💡 اضاءات في العقيدة، والشريعة، والاخلاق، والاجتماع
..........................
فروق بين آيات البيع والشراء بشكل عام وآية البيع والشراء الخاصة بالإمام علي(عليه السلام)
توجد مجموعة من الآيات القرآنية التي تذكر البيع والشـراء بشكل عام، وهناك آية تخص الإمام علي(عليه السلام) في ذلك، لنلاحظ معاً بعض الفروق بين الآيات، فبالنسبة إلى الآيات القرآنية الكريمة التي تشمل البيع والشـراء بشكل عام يقول تعالى: "إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّة..."، وفي آية اخرى يقول: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيم تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ".
اما بالنسبة إلى آية الأمام علي(عليه السلام) يقول عز وجل: "وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْـرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ"، وقد اتفقت روايات الفريقين على أن هذه الآية نزلت بحق مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) ليلة المبيت حين اتفق المشـركون على قتل رسول الله(صلى الله عليه واله) فخرج إلى المدينة وبات علي(عليه السلام)على فراشه.بعض الفروق بين الآيات:
1️⃣ الفرق الأول:
بالنسبة لآيات البيع والشـراء العامة فإن الكلام فيها مع المؤمنين بشكل عام "إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ.. "، "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا.."، اما آية الأمام علي الخاصة(عليه السلام) فالكلام فيها بشكل خاص أي مع الإمام تحديداً "وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ".2️⃣ الفرق الثاني:
في الآيات العامة أن الله عز وجل هو الذي دعا الناس للبيع وهو الذي يشتري منهم ليعوضهم الجنة قبال ذلك، اما الأمام علي (عليه السلام) في الآية التي تخصه فهو الذي تبرع وابتاع نفسه لله تعالى دون دعوة منه إليه "وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْـرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ وَاللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ ".3️⃣ الفرق الثالث:
في الآيات العامة نجد المؤمنين ابتاعوا انفسهم من اجل الجنة "بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّة... " "وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ"، اما الأمام علي (عليه السلام) في آيته الخاصة فقد ابتاع نفسه الطاهرة ليس من اجل الجنة وانما ليشـري رضا ربه جل وعلا "ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ" لعلمه إن رضا الرحمن اكبر من الجنة لهذا جاء في مورد آخر " وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ..."، فيظهر ان الامام علي (عليه السلام) هو الراضي عن الله تعالى: والمشتري لرضوانه وهو المرضي عنه من قبله محققاً بذلك قوله تعالى: "ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً " .📖 كتاب اضاءات لسماحة الشيخ الحسناوي - محطة (١٦) - ص ٦١