لا_تجبره_على_عقوقك

111 17 12
                                    

#لا_تجبره_على_عقوقك!

بقلم : رويدة الدعمي

بعد نشرنا لموضوع ( مشكلتي مع والدي) في ضرورة اجتناب عقوق الوالدين وصلت تساؤلات عديدة مفادها : وهل الإسلام أوصى بالوالدين فقط؟
أليست هناك حقوق للأولاد؟

لماذا دائمًا يكون تسليط الضوء على عقوق الوالدين فقط في حين إن هناك آباء 👈🏻 هم من يجبرون أولادهم على عقوقهم.. فهل هؤلاء سيكونون بمأمن عن الحساب يوم تقوم الموازين بالحق؟!
#الجواب بعد التوكل على الله :
لقد أوجب الإسلام حقوقًا للأبناء على آبائهم واعتبر الآباء عاقين لأولادهم إن لم يلتزموا بها..

فعن الإمام زين العابدين عليه السلام : " يلزم الآباء من العقوق لأولادهم ما يلزم الأولاد من العقوق لآبائهم "
فما هو حق الولد - ذكرًا كان أو أنثى - على والدهِ في نظر الإسلام ؟
🔸عن الإمام علي عليه السلام : " وحق الولد على الوالد أن يحسن اسمه، ويحسن أدبه، ويعلمه القرآن ".

🔸جاء في رسالة الحقوق للامام زين العابدين
(وأما حق ولدك فتعلم أنه منك، ومضاف إليك، في عاجل الدنيا بخيره وشره، وإنك مسؤول عما
وليته من حسن الأدب، والدلالة على ربه، والمعونة على طاعته فيك وفي نفسه فمثاب على ذلك، ومعاقب...).
لننتبه إلى عبارة - والمعونة على طاعته فيك -
فأنت أيها الأب وأنتِ أيتها الأم - مسؤولان - عن إعانة أولادكما على الأدب معكما!

وهذه حقيقة نجهلها نحن الآباء والأمهات كثيرًا للأسف، فتعليمهم حسن الأدب من واجباتنا نحن وليست من واجباتهم هم!!
فإن كان ولدك لا يحسن الأدب معك فالمسؤول الأول أنت إذ قد تكون قصّرت في تعليمه الأدب والاحترام..
أو قد تكون أجبرته من خلال - ظلمك له وشدتك معه - في أن لا يحترمك وبالتالي يكون عاقًا لك..
🔸لذلك قال الإمام زين العابدين عليه السلام : " لعن الله والدين حملا ولديهما على عقوقهما ".

وبهذا علينا الانتباه والحذر الشديد فاللعنة ستحل علينا قبلهم إن حملناهم ما لا يطيقون وبالتالي أخرجناهم عن طورهم في إساءة الأدب معنا!
#ولكن_كيف_الحل ؟ هل نعطيهم كل ما يريدون بحجة أننا لا نريد إجبارهم على عقوقنا وحتى يبقوا دائمي الإحترام والتقدير لنا؟!!
هنا يأتي دور #الاعتدال في التعامل معهم  👇🏻
فلا لين بحيث نترك الحبل لهم على الغارب ولا شدة بحيث ينقطع الحبل وتخرج الأمور عن سيطرتنا!
وأفضل نظام وضعه أهل البيت عليهم السلام لنا في تربية الأولاد هو نظام ( التقسيم الثلاثي ) ليسهل علينا فهم ما وقعنا فيه من تقصير في تربيتهم لا سمح الله..
وكشاهد على تبنِّي أهل البيت عليهم السلام التقسيم الثلاثي نورد هذه الرواية :

🔸قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( دَع ابْنَكَ يَلعَبُ سَبْع سِنين ، ويُؤدَّبُ سَبع سِنين ، وألزِمْه نفسَكَ سَبْع سِنين ، فأن أفلح ، وإلاَّ فإنَّه لا خَيرَ فِيه ) .
فالمرحلة الأولى هي مرحلة لعب ، والثانية مرحلة أدب ، والثالثة مرحلة ملازمة الولد ومرافقته.

فهل قمنا بتأديب أولادنا تأديبًا صحيحًا في المرحلة الثانية من هذا التقسيم.. مرحلة الأدب ؟!

🔸عن الإمام علي ( عليه السلام ) : ( لا أدَبَ مَع غَضَبٍ ) .
يقول أحد المفكرين تعقيبًا على هذا الحديث :

( وذلك لأن الغضب حالة تحرِّك العاطفة ولا ترشد العقل ولا تعطي العملية التربوية ثمارها المطلوبة ، بل تستحق هذه العملية ما تستحقه الأمراض المزمنة من الصبر ، والأناة ، وبراعة المعالجة .

فالإبن يحتاج إلى استشارة عقلية متواصلة لكي يدرك عواقب أفعاله ، وبدون هذه الاستشارة المتواصلة لا تحقق العملية أهدافها المَرجوَّة ، فتكون كالطَّرقِ على الحديد وهو بَارد) !
ويقول آخر :

( التحدي الأكبر في التربية..أن تنال إعجاب أبنائك بك، فإذا أعجبوا بك أحبوك، وإذا أحبوك قلدوك، وإذا قلدوك أصبحت قدوة لهم، ويصبح سهلًا أن تؤثر فيهم وعليهم) . 💞

ولنؤكد على المرحلة الثالثة - ما بعد السن الرابعة عشر - وهي مرحلة الخلاف الحقيقي بين جيل الآباء والأبناء.. إذ إننا هنا حسب نظام التقسيم الثلاثي نراها تخلو من التأديب بل مرافقة وملازمة لعل الإبن يحتاج فيها إلى إستشارتنا ونصائحنا ليس أكثر!
فإن عملنا بكل هذا ولم يكن لدينا شيء من التقصير حينها سيكون الخلل فيه هو والتقصير منه لا منا وذلك قوله عليه السلام ( فإن أفلح، وإلا فإنه لا خير فيه) .

اللهم إنا نسألك العفو والمغفرة عن كل تقصير إقترفناه في تربية أولادنا، ونسألك أن تأخذ بأيديهم وأيدينا إلى طريق الحق والصواب إنك لطيفٌ بالعباد 💙🙏🏻

#أعد_ترتيب_روحكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن