الفصل العاشر
انخلع فؤاديهما خوفاً عليها فـ المنظر الذي تصوره أعينهم الان يكاد يُذِهب سريرتهما ...
اختلط نهيج أنفاسهم المسلوبة منهم بصرخات تلك المسكينة الممددة على الأرض، يتمزق قلبها خوفاً و جسدها يئن وجعاً.. ظلت تنفض قدمها مراراً و تكراراً و هي تصرخ بكل عزم فيها :
" اااااه .. الحقووونى ... شهاااااب ... يا شهاااااب"
أقبل "شهاب" عليها يسحبها من أسفل ذراعيها نحوه و هو يطمئنها بكلمات يتخبطها الذعر و الارتياع قائلا: متخافيش يا نيروز متخفيش .
صاح بعدها بـ تقزز و غضب من ذلك الكلب الذى هبر ساق شقيقته اليسرى بأنيابه ..: امسكه يا عاصم ، أبعده عنها ..كان "عاصم" بالفعل قد أمسك الكلب من ذلك الطوق المحيط برقبته .. و مضني الان في ابعاده عنها دون أن يؤذيها أكثر ..
ساعده رئيس الحرس الذي لحق به فور خروجه .. نزعوا أنيابه من لحمها بكل حرص .. ثم ألجم المسؤول عنه فمه بـ كمامة الفم حتى يعود إلي رشده .. ثم صاح بصوت عالٍ:
اغسل مكان العضه بماية و صابون بسرعه ..
و صاح أخر : الإسعاف جايه في الطريق حالا ..
شمر "عاصم " عن ساقها المتضررة و رفع بنطالها الممزق لأعلى ثم التقط زجاجة المياه من أحد الحراس الذين كانوا قد احتشدوا حولهم و احتاط و هو يرحض ساقها ..
أما هي فكانت تتلوى بين يدى شقيقها الذى دفنت صوت آهاتها و صرخاتها في صدره .. كل ذلك تحت أنظار "نرجس" الحاقدة و المُتشفية فيما حدث لها ..
عشر دقائق مرت ثقيلة على الجميع ، انغمست فيها روحه في بحر من الضياع يتخبطه الموج من كل جانب لا يعلم من قذفه إليه و لا يعرف سبيلاً للنجاة منه ..
ألقاها بنظرات الأسف و الأسى على ما آلت إليه حالتها .. شعور غريب نخر قلبه نخرا منذ التقطت عيناه معاناتها و صراخها المدوى ، لربما ألم جرحه لها أعسر من ألم ذلك الجرح في ساقها ..
أغلق المسعفون الأبواب الخلفية لسيارة الإسعاف ثم انطلقوا بها بأقصى سرعة نحو المشفى ..
انطلق هو على الفور نحو سيارته ليلحق بهم و لكن عرقله وقوف "نرجس " كالعقبة في طريقة و تهكمها المستفز :علي فين يا عريس الغفلة ؟! ما خلاص عملت دور بطولى و خلصت مهمتك خلاص .. كفاية لحد كدا تتحرق هي و أخوها في ساعة واحده ..
جز علي أسنانه بقوة بعد أن استنزفت آخر ذرة صبر لديه .. دفعه غضبه الشديد منها الي صفعها بقوة على وجنتها على قارعة الطريق أمام الشركة .. دون النظر إلى القيل و القال .
أفلتت شهقة من فمها فهي لم تتوقع رد فعله هذا أبداً ، برقت عيناها و هي تلقيه بنظرات مصعوقة من هول الصدمة قبل أن تصيح فيه متذمرة بتهديد واضح و صريح: انت بتضربنى بالقلم ..!! طايب انا هوريك ..
أنت تقرأ
عَروس مع وقف التّنفيذ
Romantikو لكن عيناها تحجرتا في مقلتيها و ارتعشت أوصالها رعبا مما رأته في المرآة.. كان أبشع شىء ممكن أن تراه في حياتها.. عادت للخلف مرتعدة تصرخ بصوت عالٍ مُرتعب تناديه بإسمه رغم أنه يقف خلفها مباشرة : عـ..عااااااااااااصم.. فزعت هاربة بعيداً عنه عندما اصطدم...