من هو حبيب الله فعلاً

339 53 8
                                    

من هو حبيب الله فعلاً ؟

يروى ان هناك رجلاً أراد الفاحشة مع امرأة فرآها ترتجف ، فسألها ممن خوفك ولا أحد يراكِ ؟ فقالت : انما هو الله الذي يراني ..
فتركها ذلك الرجل الذي كان بالإضافة الى فجوره فإنه سارق وقاطع طريق وليس في كتاب أعماله ولا حسنة ! مشى ذلك الإنسان في طريقه وقد نوى التوبة الخالصة لله تعالى بعد أن تأثر بكلام تلك المرأة
، فقابل أثناء مسيره رجلاً عابداً صالحاً معروفاً منذ صغره بالعفة والنقاء .. كان الجو حاراً جداً في تلك البِقاع فطلب الرجل العابد من ذلك الانسان أن يدعو الله معه لعله سبحانه يرسل عليهم غمامة تظللهم الى حين وصولهم
، فقال له ذلك الرجل : أنا لا أستطيع الدعاء لأني قضيت عمري بالمعاصي ولم أتب منها إلا الساعة !

فقال له العابد : إذاً سأدعو أنا .. وأنت فقط أمّن على دعائي ( أي قل آمين )
وفعلاً دعا العابد ربه وقال الرجل  ( آمين ) فأرسل الله اليهما غمامةً فوق رأسيهما حتى حان وقت فراقهما فكلٌ ذهب في طريق ، فإذا بالغمامة تسير فوق رأس الرجل التائب وتترك الرجل العابد الزاهد !!!

فانتبه الرجل العابد الى ذلك فنادى صاحبه وقال له : ما قصتك يا رجل ؟ ان الله قد أرسل الغمامة لأجلك أنت ، ومن أجل قولك ( آمين ) وليس من أجل دعائي ، والدليل انها تركتني لترافقك !! فمن تكون ليحبك الله الى هذه الدرجة ؟

فسرد الرجل التائب قصته الى العابد ودموعه تنحدر على خديه ، وأكد لهُ بأنه ليس إلا رجلاً أفنى حياته بالمعاصي والذنوب لكنه قبل ساعة من الآن شعر بالندم على كل ما فات ! فهل من المعقول أن يغفر الله لهُ كل ما مضى بل ويستجيب دعاءه ويُرسل اليه ألطافه لمجرد أنه أعلن التوبة ؟ هل يتوب الله على العبد بهذه السرعة ؟

فقال له العابد : انه لا يغفر لك فقط بل يحبك أيضاً لأنه قال في محكم كتابه العزيز ( ان الله يحب التوابين ) فهنيئاً لك يا حبيب الله .
ان الله – أحبتي - يدعونا لنكون من أحبابه لكننا نرفض ذلك ! لأجل ماذا ؟ لأجل دنيا فانية لا نأخذ منها غير الكفن والعمل ؟ لنسارع الى التوبة قبل أن يفاجئنا الموت حين لا ينفع الندم .

لبيك يا الله.

#أعد_ترتيب_روحكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن