البارت التاسع عشر

495 17 0
                                    

قَبلَ ان تبدأ اضغط هنا "تَابعنِي"👈SaFwAnALB

اتقلب يميناً ويساراً، ثم شعرتُ بالغثيان وتقيأت حتى شعرت جدتي بي وسمعت صوت استفراغي، دخلت جدتي مرتعشة خافت علي، تقدمت نحوي قائلة:
_ما بك يا ابنتي ما الذي حدث معك!! بم تشعرين!؟ أ اجلب لك الطبيب؟!

هذه جدتي تخاف علينا من الامراض كثيراً، لم تعرف ماذا تفعل! ظلت ترتعش وتنظر لي بـحزن، الى ان دخلت نجوى، نظرت الى الارض مكان تقيئي، وقالت مشمئزة منزعجة لقد شعرت بالقرف:
_ياااع ما هذا من سينظف هذا!! ااااع اشعر بالغثيان...

مع حالتي المزرية و مرضي لم يهمها سوى التنظيف و شعورها بالقرف!!، ما هذا القلب الذي لديك يا زوجة خالي!!، ولكن هذه المرة جدتي نظرت لها بغضب ووقفت امامها، لأول مرة ارى جدتي هكذا!!، وصرخت في وجهها:
_يـكفي هذا؟! الا ترين حال الفتاة وانت لا يهمك سوى الارض التي اتسخت و الرائحة الكريهة!! اي قلب تحملينه ها..اي قلب!!

انزعجت نجوى من هذا وقالت بغضب و وجهاً ناشف ناظر الى الناحية الاخرى كلام جدتي لم يعجبها لتتنهد:
_لم اقل شيئاً يا عمتي، فقط لم احتمل الرائحة، لمَ انزعجتِ؟! وابديتُ بـ رائي او الكلام اصبح ممنوعاً..!؟

ردت جدتي:
_الكلام ليس ممنوع! ولكن تعجرفك ومعاملتك لـنصيب هي الممنوعة، انظرِ يا نجوى اقسم لك بكسر الهاء اذا تعرضتِ الى نصيب او أزعجتِها بـحرف، لن يحصل طيب!؟ و قد اعذر من انذر...

انا مع المي و مرضي خفتُ ان تغضب نجوى و تقول كل شيء تعرفه، اختلط المرض مع الخوف و ازدادت حالتي سوءً! ادعوا الله ان لا تفعل ذلك...

غضبت زوجة خالي كثيراً، وبدأت توجه نظراتها الحارقة نحوي، تتنفس بقوة، الى ان صرخت:
_هذه الفتاة يا عمتي، حقيرة ولا تستحق حنانك...

حدقت بها جدتي وقالت:
_كيف تقولين هذا على ابنة ابنتِ، يا قليلة الادب!

ضحكت نجوى ضحكة قصيرة مستفزة:
_ههههه قليلة ادب ههه لو تعرفين من هو قليل الادب و الاحترام والعفة يا عمتي هههه

صرخت جدتي بصوتها الحنون، وانا خائفة كثيراً متشبثة بغطائي لا استطيع الدفاع عن نفسي حتى!:
_ما الذي تهذين به يا امرأة!!!

_نجوى: هذه يا عمتي من تدافعين عنها بحرقة...سمعتها تحادث الشبان اواخر الليل، وليس هذا فحسب...

ثم تقدمت نحو جدتي وهمست في اذنها، وانا من الخوف كدت ان افقد الوعي، جسدي يرتعش بشدة، قلتُ في نفسي لقد انتهيت!!

بعد ما انتهت من الهمس في اذن جدتي، ضغطت جدتي على شفاهها السفلي واغمضت عينيها و وضعت يديها فوق رأسها مصدومة، انتظر ردة فعل جدتي التي ستنهيني!!

و زوجة خالي تضحك، متشمتة، ولكن جدتي التفتت اليها، وقالت ما لم اتوقعه:
_و انتِ ما شأنك، تحادث من تشاء، و تفعل ما تريد، المهم انتِ لا تقتربي منها!! و دعيها وشأنها، ابقي في شؤونك فقط...

توسعت حدقة عيناها من الصدمة، فمها مفتوح لا تعرف ماذا تقول، بدأت تبتلع لعابها، انفاسها انقطعت بدأت تنطق حروف متقطعة: ااا ه ولكـ...اه اسـ...

اعلم انّي خيبتُ امل جدتي ولكن هي لم تُخيب ظني، وصفت بجانبي، ولكن ما اعرفه ان نجوى لن تسكت عن هذا!

نظرت الى جدتي وبداخلها غضب لو كان بالإمكان الهجوم لفعلت... ثم ابتسمت قائلة:
_هم ههه، سنرى رأي ابنك في هذا يا عمتي ههه اظن ان لا يحب هذا هههه

وغادرت من الغرفة تضحك وتتمتم...

ماذا سأفعل عندما تخبر خالي...وكيف ستكون ردة فعله...ما لذي سيفعله بي، من المؤكد سـتحرضه وتضخم الامر و ستقول شيء حدث و اخر لم يحدث.. دموعي بدأت بالإنهمار...

تقدمت جدتي وجلست بجانبي، وبدأت تمسح بيديها شعري حزينة، وقالت:
_ اهدأي يا ابنتي و لا تهتمي لكلامها، المهم كيف حالك؟! و بم تشعرين يا حفيدتي العزيزة...

من شدة الحرارة والصداع لم استطع النطق والرد، اجبتها بصوت منخفض:
_خـ.. خـا... خــا.... خالي،، خالي...

قربت اذنها مني وقالت:
_ماذا؟! ها...

اخذتُ نفس واطلقتها ككلمة قوية:
_خـــــالي...

امسكت جدتي بيدي وقالت بحزن:
_لا تقلقي يا صغيرتي لن يفعل شيء، و لن اتركه يقترب منك، ابقي مرتاحة... انا سأظل بجانب و سأحادث خالك...

ثم قبلت يدي وهي قلقة عني و تقيس حرارتي بيدها المباركة...

لا اعرف ماذا سأقول، لم يقف احد بجانبي سوى جدتي، الحنان الذي وجدته داخل قلبها لم اجد ولو القليل منه عند امي، شكراً جدتي، لا اعلم كيف سأفي حقك، بالرغم من انّي خيبتُ ظنك...

ظلت جدتي بجانبي ولم تفارقني، تُحضر المناديل المبللة و الدواء و لم تنم من قلقها...

ولكن في الليل، عند الساعة ١١:١٤...
خرجت جدتي لِتغير المناديل وتبللها، عندما خرجت من الغرفة و ارجعت الباب خلفها، سمعتُ خالي يصرخ على جدتي:
_هل هي مستيقظة؟!

_جدتي: ما الذي تريده منها؟!
_خالي: لا شيء فقط تكسير رأسها عديمة التربية...

صرخت جدتي:
_اصمت ابنة اختك، تربت افضل تربية، ولكن من لم يتربى هو من اوصل لك هذا، وجعلك تصرخ على امك..
...يتبع

فيلسوفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن