البارت الخامس عشر

551 18 2
                                    

قَبلَ ان تبدأ اضغط هنا "تَابعنِي"👈SaFwAnALB

عيناي لم تتحركا لمدة دقيقة، مصدومة، رأيتُ زوجة خالي متكئة على الحائط و تنظر لي مبتسمة، اصبحتُ ارتعش،
هنا شعرتُ بأن نهايتِي اقتربت، بدأت تقول ببطء و استفزاز و هي تنظر لي مبتسمة:
_اهً نصيب الشقية

لم اكن اتوقع بأن هذا سيحصل ولكن بدأتُ ابكي اترجاها:
_ارجوك يا زوجة خالي لا تخبري احد، اعدك لن اعيدها، اعدك اعدك اعدك....

و لم اتوقع ردها ايضاً حين نظرت لي بحزن وقالت:
_تمهلي ما بك اهدأي، لن اخبر احد وهذا حقك، ههه انا ايضاً كنتُ مثلك حبيبتي، أ هو ممتع ها (غمزت بعينها)

انا لزلتُ ابكي خائفة ارتعش متنهدة...

لـتنظر لي و هي تنفخ لأني لم اصدقها و قالت:
_اوووووف نصيب يكفي هذا، قلتُ لكِ لن اخبر احد هيا امسحِ دموعك وكأني لم ارى شيئاً ها اتفقنا.

قمتُ بهز رأسي الى الاعلى والأسفل و انا ارتعش و على خدودي دموعي المنهمرة و اجبتها متقطعة:
_ححححححــسناً...

خرجت نجوى من الغرفة وانا بقيتُ ارتعش خائفة، لا اثق بها، ماذا لو اخبرت جدتي او خالي ماذا سأفعل.؟!..
في قلبي حرقة و لم انظر سوى الى الجانب المغيب و لم ارى الى الجانب المشرق، كم انتِ غبية نصيب كم انتِ غبية.. غبية غبية... هكذا بقيتُ اضرب رأسي متحسرة، اكملتُ ليلتي بالبكاء والافكار السوداوية الى ان نمت...

في اليوم التالي..

استيقظتُ و عيناي متورمتان و مرهقتان، اوووف ما زال التفكير مسيطر على ذهني، ماذا سأقول اذا فضحت الأمر؟!
من الافضل ان اصبر، و ارى ماذا سيحدث!...

ذهبتُ محبطة الى المدرسة لا املك طاقة للحديث، رأسي موجه الى الاسفل، و كأنني ابكمت، حتى في جلستي تحت شجرة الصنوبر الخيبة، حتى هناء لم اتحدث معها، و اكتفيتُ بهز رأسي كإجابة، سألتني مرارً عن سبب حزني ولكنّي لم اخبرها بالرغم من اصرارها الكثيف الى ان حزنت مني و تركتني وهددتني ان لم اخبرها فلن تحادثني بعد اليوم، و لكنّي لم اكترث لـهذا...

و حتى عند دخولنا الى الفصول، كنتُ بمجرد رؤية سراج يتغير يومي، و الابتسامة ترسم على وجهي ولكن ليس اليوم، فهو لم يستطع ذلك، رأسي ملقى على طاولتي، لم ارفع رأسي منها الا قليلاً، اشعر بنظرات سراج الحزينة نحوي، اعلم بأن في رأسه العديد من الاسئلة ولكن انا متأسفة يا سراج، تعكر يومك ايضاً بسببِ...

في الإستراحة، جلستُ في مكاني المعتاد مع حزني و كأبتي، رأسي الى الأسفل، الى ان شعرتُ بخطوات وصلت و وقفت فوق رأسي، حتى سمعت صوت يقول ما بك:
_ما بك؟!

انه سراج، رفعتُ رأسي الى اعلى ونظرتُ له و في عيناي كان الحزن مخيم، مع دمعاتي المتجمعة، اجبته بصوت يصحبه نغمة بكاء:
_لا شيء

ازداد غضب سراج وصرخ:
_كيف لا شيء ها، وانتِ من الأمس لم تردِ على مكالماتي و فجأة اختفيتِ و قمتِ بتركي على جمرات و لم نكمل حتى ما كنا نفعله؟!...

اجبته بصوت منخفض جداً كصوت اطفال متمالكة نفسي بصعوبة عن البكاء:
_انا اسفة..

ليقول و كأنه طفح الكيل عنده:
_أ تريدين اخباري ام ماذا؟!

بقيتُ انظر الى الاسفل و لم اتفوه بحرف

ليستطرد كلامه بهذا:
_اقسم اذا لم تخبريني الان، فلن احادثك بعد اليوم اقسم بعزة الله...

تنفستُ ثم تنفست و انفجرتُ عليه باكية صارخة وقائلة:
_زوجة خالي يا سراج زوجـــــــة خالي سمعتني و انا احادثك امس، سمعتني ونحن نفعل******* و تقول لي ما بك، ماذا لو اخبرت خالي، انا انتهيت يا سراج انتهيت، فأنا لم اعد اعرف ماذا افعل و ماذا سأقول؟!

صُدم سراج بهذا و لكن أ تعلمون بعد هذا الصراخ والبكاء شعرتُ بالإرتياح، تقدم سراج لإحتضاني و قام بـ وضع رأسي على صدره، وقال هذه الكلمة التي ردت لي الحياة والأمل:
_انا بجانبك و لن اتركك...

لـحسن الحظ لم يكن احد بجانبنا و لم يرانا احد و الا دخلتُ الى مشكلة جديدة، ثم قلتُ الى سراج:
_شكراً لإنك داخل حياتي...

من يرى هذا لا يصدق!! وكيف اثنان في المرحلة الاعدادية، بينهما هذا الحب وهذه التصرفات ولكن هذا ما حدث و اظن السبب المسلسلات الرومانسية التي اثرت بشكل كبير على المراهقين...

انتهى هذا اليوم الدراسي ايضاً...

لأعود الى المنزل، عندما دخلت رأيتُ زوجة خالي اعدت الغذاء عندما رأتني قالت بـلهفة:
_هيا حبيبتي غيري ثيابك و اغسلي يداك وتعالي لكي تتغذي، خالي وجدتي نظر لبعضهما بـتعجب! لم يُصدقا ما سمعا، و انا ايضاً لم اصدق!، فهذه التصرفات تزيد من توتري و خوفي ما هدفها يا ترى و لم تتصرف هكذا؟! بم تفكر؟! اوووف، يا رب لا اعرف ماذا افعل؟!..

مثل ما قالت فعلت، غيرتُ ثيابي و غسلتُ يداي و نزلت، جلستُ على الطاولة، و ازدادت غرابة بتصرفاتها، عندما قالت:
_انتظرِ انا سأسكب لك...

اخذت صحن وبدأت تُغني، حبيبي يا نور العين... وتضحك، انها تلمح، انها تزيد من توترِي و قلقي، و جدتي وخالي لم يفهما شيء من كل ما يحدث اكتفا بالسكوت...

هكذا استمرت لمدة يومان ولكن بعد ذلك بدأت تظهر نيتها، لقد ذبلت معاملتها الحسنة و تغير وجهها اللطيف، بدأت تتأمر و تطلب كثيراً و في كل الاوقات، بدأت بإتعابي و انا لا استطع ان ارفض فـرقبتي تحت اقدامها، استمريت بالطاعة مع خوفي المستمر، لقد انهكتني، ولكن ذات يوم...

كانت الساعة تُشير الى الحادية عشر ليلاً، كنتُ في المطبخ اغسل الاطباق بـطلب من نجوى، حتى دخلت نجوى الى المطبخ سعيدة لإرهاقي تُغني الزينة لـبست خلخاله...، تقترب مني و ترقص وتغني متشمتة، ثم قالت:
_حضري لي الفشار سأشاهد فيلم يا زينة هههه ثم حضري لي.. اممممم...(تنظر الى الاعلى مفكرة بإستفزاز) اه تذكرت اعدي لي رقائق البطاطس...

و لكن هذه المرة تركتُ الصحن من يدي ورفعتُ يداي الممتلئتان بالرغوة و قلتُ لها بوجه ناشف:
_لستُ مجبرة لخدمتك، لن افعل ذلك هذه المرة...
اقتربت مني وهي تقول:
_اعيدِ ماذا قلتِ؟!

لأجيبها:
_مثل ما سمعتِ

وقفت امامي ثم امسكتني من رقبتِي بقوة و دفعتني للناحية الاخرى، اسندتني على الثلاجة وهي تضغط على رقبتي تنظر لي بعنف وغضب...
                                             ... يتبع

فيلسوفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن