الفصل الرابع عشر (1)

10.1K 437 54
                                    

الفصل الرابع عشر

(الجزء الأول)

تدابكت نسمات الهواء العليل المتسللة من الشرفة المنفرجة علي مصرعيها لتداعب ستائر الغرفة و تبطل أي احتمال لـ نشوب موجة غضب عاتية من جانبه .. فما ستخبره به الأن ليس سوى وقود مشتعل لنيران ان تأججت, لن تخمد حتي يصير ما التهمت رماد ..

طال صمتها و قصر حِلمُه ..فـ بادر بفتح باب الحديث المُوصد بصمتهما و المترددة هي في فتحه قائلا بحدة خفيفة في صوته :

هتفضلي ساكته كدا كتير ..!! ايه الحاجه المهمة اللي عاوزه تكلميني فيها .. و عملتي التمثيلية دي كلها عشانها ؟!

نظرت اليها بأعين مرتجفة خشية غضبه و لكنها خلال صمتها ذاك قررت في صف من ستكن .. اغمضت عيناها و تنفس بعمق قبل ان تعاود فتحمها و تهتف باسم عدوه اللدود باندفاع : ناصف المراكبى..

قبض يده علي ذكرها اسمه و جز علي أسنانه و تشنج فكه و برزت عروق رقبته و يده المقبوضة بانفعال و سألها بهدوء مخيف : ماله ؟! مش قولت لك تنسيه نهائي و تنسي انك شوفتيه أو قابلتيه في يوم من الأيام ؟!

اضطربت من نظراته الملتهبة نحوها بغضب غاشم و ردت مسرعة : مش أنا هو اللي لسه بيحوم حواليا و .. و.. و..

صاح فيها بحنق : و ايه انطقي؟!

أجابت بخوف لعثم لسانها و اثقله فـ خرجت الكلمات عليه مبعثرة : بـ ..بببببـ ..بعت لي...رسالة ...

دنا منها بسرعة كبيرة لـ تُفاجئ به أمامها و يجذبها من ساعدها بقسوة ألمتها لتنهض شاهقة من قبضته القاسية علي ذراعها : اااااه .. سيب دراعي ... اااه ..سيب..

كشر عن أنيابه مرة أخري و هو يهزها بقسوة أشد قائلا باحتدام : أنا مش حذرتك .. و قولت لك ممنوع تتوصلي مع الحيوان دا بأي شكل من الأشكال ..

زاد من قساوة قبضته حول ساعدها و هدر من بين أسنانه المتشنجة : هااا .. حصل و لا لا ..؟؟

انفجرت عيناها بالدموع من فرط ألمها و حسرتها علي ان تأتيها المعاملة السيئة من أقرب الأقربين الي فؤادها .. اعتصر ساعدها اكثر ليحثها علي الاجابة عليها قائلا بحنق : انطقي ..

انتفضت شاهقة بنحيب خاطف لأنفاسها : حصل ...و انا سمعت كلامك ..

تابع استجوابها بنفس حالة الغضب المسيطرة عليه بل استمرت في الزيادة : أومال الرسالة دي وصلتك هنا ازاي ؟!! و أنا حبسك ؟ّ! و محدش بيدخلك ؟!

اجابته بنحيب و تألم : معرفش .. معرفش .. و الله ما اعرف ..

- متعرفيش ازاي ؟؟ الرسالة دي جاتلك من السما يعني؟!!!

- والله انا كنت قاعده في أمانة الله لقيت الرسالة دي بتتشوح لي من تحت عقب الباب .. روحت اخدتها و قرأتها و قولت انادي لك عشان اقولك عليها بس و الله ما اعرف عنه أي حاجه و لا شوفت خلقته تاني ..

عَروس مع وقف التّنفيذحيث تعيش القصص. اكتشف الآن