الفصل الرابع عشر (2)

11.2K 464 74
                                    

الفصل الرابع عشر

الجزء الثاني
. . . . . . . .
تحذير هام جدا
يحظر النقل او الاقتباس نهائيا و يحق لى مقاضاة كل من يعارض الحظر بموجب القانون الذي يحفظ لى حقوق ملكيتى الفكرية .
. . . . . . . .

أقسى شعور قد يعصف بكينونة المرء و تحطمها لأشلاء  هو الشعور بالخذلان، كزهرة جميلة ترعرعت في حديقة بستانى ماهر لم يبخل في الاعتناء بها و تدليلها و مداعبة بتلاتها الزهية كل صباح حتي غدت هائمة في بحر اهتمامه و لكن سرعان ما أفاقت علي خداعه  ذاك حين دُهِمت بـ اقتطفه لها دون أدنى رحمة  لـ تظهر حقيقة اهتمامه المريرة و أن اعتناءه بها ليس سوي لـ بيعها و جنى المال من وراء جمالها ..
هذا نفسه ما قاسته " فرح"  بسبب أُمِها فما يحدث لها الآن كله جراء بيعها له..  ألقت بها في جوف الجحيم .. و جعلتها  امرأة لذلك الوغد و هي لا تزال في عمر الضفائر ..
ظل التفكير يورق ليلها حتي حل الصباح  و بينما هي جالسة علي الفراش  بأعين مقرحة من قلة النوم و كثرة البكاء .. وجدت هاتفه يرن برقم مجهول .. التقطته بأيدي مرتعشة و ضغطت علي ذر إغلاق الشاشه لينقطع صوت رنينه فقط .. في حين لازال ذاك المتصل في انتظار ردها ..
ألقته مقلوباً علي الفراش جوارها ثم عادت لاحتضان ركبتها و ضمهما إلي صدرها و الاهتزاز للأمام و الخلف  و هي تحملق في صورتها المنعكسة في المرآة أمامها ..
انتفضت من قوقعتها المدقعة حين عاد رنين هاتفها يصدع باتصال الرقم ذاته ..
ازدردت ريقها بتوتر و خوف من يقينها الراسخ في قرارة نفسها أن ذلك المتصل المجهول هو زوجها السابق " فريد" .. التقطت الهاتف مرة اخري لترد مسرعة حين ظنت أنه من ممكن أن ينفذ تهديده ان أغضبته بتجاهل اتصاله ، سعلت لـ تجلى تلك العلقمة المصمغة لأحبالها الصوتية ثم ردت بصوت متحشرج : أ.. أ..ألو..

_ أشغله..

عقدت حاجبيها باندهاش و انزلت الهاتف عن أذنها تتطالعه باستنكار فهذا ليس صوت ذلك الحقير كمان أنه لا يعرف للمزاح مسلكا و لسانه للدعابات مخاصما .... أعادت الهاتف مكانه مرة أخرى و قالت بحدة لـ ذلك المتطفل : مين معايا..؟

_ أنا أحمد ..

اضطربت في جلستها و شخصت عينها من هول الصدمة أيعقل أن يكون هو نفسه من تعرفت عليه علي الانترنت ..؟! هتفت باستنكار خشية أن تكون خدعة من ذلك الوغد الماكر للإيقاع بها : أحمد مين ؟!

_أحمد الأسيوطي .. الفيس بوك .. هههههه .. اللي هيموت و يتجوزك .. ههههه ..

ابتسمت بتلقائية حين تذكرت إلحاحه المستمر في التقدم لخطبتها  منذ أرسلت له صورتها ذات مرة في محادثة بينهما..
و لكنه أخفت عنه حقيقة زوجها السابق .. و ما أثار الريبة داخلها  أكثر هو كيفية حصوله علي رقم هاتفها ؟!!
أنكرت معرفتها به حين أحست بأن هناك خطب ما.. و أن هناك إنة ما تحاك ضدها .. فقد صور لها عقلها أن يكون ذلك الشاب متواطئ مع ذلك الحقير ..:

عَروس مع وقف التّنفيذحيث تعيش القصص. اكتشف الآن