#أعد_ترتيب_روحك

858 68 16
                                    

#أعد_ترتيب_روحك..🍂🌿

بقلم : رويدة الدعمي

عندما ترى أن روحك أصبحت مبعثرة، حائرة، تائهة ولا تعرف لها استقرار!
عندما تجد أن روحك قد ابتعدت عن الدرب وفقدت الدليل  إلى الله!
حينما ترى أنك لم تعد تثق بأي شيء حتى بدينك ونبيك!
حينما ترى أن الشكوك والأوهام صارت تزداد في قلبك ولا تعرف السبب؟!
حينما ترى أن قلبك في السابق كان ينعم بالهدوء والاطمئنان أما الآن فلا يعرف للاستقرار طريقًا وقد خيّم الحزن عليه نتيجة الخوف من الابتعاد أكثر عن الله!
حينها عليك أن تتوجه إلى ( باب الله) فتقرعها وستجد مطلوبك ومرادك، ستعود إليك روحك بإذنه تعالى وستجد السكينة والهدوء والأمان 🧡
ستقل المسافة بينك وبين ربك وسيصبح لك كالرفيق والأم الحنون بل وأكثر!
ولكن أين أجد باب الله؟!
الجواب سهل فما علينا إلا أن نتوجه لأولياء الله فهم باب الله الذي منه يؤتى.. حتى وإن كنا غير متيقنين من مساعدتهم لنا! فالمريض الذي شارف على الموت عليه أن يزور أي طبيب يرشدوه إليه لعل عنده شفائه! فكيف إذا كان المرض في الروح لا في الجسد؟! 💔
حسنًا.. وكيف أطرق تلك الباب ليعود إليَّ ما فقدته؟!
جرب أن تذهب إلى مرقد أحد المعصومين القريبين من سكنك، إجلس في إحدى زوايا حضرته المقدسة وضع رأسك على ركبتيك ثم أطلق العنان لدموعك..
أنا على يقين بأنك ستبكي! بل وستبكي طويلًا!!
إن الحيرة والشكوك التي تعتريك أحيانًا ما هي إلا حالة طارئة بينما الأساس فما زال موجودًا في داخلك، فطرتك ما زالت سليمة وما هذه الحيرة والشعور بعدم اليقين إلا دليل على وجود الإيمان المسبق في قلبك إلا إنه يحتاج إلى من يقويه ويزيده ويثبته فيك أكثر..
تكلم مع ذلك المعصوم صاحب المقام الشريف، قل له بأنك بحاجة إلى دعائه، وبأن روحك غير مستقرة، وبأن علاقتك مع الله لم تعد كما كانت!
قل له : أولست بابًا من أبواب الله؟ فها أنا الآن التجأت إليك فكن الوسيلة التي تعيدني إلى ربي، ألم يقل تعالى (  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ) فأي وسيلة أفضل منكم أهل بيت الرسول؟!
الستم شهداء قتلتم في سبيل الله؟ أولم يقل تعالى ( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) وهذا يعني أنك الآن تسمعني وترى مقامي المنكسر وتشعر بقلبي المتألم وروحي التائهة.. فساعدني لأجمع شتات نفسي وأعيد ترتيب روحي ليعود اليقين إلى قلبي وتبتعد عني كل الشكوك والحيرة والأوهام!!
أما إن لم يكن هناك مرقد لأحد المعصومين قرب سكنك فافرش سجادة صلاتك في مكان خالٍ في بيتك، صل ركعتين هدية لصاحب الزمان ثم تخيله يجلس أمامك وها أنت تخاطبه :
يا صاحب زماني.. ماذا أفعل بهذه الروح التائهة؟ إذا كنت حقًا موجودًا وتشعر بي الآن فامسح بكفك على رأسي فأنا يتيم الروح يا مولاي! نحن نقرأ في دعاء الندبة قاصدين إياك ( أين باب الله الذي منه يؤتى)؟ وها أنا أطرق باب الله الذي هو أنت فدلني على الطريق!
أخي يا من تقرأ حروفي الآن!
صدقني إن من توجه إلى الله عن طريق أوليائه لن يخيب أبدًا وسينجو في النهاية وتعود روحه إليه مهما كان حجم التيه والحيرة والغفلة التي يعيشها..
اطلب من الله في ذلك الموقف وفي تلك اللحظة التي قرعت بها باب الله وبحق ذلك الإمام المعصوم أن يريك أو يُسمِعك ما يثبت الإيمان في قلبك، ألم يطلب نبيه إبراهيم منه ذلك الأمر؟ حتى خاطبه تعالى ( أولم تؤمن؟) قال : بلى! ولكن ليطمئن قلبي!
لا تتصور أن الفيوضات الإلهية تخص الأنبياء والأولياء فقط!
في تلك اللحظة التي تنزل بها الدموع الساخنة من عينيك قد يحصل لك فيض إلهي يعيدك إلى سابق عهدك من الإيمان والتقوى.. بل وأكثر من السابق!
إلهي من للقلوب الحائرة؟ إلهي من للعقول التائهة؟ إلهي في زمن كثرت فيه الشكوك والأوهام من لي غيرك؟ إلهي من يأخذ بيدي إن أنت تركتني!
إلهي ممن للأرواح المبعثرة؟
هناك ستشعر بشعور غريب، ستشعر في لحظة ما أن الباب التي طرقتها قد فتحت وبأن ذلك الإمام المعصوم الذي كنت تبكي في حضرته قد بكى هو أيضًا لأجلك! بل وقد رفع يديه للدعاء لك، عندها ستكون قد تحققت لك أولى الفيوضات الإلهية.. 💙

#أعد_ترتيب_روحكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن