1

5.3K 216 150
                                    

القرن التاسع عشر .

تحديداً في قصر مملكة شيلا , والتي تكون احدى الممالك الكورية الثلاث العظمى , يقبع ذلك الملك الشاب على عرش الحكم بعد موت والده الراحل الحاكم الأعظم قبل اسابيع قليلة , ليتوج هو حاكماً من بعده .

وعلى خلاف والده , كان الملك الشاب المسمى (يوهان) لاهياً عابثاً , تتراقص كؤوس الخمر بين اصابعه كتراقص الجاريات امام عينيه الطامعة التي لا يشبعها شيء . يتجاهل مطالب الشعب , يفرض ضرائب اكثر على المزارعين , يقيم الحفلات الماجنة كل ليلة متجاهلاً حرمة موت والده الحاكم الاسبق الذي لم يتجاوز الشهر الى الان .

وهذا بالطبع لم يعجب احداً من الوزراء او المستشارين إلا من له مصلحة بذلك . تحدث البعض معه , حاولوا النصح والارشاد لعله يستفيق من طيشه ولهوه قبل ان يؤول حال المملكة لشيء لا يحمد عقباه, لكنه ابى ان يفتح اذنيه لهم قبل عقله وبائت كل محاولاتهم بالفشل .

و ككل ليلة جالس على عرشة يستمتع بشرب ما يمكنه من خمور تفقده عقله وبألحان العازفين التي تطرب اذنيه ,وحولة أجمل جميلات المملكة من الجاريات , ليرى فجأة المستشار كيم واقفاً امامه دون ان ينحني وهذا بالطبع لم يرق له و لكبريائه كملك .

اشار بيديه صوب العازفين ليوقفوا الموسيقى و اعاد بصره للمستشار .

-الملك يوهان بعدما ارتشف ما بكأسه دفعه واحدة ليضعه على الطاولة امامه بقوة معبراً عن غضبه : أمام من انت ماثل الان يا حضرة المستشار كيم ؟

-المستشار كيم : امامك ايها الملك .

-الملك يوهان : واعجباً لذلك ! ما لي اذاً لا اراك منحنياً لحضرتي ؟

-المستشار كيم بحزم : لا ينحني امثالي لأمثالك , خدمت والدك لسنين طوال ولم ارى منه استهتاراً بالحكم و ادراة المملكة كما تفعل انت , لذا لم يعد يشرفني العمل تحت سلطة حاكم عابث مثلك .

قال المستشار كيم كلماته الاخيرة خالعاً بعدها رداءة الملكي الخاص بالمستشارين ملقياً اياه امام الملك على الارض .

ابتسامة ساخرة قد نمت على شفتي الملك ليردف بما لم يعجب الماثل امامه : عهد والدي الأحمق قد ولى ومات , انت الان بعهدي انا , أ بعدما رأفتُ بحالك ايها العجوز وابقيتك بمنصبك كمستشار اول , تأتي وتقلل من احترامي هنا ؟ لكن لا يهم , لتذهب لست بحاجتك على اي حال .

-المستشار كيم : لتعلم فقط ان نهاية مملكة شيلا العظيمة للأسف سيكون على يديك , ما يؤلمني ان والدك الحاكم الاعظم قد وثق بك ليسملك قلائد الحكم , وما يكسر فؤادي هو الشعب الذي سيبيت ضحية عبثك و استهتارك اللامتناه .

قال المستشار كلماته الاخيرة وخرج من القاعة التي اوصدت ابوابها بعد خروجه .

نظر الملك يوهان لرداء المستشار الملقى على الأرض ليصرخ بمساعده الأول بغضب : اقتله غداً , انا لا اسمح لأحد ان يقلل من شأني بكل سهولة ويبقى على قيد الحياة , والأهم لديه من اسرار المملكة ما يكفي لتهديد امننا لو فكر بالذهاب لأحد الممالك المعادية .

على لحنِ الموت تتراقصُ الشياطينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن