الفصل السابع (1)

21K 680 60
                                    

الفصل السابع (1)

#عروس_مع_وقف_التنفيذ

" اتفضلي حضرتك اقعدي عشان نبدأ المقابلة  "

كان ذلك رده علي صدمتها حين هتف به بـ عنجهية مصطنعة و هو يؤشر ناحية الكرسي المقابل لمكتبه..

جلست كما أمرها ، فارغة فاهها باندهاشة من رؤيته ، لم تتوقع رؤيته أبدا..
أسدلت حقيبتها النسائية عن كتفها لتحطها علي ساقيها و هي تردد بصدمة :

انت اللي هتعمل معايا المقابلة طايب ازاي؟!

عقدت حاجبيها باستنكار ثم تابعت قائلة:

انت جت هنا ازاي يا رائد ...؟! و ازاي دخلت مكتب الباشمهندس شوكت زهران كدا ..؟! هو قريبنا يعني و لا ايه ؟! انت ساكت ليه ما تتكلم ؟!

ضرب علي المكتب بيده قبل ان يصيح في وجههابضجر خفيف:

هو انت مدياني فرصة اتكلم و لا اخد نفسي حتي .. من ساعة ما شوفتي وشي و انتي هاتك يا كلام مفصلتيش .. و لا كأنك بلعه راديو ... لا راديوا ايه ..؟! محطة إذاعة بحالها ..

ضربته بالحقيبة بخفة قائلة:

خلاص سكت يا ظريف ... خد نفسك و جاوبني يلا..

عاد بظهره للوراء يسنده علي الكرسي خلفه و هو يضع قدم فوق الأخري و يعدل من ياقة قميصه الأبيض و يهتف بـ عنجهة مصطنعة :

انا اللي هعمل معاكي المقابلة .. و يا اقبلك يا مقبلكيش .. و مهمتك دلوقتي تقنعيني بمؤهلاتك .. اتفضلي معاكي دقيقة واحده ...

هبت واقفة على قدماها ثم صاحت فيه بغضب مكتظ :

مش وقت هزارك دا يا رائد .. لو مقولتش حالا ايه اللي بيحصل هنا.. انا همشي حالا...

هب واقفاً بعد أن رأي الغضب متخفيا خلف ثباتها الهش ، و دار حول المكتب ليقف أمامها مباشرة و يقول بهدوء و ود :

اقعدي بس يا نيروزتي و هنتكلم .. و هقولك علي كل حاجه.

تنفست بعمق قبل أن تستسلم لرغبته و تجلس مرة اخري ..

سحب الكرسي الكائن أمام كرسيها ليقترب منها قليلا ثم ضم يديها معا بـ كفيها العريضتين مسترسلا :

اولا يا ستي انتي وحشتيني .. و لما عرفت انكم مشيتوا فجأة كدا زعلت جدا .. و لما اتكلمت مع أبيه عاصم عشان افهم سبب اللي خلكم تمشوا .. حكي لي علي اللي حصل .. انا وعدته اني مجبش سيرة للعيلة باللي بيحصل بينكم ..

ارتجفت أوصالها علي ايقاع ذكر اسمه .. و سرت رجفتها الي يديها اللاتي فضحت أمر رُهَابها أمام"رائد" لـ يقوم بـ تمسيدها بلطف كبير محاولا احتواء رهبتها كما شرح له " عاصم " قبل لقاءه بها ...

و بأعين متلجلجة نظرت في أنحاء الغرفة و هي تسأل بتلعثم:
هو ...ه. ...و... هو ... موجـ... موجود .. معاك هنا؟!
رد بصوت أجش و لكنه دافىء يحمل في طياته طمأنينة كبيرة :
انا مش عاوز اي حاجه توترك ... او اكون أنا سبب من اسباب توترك .. انا عرفت بحالة الرُهاب اللي عندك .. و تأكدي اني مستحيل احطك تحت اي ضغط كان ..

عَروس مع وقف التّنفيذحيث تعيش القصص. اكتشف الآن