النفس الامارة بالسوء

80 13 3
                                    

ما هو سبب خلق الله للنفس الأمارة بالسوء؟؟

وجود الشیطان وكذلك النفس الامارة لیس مضراً بالنسبة لأولئک الذین یریدون السیر على طریق الحق و الإیمان، و إنما هو بمثابة وسیلة من وسائل التقدم و التکامل، و ذلک لأن الترقی و التکامل یحصل دائماً فی بیئة التنافر و التضاد.

و دور الشیطان والنفس الامارة فی هذا العالم هو دور الداعی، أی أن الشیطان یدعو الإنسان إلى الانحراف و الضلال فقط (وكذلك بالنسبة للنفس الامارة)، و لم یعطهِ الله سبحانه القدرة على التصرف فی النفوس «إِنَّهُ لَیْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَلَى رَبِّهِمْ یَتَوَکَّلُونَ».

و لذلک عندما یدعی البعض یوم القیامة انه ضل و انحرف بسبب إغواء الشیطان له یقف الشیطان مدافعاً عن نفسه مدلیاً بحقه حیث یقول: «وَ مَا کَانَ لِیَ عَلَیْکُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلاَّ أَنْ دَعَوْتُکُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِی فَلا تَلُومُونِی وَ لُومُوا أَنْفُسَکُمْ».

و ما نتعلمه من القرآن الکریم هو أن دور الشیطان لا یتعدى حدود الدعوة و لا یمتلک القدرة على إجبار الإنسان على الانحراف و الضلال، ذلک لأن الإنسان مخاطب و مدعو بدعوتین، إحداهما دعوة الله، و الأخرى دعوة الشیطان، وإن الأمر متروک للإنسان و لاختیاره فی إتباع إحدى هاتین الدعوتین. فأما أولئک الذین یقبلون دعوة الشیطان بمیلهم و اختیارهم و  جعلوا منه قدوة لهم و ساروا خلف تعلیماته، فإنه یجد له طریقاً للتسلط علیهم، فیجرهم إلى الهلاک: «إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِینَ یَتَوَلَّوْنَهُ».

ونفس الكلام يجري في النفس الامارة بالسوء

#أعد_ترتيب_روحكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن