الفصل الثامن
. . . . . . . .
قبل القراءة . .
من كان يحمل لي في قلبه مثقال ذرة من حب فليدعو لى . .✨💛
. . . . . . . .جبال من الارهاق جُبِلت فوق عاتقه ، يوم حافل بالاحداث المثيرة، آخره نفاذ الوقود من سيارته و اضطراره للسير علي قدميه المتشنجتين من الجلوس خلف عجلة القيادة ؛ عدة أمتار بمفرده بعد أن ترك "رائد" في السيارة ، لـ يصل الي أقرب محطة وقود لـ يبتاع منها ما يكفيه لاستكمال طريق عودتهما ..
زفر أنفاسه الخشنة بـ اعياء شديد و هو يدلف للقصر أخيرا ً في الوقت الذى انتصف فيه الليل ، يتبعه "رائد" الذي لا يقل عنه اعياءاً ..
كان حينها ليل الشتاء قد فرض سطوة سكونه علي القصر بل علي القرية بأكملها .. فقد غط الجميع في سبات عميق باستثناء
تلك العين المؤجرة لمراقبتهم ... رآهم"عيسوى" يدلفون بالسيارة الي القصر و كعادته ، علي الفور نقل خبر عودة "عاصم " إلى رب عمله ..لم يكن وحده من تثنى له انتظارهم بل ظلت " وداد" متيقظة تنتظر قدومهم .. تتسامر مع أحدى الخادمات لتمضية الوقت لحين عودة فلذة كبدها و الاطمئنان عليه ..
اتجها ناحية الضوء القوى المنبثق من المطبخ لـ تلتقتهما عينى " وداد" التي هبت من مكانها و الشوق يجرفها إليهما ..
احتضنت " عاصم" بأحد ذراعيها و مسدت بالآخر على وجه "رائد" الذى بدى الإعياء جليا علي وجهه ..."حمد لله على سلامتكم يا حبايبي "
ابتسم لها "رائد" ابتسامة ذابلة من أثر التعب في حين قَبَّل "عاصم" رأسها بحنان قائلا ً:
الله يسلمك يا أمى .. انتى منمتيش ليه يا حبيبتي لحد دلوقتى ؟!!
ابتعدت عنه قليلاً ثم أجابته و هي تتفرس ملامحهما بنظراتها الوجلة من هيئتهم الرثة من أثر السفر :
مستنياكم لحد ما ترجعوا و اطمن عليكم .. تلاقيكم دلوقتي علي لحم بطنكم .. روحو غيروا لبسكم و فوقوا كدا لحد ما أجهز لكم العشا انا و صفيه .. يلا ..
رد "رائد" بصوت فاتر ممزوج بـ تثاؤباته الباترة لـ كلماته :
ان....انا جعان ..نووووم ، تصبحوا علي خير ...
مضي مغادراً الي غرفته رغم اعتراض" وداد" الذي قابله بـ ترجى .. أضعف اعتراضها و أنزله الأرض قسراً ..
أما "عاصم" فلم يشأ أن يكسر خاطراً لـ والدته الغالية لذا خضع لها و جلس علي الطاولة الخشبية الكائنة في منتصف المطبخ متحاملا علي نفسه .. لتبدأ "صفية" في رص الأطباق أمامه و لكنه رغم شهو الطعام إلا أنها لا يضاهى شهو التمدد بين أحضان فراشه المريح و الغرق في النوم باعتباره الغرق الوحيد المحبب الي النفوس الكادة ...
التقط بضع لقيمات فقط لتغمس والدته لقمة خبز في طبق العسل أمامه و تمدها إليه قائلة بترجي :
أن شاء الله تعدمنـ...
أنت تقرأ
عَروس مع وقف التّنفيذ
Romanceو لكن عيناها تحجرتا في مقلتيها و ارتعشت أوصالها رعبا مما رأته في المرآة.. كان أبشع شىء ممكن أن تراه في حياتها.. عادت للخلف مرتعدة تصرخ بصوت عالٍ مُرتعب تناديه بإسمه رغم أنه يقف خلفها مباشرة : عـ..عااااااااااااصم.. فزعت هاربة بعيداً عنه عندما اصطدم...