#سلبيات_في_مجتمعي..
( زوجة الأب.. المتهمة دائمًا!! )
✍🏻 رويدة الدعمي
منذ الصغر ونحن نسمع ونقرأ ونرى قصص عن زوجات الآباء الشريرات! حتى تعمقت في دواخلنا فكرة أن زوجة الأب شريرة دائمًا وصار المجتمع يتعامل مع هذه الفكرة بكل أريحية! فما أن تتصرف زوجة الأب أي تصرف مع أبناء زوجها حتى لو كان لمصلحتهم سيتم اتهامها بأن لها غايةً أخرى! فلا يمكن لزوجة الأب أن تحب أبناء زوجها أو تحب مصلحتهم..!!وبهذا سيكبر الشرخ بين الزوجة والأولاد وتتأصل العلاقة السلبية بينهما ويذهب البيت إلى الخراب، والحل أن نبتعد عن اتهامات زوجة الأب في كل شيء فالأم الحقيقية أيضا تتعامل في بعض الأحيان بقسوة مع الاولاد لغرض تأديبهم وقد تحرمهم من الكثير من الأمور التي يحبوها كل هذا لأجل مصلحتهم ولا يوجه لها أي أحد أصابع الاتهام بأنها ظالمة وبدون قلب ووو.. فلماذا عندما تفعل زوجة ابيهم هذا الأمر معهم يتم اتهامها مباشرةً؟!
الخلل في المجتمع حقيقةً والحل أن نشيع فيه فكرة أن زوجة الأب هي الأم الثانية التي ساقها الله لهم لإكمال مسيرة أمهم الأولى.. وعليهم احترامها واخذ تصرفاتها محمل حسَن ( نعم إن زادت تصرفاتها معهم عن حدها فعلًا بحيث وصلت لدرجة الظلم والأذى الجسدي والنفسي هنا على الآخرين التدخل وبالخصوص الأب) أما أن نبقى نتهمها على كل كلمة أو تصرف يصدر منها فهذا سيكون ظلم في حقها وتدخل سلبي في حياتها مع أبناء زوجها الذين يعيشون معها تحت سقف واحد وحتمًا هم ليسوا ملائكة وهي أيضًا ليست شيطان!
فعلى من يريد التدخل لمداراة الأولاد ومراقبة أفعال زوجة أبيهم معهم أن يكون فاعل خير فعلًا فيبدأ بنصيحة الزوجة أولًا إن رأى منها ظلمًا لأولاد زوجها، وأن يجلس معها ويتكلم بكل وضوح عن عواقب الظلم الوخيمة ويترك لها المجال لتدافع عن نفسها وبهذا سنعرف أين الخلل ومن أين تأتي المشاكل؟ منها أم من الأولاد أم من الاثنين بتدخل الشيطان ووسوسته الدائمة في مثل هذه الأجواء العائلية، قال تعالى (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ).وما فائدة أن نتكلم في ظهرها ونبقى نلعن حظ أولئك الأولاد الذين فقدوا أمهم وأصبحوا تحت رحمة زوجة أبيهم ووو... هل سيجلب كل هذا حلًا للأولاد؟!
ولزوجة الأب والأم الثانية أقول :
أختاه أنتِ أيضًا يقع على عاتقكِ حل مشاكل الأسرة من دون توتر وحساسية فالأولاد أيتام ( سواء أنهم فقدوا والدتهم بالموت أو الطلاق) في كلا الحالتين هم فاقدي الحنان الحقيقي ولقد ارسلكِ الله لهم ليس صدفة ولا اعتباطًا ولا عبثًا!
حاشاه سبحانه أن يفعل شيء من غير حكمة.. فهلّا جلستِ مع نفسكِ وسألتِها : ما الحكمة من كوني الآن بين هؤلاء الأيتام؟!ألا يمكن أن يكون وجودي بينهم إختبارًا إلهيًا ليرى الله مخافتي منه وإيماني وتقواي من خلال تعاملي معهم؟!
هل سأتعامل مع أولاد زوجي كما أتعامل مع أولادي الذين هم من لحمي ودمي؟!
هل أترك المجال للشيطان أن يوسوس بيني وبينهم؟ وهل اترك المجال لأقاربهم ومعارفهم بالتدخل بما يُكبر المشكلة؟ لماذا لا أحل مشاكل عائلتي بحكمتي وعقلي وصبري؟الأولاد ليسوا سيئين لدرجة الشيطنة والعياذ بالله وأنا لست معصومة من الخطأ لدرجة الملائكة .. كلانا نحتاج إلى الصبر والتأني والحكمة ومراجعة الذات، ولما كنت أنا في منزلة والدتهم فأنا إذن من يبادر إلى تقليل المشاكل وحلّها بسلام ووئام حتى اكسبهم وأكسب قلوبهم فقد ينفعوني في كِبري كما لو كنت أمهم بالفعل.. من يدري؟!
خذي من أم البنين عِبرة فلقد تزوجت بأروع رجل على الأرض في زمانه ( قمة الإيمان وقمة الجمال وذو حسبٍ ونسب) وهي في المقابل لم تكن معصومة فلقد كانت امرأة عادية لها مشاعر وعواطف تجعلها تعشق زوجها وتتمنى لو كان لها وحدها هي وأولادها فقط!!
لكنها ما إن دخلت بيت زوجها حتى فكرت بشيء واحد فقط! أن في ذلك البيت أيتام!! وحين يرونها سيذكرون أمهم!!
لقد فكرت بإنسانية أولاد علي قبل أن تفكر بكونهم أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله..
( الإنسانية) هي التي نحتاجها حقًا في تعاملنا مع أي أحد ومهما كان! لذلك طلبت من زوجها أن لا يناديها بإسمها أمامهم فهي فاطمة وأمهم اسمها فاطمة!
كانت تستطيع أن تفكر بأنهم ليسوا أناسًا عاديين حتى يفكروا نفس تفكيرنا ولن تأخذهم العاطفة نحو والدتهم إلى هكذا تفكير وووو...
لكنها تركت كل هذا وفكرت في انسانيتهم.. إنهم الآن أيتام!!فكري في هذا أنتِ أيضًا واجعلي من ( ام البنين) قدوة وسند، كلميها عن معاناتكِ وستشعر بكِ ولقد جربنا مرارًا وخاصة نحن أهل العراق أن نقرأ الفاتحة لأم البنين عليها السلام عند أي ضيق أو شدة فتزول همومنا بسرعة وتلك والله كرامةً من الله لها لِما قامت بهِ من دور إنساني عظيم مع أيتام الزهراء عليها السلام 💔 ثم ما قامت به من تضحيات لأجل إمام زمانها الحسين عليه السلام 💚