه، هو من أسرة متوسطة، هو عايز يجي بس خايفة يترفض عشان بابا مش هيرضي عشان فرق المستوى، وأكدت بقسم : والله يا مالك هو كويس ومحترم وبيحبني...
نظر لها عن كثب وقال : وانتي...
ابتسمت وفركت اصابعها مجدداً وقالت : هو كويس ودافع عني قبل كدا... وكان تبع حد من قرايب ماما حضر فرحك انتي وسلمي ومشي بسرعة، انا مطمئنة لوجوده... هو مش طمعان فيا، هو قال انتي هتعيشي على ظروفي علي مرتبي في شقتي وماليش علاقة بحياة اهلك...
_ وانتي هتستحملي كدا..
هزات رأسها بالقبول... وقالت : هتقف معايا وهتفاتح معايا صح...
فتح ذراعه لها وأشار بيده أن تضمه ليقول : هقف جنبك عيوني، بس هسال عنه واتاكد انه كويس
ظهرت الابتسامة والسعادة بقول : بجد يا مالك...
اوما بالقبول، فقبلته من خده، وضمته زمزم بسعادة ليقول بحب : كملي طبقك...
جلست وأكملت طبقها في نهم وسعادة كعادتها، ومدت زمزم يدها ليده تضمها قائلة بخفوت وبحب : شكرا يا مالك...
فشدد على يدها ورفعها وقبلها بحب وأخذ احد لقيمات الطعام واطعامها بيده، فابتسمت خجلا... لحظات قبل أن يبكي الصغير، فتتركه لتري ما خطبه....... وتطمئن عليه........
......................
وضع الأغراض وقال : كدا ناجصكم شيء...
ردت السيدة : تسلم يا يابي، مش هتدخل تطل على مرتك يا يامو...
هز راسه بالقبول، ودخل غرفتها أو غرفتهم عند اللقاء الأول والوحيد والخاطئ، لتقول هي : صالحتها...
تجاهل وقال : اخبارك اي دلوقتى...
وضع كرسي صغير وجلس في مقابلها لتقول بهدؤء : احنا بخير....
_ يارب دائما...
وتاهت عيونه في شروده قائلا : مالك....
هزات بنفي : مافيش محتاجة انام...
واعتدلت على الفراش لتنام، وسكنت ليضع عليها الغطاء بأحكام ويقبل رأسها قائلا : كل الرجالة تحت امرك ورهن أشارتك في أي طلب، وطمنها قائلا :متخفيش عمك ميجدرش يجربلك... انتم في امان....
وكاد يرحل، لولا يدها التي تعلقت بيده، ليقترب ليقول بتساؤل وحيرة : تعبانة...
ولكن فور جلوسه جواره، ضمته باختناق تبكي، ليربت على ظهرها بحنان، وتطول بين السكون والبكاء والبكاء الساكن، لتسكن وتغفو على صدره لينزلها برفق على الفراش ويدثرها برفق بالغطاء مرة أخرى.. ويذكر بكل عهد أن يحميها مهما كلفه الثمن، ويغدو الليل ليتذكر أن عرس ابيه بعد يومان.....
ليكون القول، نحن نحب لنشفي، ومن مما لا يشقي
.........................
يسانده رجاله لمنزله، إصابة بليغة افقدته جزء كبير من حرية حركته وقدرتها على الحياة، قال الجد بأمر : طعلوه لبيته يا رجالة، وأشار لآخرين بالجلوس في المضيفة برفقة إحدي الخدم....
ليهتف هو بين ألمه وتعبه ورائحة دمائه : لا لا خليني تحت يا جدي..
ليهتف الجد : اجمد يا حكيم الله، كله عشان ترتاح علي فرشتك وتكون علي راحتك يابني
يكاد يصرخ ولكن صوته لا يخرج، فكيف يخبره أن الأمر يتعلق بتلك الفتنة التي تسكن معه وثيابها العشوائية، ويذوب من فرط الغيرة لمجرد التخيل ولكنه يقف عاجزا عن الحديث، ولكن الله أصحاب الالطاف، كانت أمه واخته في الأعلي عندها وكانت هي واختها يتبادلون الثياب وغيرها من الأشياء ومن ثم حلفة بيهم، ترتدي كل منها ما تبغي وتعلق الأخري، ووقع الاختيار الأخير علي فستان طويل، ومتمتد لا يضيق، يهبط باتساع من طبقات الشيفون الزهري اللون، ولكن طرقات الباب أوقفت الحفل، لتذهب لتفتح والأم تذكر كل حين شعورها بالقلق، لتتفاجئ بوجود الرجال، اثنين منهم وجده لتتراجع في الخلف بفزع وهي تري الدماء تزين ثوبه بكثرة، وتصرخ اختها باسمه خوفا وتقرب منه تتفقد وكذلك والدته بلهفة، بينما يقول بشكر : أحمدك يارب....
..... ليفيق من شكره علي لمسة خطأ الموضع من والدته يتوجع على أثرها، لتبتعد بحزن تكاد تبكي.. ليقول الجد : خدلي للرجالة طريق لاوضته يابنتي...
لحظات قبل أن تقول : الاوضة جاهزة، اتفضلوا...
وتبعها الرجال، لفراشه ووضعوه برفق، ثم خرجوا برفقة الجد ليقول وهو خارج: متقلقيش يا آمنة ابنك بخير... يومين تلاتة ويكون كويس بإذن الله
وهي تتحسس جرحه : يارب يا عمي...
ليقول وقد سبقه الرجال : خلاص سيبه يرتاح والصباح رباح... ومراته تغيرله وينام...
هتفت باعتراض : لا انا هقعد جنبه
حرك الغضب صوته قائلا : آمنة اسمعي الكلام
أمر الجد فلابد أن يطلع، وتقهقهرت وقبلت رأس صغيرها ورحلت ومعها مروة عندما الأخري أن تجهز ضيافة للشبان... الذين هبطوا بالأسفل....
........................ يتبع
...... هنعوضك حاضر ببارت إضافي الأسبوع دا .....
أنت تقرأ
خطايآ المارد، الجزء الثاني من سلسة معزوفة العشق
Literatura Kobiecaكونك تعشق حق، ولكن الحصول عليه حرب.. وليست كل الحروب باصحابها..تنجو