الفصل السابع عشر
لم يصمُد قلبها كثيراً أمام رياح حقيقته العاتية و وقع صريع وقاره الزائف .. وتقطعت حبالُ الوِصَال بينهما قبل ان تُغزل ..
لمح في نظراتها الحادة حُكمه القضائي بالاعدام شنقاً دون أدني شفقة ..
شقت ابتسامة عابثة مستمتعة طريقها الي ثغره المُطبَق لـ تتساوق مع لحيته الوازنة و تزيده فتنة في أعين النساء إلا تلك التي تجلس أمامه و ترميه بنظرات حانقة ...هتف ببرود متعمداً إثارة غضبها و استفزازها :
- هي صراحتي مش عجباكي و لا ايه يا بنت عمى الغالي ..؟! و لا انتي ... مبتحبيش ... الصراحة ...؟!
ردت بحنق و ضيق :
- تقصد تقول بجاحه مش كدا... يا ..عاصم .. بيه ؟!
رد بفتور و شعور بالغبطة يخالج روحه :
- انا شايف أننا نرفع الكُلفة اللي بينا دي بقا .. انتى خلاص بقيتي خطيبتي .. و لا ايه ..؟!
عضت شفتها السفلي بغيظ منه ومن بروده .. ثم ابتسمت ابتسامة صفراء قائلة :
- و لا ايه ...!أشاحت وجهها بحنق للناحية الأخرى بعيداً عن مرمى نظره .. و أضاعت علي نفسها فرصة رؤية ابتسامته الجذابة .. نهض عن المقعد و دنا من رأسها هامساً بـ خفوت :
- أي واحده جميلة طبيعي تلفت نظر الرجال ليها .. و مش معقول كل واحدة لفتت نظرى .. ابقى حبيتها .. ههههه..
امتعض وجهها حنقا اكثر، و التفتت إليه بعاصفة غضباء ألهتها عن اقتربه الشديد منها ثم قالت بحدة :
- و المعقول من وجهة نظرك .. ان عينيك تدوق حلاوة كل وحدة تشوفها مش كده ..؟!
التمعت عيناه بوميض السعادة من عاصفة غضبها التي سعد بجذبه لداخلها .. رماها بابتسامة عريضة ثم قبَّل رأسها قائلا بـ نبرة صوت عذبة مغلفة بـ حنان دافئ :
- متفكريش في الموضوع كتير .. عشان تعرفي تنامي كويس .. تصبحي علي خير .. يا خـ..ط..بـ..تـ..ى... هههههه
لم تتدارك ما قاله بسبب ما فعله .. حتي لم تنتبه لـ مغادرتهم .. ظلت شاردة في نبرة صوته التي لم تسمعه يتحدث بها من قبل .. عاد ذهنها الشارد منها الي وعيه حين صدع صوت" ناهد" و هي تقول بـ وله :
- عاصم خطيبك دا چان أوي فى نفسه يا نيروز .. و عليه حتة ضحكة هيييييييييح..
رمقتها "نيروز" بنظرات جازمة ألجمت جماح ذهنها الشارد في تفاصيل زوجها المستقبلى .. قبل أن تقرص وجنتها بقسوة طفيفة و تهمس لها بحنق :
- لولا أني عارفه انك بتحبي شهاب اخويا من و احنا صغيرين .. كنت قولت ان عينك من عاصم .. و لو ده كان حصل كنت ساعتها هنسي اي صلة تجمعنا ببعض و هخليهم يقولوا عليكي يا رحمن يا رحيم ..
أنت تقرأ
عَروس مع وقف التّنفيذ
Romanceو لكن عيناها تحجرتا في مقلتيها و ارتعشت أوصالها رعبا مما رأته في المرآة.. كان أبشع شىء ممكن أن تراه في حياتها.. عادت للخلف مرتعدة تصرخ بصوت عالٍ مُرتعب تناديه بإسمه رغم أنه يقف خلفها مباشرة : عـ..عااااااااااااصم.. فزعت هاربة بعيداً عنه عندما اصطدم...