💡 اضاءات في العقيدة، والشريعة، والاخلاق، والاجتماع
..........................
عوامل انحراف الناس في ثقافة القرآن الكريمإننا نقرأ في صلاتنا كل يوم "اهدِنَا الصِّـرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ "، اي إننا نطلب من الله تعالى في كل يوم ان لا يجعلنا من (المغضوب عليهم)، الذين انحرفوا عملياً (سلوكياً) (ولا الضالين)، الذين انحرفوا علمياً (فكرياً) لخطورة ذلك، لذلك اود أن اُلقي ضوءً على عوامل انحراف الناس في القرآن الكريم.
تقسم عوامل الانحراف إلى أربعة اقسام:
1️⃣ العامل الأول- ابليس:
يقول تعالى: عن ابليس "وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ"، فعلى الإنسان ان يتخلص من هذا العدو، وقد يتساءل بعض الأخوة والأخوات عن كيفية التخلص منه؟!
أقول لهم: بإمكاننا التخلص منه فهو ليس له علينا قدرة ولا سلطان أكثر من الوسوسة فقط، أما سلطانه فهو على الضالين الذين رضوا بولايته وطاعته بدلا من طاعة الله تعالى: "إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ".
وفي مورد آخر يقول تعالى: "إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا"، لكن عندما يكون الإنسان اضعف من كيد الشيطان الضعيف سيتولى عليه ذلك الشيطان. والتخلص منه يكون بذكر الله تعالى واستحضار قدرته وهيمنته، وبالالتجاء إليه "وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ".2️⃣ العامل الثاني/ إتباع الهوى:
قال تعالى: "أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَـرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ" ، اي انه يطيع نفسه بكل ما تأمره به دون الرجوع للضوابط الشـرعية فيتبع الباطل ويترك الحق لهذا قال الامام علي(عليه السلام): (إن أخوف ما أخاف عليكم طول الأمل واتباع الهوى، فأما طول الأمل فينسـي الآخرة، وأما اتباع الهوى فيصد عن الحق).3️⃣ العامل الثالث: رفيق السوء:
يعد هذا العامل من اهم العوامل المؤثرة في انحراف الأشخاص فهناك شيطان الجن المتمثل بـابليس وهناك شيطان انس متمثل برفيق السوء الذي يساهم في انحراف رفيقه وانجرافه إلى فعل الرذائل يقول تعالى: "يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا" ، وهنا يبرز دور الأبوين في متابعة حال ولدهما وحفظه من رفاق السوء ومراقبته الدائمة ومن دون ذلك فستتولد آثار سلبية ضارة في المجتمع حالها حال ظاهرة الأطفال الذين يخرجون من المنزل وقت الظهيرة وثيابهم متسخة والفاظهم بذيئة، وكل هذا بسبب عدم المتابعة وعدم الشعور بالمسؤولية من قبل الأبوين.4️⃣ العامل الرابع: الشعور بالغنى:
قال تعالى: "كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى" ، إن بعض الناس يتجاوز حدود الله إذا أبطره الغنى، بالمقابل يقول لهم الحق تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ" ، والطريف في قوله "أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى" اي انه في الحقيقة ليس غنياً، بل انه يتصور ذلك، جعلنا الله واياكم من الفقراء والمحتاجين له وحده في الدنيا والآخرة.
📖 كتاب اضاءات لسماحة الشيخ الحسناوي - محطة (١٧) - ص ٦٣