5

1.2K 117 79
                                    

عادة الأيام هي السير بسرعه , سرعه لا نكاد نحن البشر ندرك شيئاً منها , بتعاقب الليالي لا نشعر الا بأنفسنا قد كبرنا سنه , ثم سنه بعد سنه حتى لا نكاد ندرك من حياتنا شيئاً ...

و ها انقضى الأسبوع الأول ثم الثاني على كل من أبطالنا , تايهيونغ في القرية منتظراً اللحظة التي يغادر فيها صوب المدينة بكل حماس .

و جونغوك الذي بات لا يجد وقتاً لنفسه بسبب ما القي على عاتقه من مهام من قبل الوزراء بحجة تدريبه حتى يحين الوقت المناسب لإعطائه السلطة التي يستحقها .

جين الذي بات مشغولاً اغلب الوقت بالتعامل مع العقود التجارية بين مملكتهم وباقي الممالك , و اخيراً نامجون الذي تولى قيادة الجيش و تدريب المتطوعين الجدد على اساسيات القتال .

.

.

.

تنهيده عميقه خرجت من ثغره بلحظة اعادة رأسه الى الوراء وتدليك عنقه الذي تصلب لكونه قضى وقتاً ليس بالقصير حانياً اياه على تلك الأوراق الكثيرة .

نهض من مكانه متجهاً صوب النافذة فاتحاً اياها , ليدخل ذلك الهواء العليل الذي داعب وجهه برقه .

استنشق ما استطاعت رئتيه اختزانه ليخرجه بعد حبسه لفتره .

لا زالت ندوب قلبه جديدة , لا زال لم ينسى حقيقه موت والده التي يستيقظ كل يوم متخيلاً انها كابوس وانتهى لكنه للأسف يستعيد مرارة الواقع .

يريد الانتقام بأقرب فرصة , لكنه لا يعرف من الفاعل , لا يعلم من الذي دس ذلك السم اللعين بطعام والده , السم الذي لم تجدي اي عشبه بعلاجه .

هو متعب .. و جداً , اولئك الأوغاد لم يتركوه بالأيام الماضية بحال سبيله , بل اوكلوا اليه نسخ جميع الأوامر الملكية و العقود لأرشيف القصر , بطبيعة الحال , ليس بيده الا امساك تلك الفرشاة وذلك الحبر ليخط بيديه المتعبة على تلك الأقمشة البيضاء ناسخاً بها ما يوضع امامه من اكوام من الأشياء التي قد عفى عنها الدهر وسلف , لكنه جاهل لحقيقة الأمر ...

حدق بحديقة القصر الجميلة ليقرر النزول اليها , لا ضير من ترك العمل قليلاً فقد انهك تماماً .

ساقته قدماه صوب الحديقة ليجلس عند ازهار الكاميليا , كانت جميله ذات مضطر هادئ غير جامح , مثله تماماً .

-جونغوك مستميحاً الأزهار بأدب : أنا آسف لأنانيتي , سأسرق احداكن .

قال كلماته ثم مد يده مقتطفاً احداها , ثم اسند برأسه على جذع احدى الأشجار خلفه .

-جونغوك مكلماً التي باتت تقبع بين يديه : أ بتي تشعرين بالوحدة كما افعل ؟ آسف لأخذك من بين رفيقاتك لكني اود رفيقاً ايضاً , اشتاق لجين هيونغ , والدتي , تايون ...

على لحنِ الموت تتراقصُ الشياطينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن