قَبلَ ان تبدأ اضغط هنا "تَابعنِي"👈SaFwAnALB
عندما كنتُ طِفلة، كنتُ اشاهد تِلك الشخصية الصغيرة الكرتونية المسمى بـ سالي، كانت تؤثر بي وتحزنني كثيراً قلبي يتقطع على المعاملة التي يعاملونها بها...
لم اكن اتوقع بأن تلك المعاملة سأنال اضعافها!!
١٥/١٢/٢٠٠٢ تذكروا هذا التاريخ جيداً، هذا اليوم الذي فتحتُ فيه عيناي انه يوم ميلادي...
قالوا بأني كنتُ كثيرة البكاء، لا اضحك بسهولة، و كأنها علامات الحياة التي سأعيشها
١٥/١٢/٢٠٠٥ ها انا كبرتُ ثلاثة سنوات و دخلتُ لـِ سن الإدراك و الوعي، مثل اي طفل سعيد بأني نضجتُ، و بدأت بالتكلم، و لكن لم اتوقع بأني سأقول: ليتني لم اكبر!
في تلك الليلة الممطرة داخل منزلنا في منطقة تسمى سوق الجمعة، وسط العاصمة الليبية طرابلس، مع اصوات البرق في الخارج، و الكهرباء المقطوعة، في الظلام الدامس، مستلقية على فراشي، متشبثة بغطائي ارتعش من البرد وخائفة من الظلام...
احدهم طرق الباب، لا اعلم كم الساعة الان؟!، نهضتُ من فراشي، وتقدمتُ نحو الباب، امسكتُ بـ قبضة الباب، فتحتُ الباب
انه والدي!، كنتُ اريدُ كـ اي طفل، يستقبل والده بالأحضان والابتسامات، و يخرج لي تلك الحلوى من جيبه ويقول لي مبتسماً:
_انظري ماذا جلبتُ لك؟!ولكن والدي هنا كان مخيفاً، يتمايل، بـ يده مشروب
قام بدفعي من امامه و قال بصعوبة مع حركة غريبة وكأنه فمه به ثقلاً غريب :
_ابتعدي من اماميدخل مبللاً يتمايل في ممر المنزل و يقول كلمات غريبة لم افهمها!!
انا وقفتُ وظهري على الحائط خائفة كثيراً، والدتي ايضاً كانت خائفة تُراقبني من باب الغرفة، بنظرات اغنت عن الكلام، متحسرة على تلك المعاملة القاسية
وصل اليها والدي وضع يده على الحائط وعيناه ذابلتان، وتكلم بنبرة غريبة في الكلام مع سعال و نظر إليها و حدثُها بهذه الكلمات:
_هيا ادخلي امامي...فأنا فأنا اشتقتُ إليك و اريدُ اريدُ... ان اسهر معكِلا اعلم عن ماذا يتحدث والدي، ولكن ما رأيته نظراتُ امي الغاضبة و الخائفة حتى نظرت له وقالت:
_الا تخاف من الله، انا مريضة اليوم لن استطيع فعل هذا يا رجل!هنا رجع والدي الى الخلف و وقف و فتح عينيه بصعوبة محدقاً بوالدتي، و صرخ في وجهها:
_أ تقولين لي لا... ايتها الفــاجرةمن ثم اعاد يده الى الخلف و صفع والدتي بكل قوة، الصفعة ارتطمت بوجه والدتي ولكن الألم اصابني انا
فأستطرد قائلاً:
_ستقومين بهذا غصباً عنكِ أ فهمتِ أ فهمتِ !! انا لا احد يقول لي لا، لا احد!!مع دمعات والدتي التي تنزل و الحزن الذي اصابني، حاولت امي ان تتحدث بصوت منخفض لكي لا أسمع كلماتها الباكية
مع شهقة البكاء قالت:
_انا لدي الدورة الشهرية الان لا استطيع!هنا كان سؤالي ما هي الدورة تلك أ هي لُعبة؟!
ولكن والدي ازداد غضباً هنا وصرخ:
_لا يهمني لا يهمي هذا الهراء انا قلتُ اريد و عليكِ التنفيذ!!ثم دفع والدتي الى الداخل متمايلاً، ثم دخل خلفها وعندما التفت لإغلاق الباب، جاءت عينه اتجاه عيني مباشرة و في تلك اللحظة كان ضوء البرق قوي وصوت الرعد اعلى و نظر لي بعينيه المخيفتين صارخاً:
_ادخلِي الى الغرفــة...ركضتُ الى غرفتي بأقدامي الصغيرة، توجهتُ الى فراشي ووضعت الرداء فوقي ارتعش مع صوت صرخات امي المنهكة يبدوا بأن والدي يضربها...
اخوتي الاولاد نائمون و انا لوحدي مع هذا الخوف لا يوجد حل سوى النوم، لا اشعر بالنعاس ولكن سأغلق عيناي حتى انام هذا ما علمتني اياه امي...
و هذا ما حدث نمتُ، و انا خائفة انا افكر بأشياء اكبر من عمري بكثير لا زلت في الثالثة من عمري ولكنّي دائما خائفة، قد لا افهم ما يدور حولي ولكنّي اخاف كغريزة لأي مخلوق اخاف من الضرب، من الصراخ، من بعض النظرات...
لا اعلم ما الذي يحدث لـ والدي في الصباح يظهر بشكلٍ لطيف و طبيعي ولكن عندما يأتي الليل لطفك يا رب
كل ليلة يدخل مع والدتي الى الغرفة و اسمع صرخاتها تكاد تثقب طبلة أذني، اصبحتُ اسمع صداها في الصباح و في المساء لا تخرج من داخل ذهني...
لـِسوء الحظ انا دائما مستيقظة عندما يأتي هل لأني قلقة عليه؟! حقاً لا اعلم!!...
رُغم ذلك احبه، ولكن اخوتي لم يرو ما يحدث حتى الان فهم ايضاً لا زالوا صغاراً اكبر مني ولكن صغاراً في السن...انا لم اكن اتوقع بأن يوجد ما هو اسوأ من ذلك، هم... ولكنّي كنتُ مخطئة كثيراً.
... يتبع
أنت تقرأ
فيلسوفي
Romanceرواية في طريقها للـعالمية♥ #تنويه هذه القصة تحاكي قصة واقعية ليست بحذافيرها نعم قمت بزيادة التشويق والاحداث ولكن محيطها واقعي وحدثت مع شخص اعرفه جيداً. هذه القصة تحاكي الواقع وليست الواقع بحذافيره. توقيت النشر... نشر الحلقات يوميا في الفترة ما بين ا...