فرصة الوصول إلى نتيجة
العارف بالله متى يكون عارفا بالله؟
عندما يعلم الحقيقة. وما هى الحقيقة؟
أنك هباءً منثورا .. أنك خيال .. أنك لا شئ .
إن ربنا لو قطع عنك الإمداد لَفَنَيْت. ومن يعرف هذه الحقيقةيحدث له يقظة. ومن تحدث له اليقظة يكون قد عرف الحقيقة أنه محتاج إلى الله دائما فى كل فيمتو ثانية. فلو قطع عنك ربنا الإمداد فيمتو ثانية تفنى . ولذلك أقول: وهل أنا باقٍ هنا إلا بالله ..
وقائم إلا بالله، فهو قيوم السماوات والأرض، وأنا تراب ابن تراب. ولكن ما هذا تراب! لا إن التراب شيء ، ولكن أنا عَدَم ابن عَدَم.
ولذلك فالعارف هو العارف بالحقيقة بأن لا موجودَ على الحَقِّ فى ثباته وبقائه وقيومته .. القائم بنفسه سبحانه وتعالى هو الله وحده لا شريكَ له. فإذا عرفت هذا يكون الأمر قد انتهى، فلن تخاف من أحد ولن ترجو أحد ولن تعتمد على أحد ولن تتبرم بما أجراه الله فى كونه ولن تيأس ولن يحدث لك اكتئاب ولا شُعُورَات خبيثة ولا أى شيء .
لماذا؟ لأنك أصبحت مع الله. المعية .. أصبحت فى المعية ومن كان مع الله لا يخاف سواه ولا يرجو إلا إياه.